نسال الله الاخلاص في اقوالنا وسائر اعمالنا..
أعترف لكم بأنني لا أفهم شيئًا في فقهيات الأرزاق وأسرارها، لكن الذي أعرفه جيدًا أن صديقي الأحمق هذا لم يجد ولم يجتهد ولم يلهث في الركض ولم يغرس ولم يزرع ولم يسقِ ولم يحرث، لكنه جنى وحصد بشكل كبير ووصل بسهولة ويسر. النموذج الثاني: كان زميل جامعة كان أفشلنا في دفعتنا بالجامعة، وتخرج بتقدير مقبول مع الرأفة. أخذ يتنقل في أكثر من وظيفة وكأنه يختار وينتقي ما يشاء من الوظائف، في سنته الثامنة التحق بشركة عظيمة ثم أصبح مديراً تنفيذياً في شركة أخرى غيرها وأصبح اسمه لامعاً يشار إليه بالبنان، قال لي بعض متابعي أخبار هؤلاء الخارقين وأصحاب المعجزات أن راتبه وصل إلى 14 ألف ريال وبونصه (الأرباح) السنوي يصل إلى 35 ألف ريال، ومنذ عشرين سنة لم يركب الطائرة إلا في درجات رجال الأعمال وكان يمد رجليه الطويلتين القبيحتين وينام قبل إقلاع الطائرة بدقائق ويشخر بطريقة مزعجة لا يمكن احتمالها. أبجد هوز حطي كلمن: كل من سار على الدرب وصل. النموذج الثالث: في العام 2016 كنت في ماليزيا ألهث من جامعة إلى جامعة أبحث عن قبول لدراسة الدكتوراه، وأنا أتسكع في السوق الصيني في كوالالمبور وقفت بجانبي سيارة توتوتا من نوع فان حديثة الطراز فنزل منها شاب وزوجته وثلاثة أطفال، فجأة سمعت أحدهم يناديني "أستاذ عبدالله"، اقترب مني وسلم عليَّ وابتسم قائلاً لي: هل عرفتني فابتسمت وقلت له: كيف أنسى ذلك الطالب الذي يجلس في آخر الصف وينام الثلاثة حصص الأولى.
..... انتقل الإنسان مراحل عديدة في العلم وكل مرحلة ترفعه وتطوره وترقيه … فمنذ اكتشافه للنار عن طريق احتكاك حجرين ببعضهما وهو يرتقي ويفكر ويتعلم… حتى وصل إلى أن يرى العلم كله وهو في منزله أمام شاشة صغيرة تنقله من مكان إلى آخر. يخبرونك انه من سار على الدرب وصل. … فكان العلم السبب الأول في راحة الإنسان وسعادته… ولهذا كان للعلم الفضل الكبير والمكانة العظيمة في الإسلام … فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم وشجعه وبين فضله.. وما يترتب على ذلك من الخير العظيم والأجر الجزيل ، والذكر الجميل ، والعاقبة الحميدة لمن أصلح الله نيته ، ومنَّ عليه بالتوفيق. و النصوص في هذا كثيرة معلومة ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته.. وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال. قال تعالى: ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة آل عمران الآية 18. فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه.. وهم العلماء بالله ، العلماء بدينه ، الذين يخشونه سبحانه و يراقبونه ، ويقفون عند حدوده ، كما قال الله عز وجل: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) سورة فاطر الآية 28.