أجبنا في هذا المقال على سؤال: من تيقن الطهارة وشكَّ في الحدث، فإنه يبقى على حكم وتبيّن أنّ الإجابة الصحيحة هي: يبقى على طهارته، ومن الجدير بالذّكر إلى أن الطهارة هي رفع القذارة في الشرع، ويكون ذلك في اللباس وااجسم والأرض كما بيّنا، ويمكن إزالته بالمشي والابتعاد عنه. المراجع ^ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 8-9، جزء 1. بتصرّف, 10/09/2021 وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 240-242، جزء 1. من تيقن الطهارة وشك في الحدث - منشور. بتصرّف, 10/09/2021 صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1425 هـ)، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 14. بتصرّف, 10/09/2021
وجه الدَّلالة: أنَّ الحديثَ دلَّ على أنَّ اليقينَ لا يزولُ بالشكِّ؛ فمَن تيقَّنَ الطَّهارة، وشكَّ في الحدَث، أو تيقَّنَ النَّجاسةَ وشكَّ في الطَّهارةِ، بنَى على اليقينِ ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/208). ثانيًا: أنَّ الأصلَ بقاءُ ما كان على ما كان عليه ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (11/208). المطلب الثَّاني: إذا تيقَّنَ الحدَث، وشكَّ في الطَّهارة إذا أحدَثَ المتوضِّئُ، متيقِّنًا من ذلك، ثم شكَّ في الوضوءِ بعده، فإنَّه لا يُعدُّ متوضِّئًا. الدَّليلُ مِن الإجماعِ: نقَل الإجماعَ على ذلك: الماورديُّ قال الماورديُّ: (إذا تيقَّن الحدَث وشكَّ بعده في الوضوء، فإنَّه يَبني على اليقين ويتوضَّأ، ولا يأخذ بالشكِّ إجماعًا). ((الحاوي الكبير)) (1/207). ، وابنُ حزم قال ابن حزم: (أجمعوا أنَّ مَن أيقَنَ بالحدَث وشكَّ في الوضوء، أو أيقَنَ أنَّه لم يتوضَّأ، فإنَّ الوضوءَ عليه واجب). ((مراتب الإجماع)) (ص: 22). ، وابن عبدِ البَرِّ قال ابن عبدِ البَرِّ: (أجمَعَ العُلَماءُ أنَّ مَن أيقنَ بالحدَث، وشكَّ في الوضوء، أنَّ شكَّه لا يفيدُ فائدةً، وأنَّ الوضوء واجِبٌ عليه). من تيقن الطهارة وشك في الحدث - موقع محتويات. ((الاستذكار)) (1/515). ، وابن العربيِّ قال ابن العربي: (فإن تيقَّن الحدَث وشكَّ في الطهارةِ، أو تيقَّن الطَّهارةَ وشكَّ في إتمامِها، فلا خلاف في الأمَّة أنَّه يجِبُ عليه الوضوءُ إجماعًا).
حكم الشك في الوضوء عند المالكية يخالف المالكية جمهور العلماء في مسألة الشك في الحدث مع اليقين من الطهارة، إذ يرون أنه يجب عليه الوضوء لتحقيق اليقين كون الأمر مرتبط بالتكليف بالعبادة وهو ما يوجب اليقين من تحقيق شروطها. فالوضوء شرط من شروط صحة الصلاة وإذا لم يكن المسلم على يقين من وضوءه فإنه يجب أن يحقق اليقين بإعادة الوضوء إذ أن كون الأمر متعلق بصحة الصلاة لا يحتمل أن يؤدي المسلم صلاته وهو على شك ويجازف ببطلانها. حكم إعادة الصلاة بسبب الشك في الوضوء تختلف الآراء في حكم إعادة الصلاة بسبب الشك في الوضوء، حيث يرى البعض أن الشك في الوضوء والصلاة هو من وساوس الشيطان ولا يجب الالتفات له ويجب إكمال الصلاة بصورة طبيعية إذا حدث هذا الشك أثناء الصلاة، أو لا يجب عليها إعادتها إذا حدث هذا الشك بعد انتهاء الصلاة؛ طالما أن المسلم غير متيقن من عدم الطهارة. بينما يرى البعض الآخر أن الشك في الوضوء بعد انتهاء الصلاة يوجب على المسلم إعادة الصلاة إذا كان شكه قوياً في عدم الوضوء أو فساده. الأصلح للمسلم أن يأخذ بالرأي الذي يطمئن له قلبه، فإذا كان شكه قوياً في عدم طهارته أو عدم صحة وضوءه فالأصلح له أن يعيد الصلاة، إما إذا كان الشك ضعيفاً في عدم الطهارة والأرجح هو الطهارة وإذا علم المسلم أن هذا الشك هو مجرد وساوس فإنه لا يجب عليه الالتفات لهذه الوساوس، والله أعلى وأعلم.
تاريخ النشر: الأربعاء 7 ربيع الآخر 1425 هـ - 26-5-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 49066 19629 0 413 السؤال السؤال هو: أني عندما أتوضأ وخاصة أثناء الاستحمام ينزل قطرة من البول عندما يقع الماء الدافئ على الذكر أو أحس بأنه قد خرجت قطرة فهذا يحدث دائماً فقط عند الاستحمام، فهل يجب أن أعيد الوضوء؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أن نزول قطرة من البول ناقض للوضوء سواء كان ذلك أثناء الغسل أو بعده، ولا بد أن تتيقن من نزول هذه القطرة، أما مجرد الشك في نزولها فلا ينبغي لك الالتفات إلى ذلك لأن الوضوء ثبت بيقين فلا يزول بالشك. ولذلك اتفق الفقهاء على قاعدة عظيمة في هذا الباب وأمثاله وهي "اليقين لا يزول بالشك" وقد بنوها على الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: قوله: يخيل إليه الشيء يعني خروج الحدث. وقوله صلى الله عليه وسلم: حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً، معناه يعلم وجود أحدهما، ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين.
قلت: رحم الله الحافظ، لقد شغله تحقيق القول في اسم الصحابي، عن بيان حال ابنه الراوي عنه، الذي هو علة الحديث عندي، فإنه غير معروف، فتحسين حديثه حينئذ، بعيد عن قواعد هذا العلم، ومن العجيب أنه كما ذهل عن ذلك هنا، ذهل عنه في " التقريب " أيضا، فإنه في ترجمة الحارث بن مسلم، أحال على مسلم بن الحارث، فلما رجعنا إليه فإذا به يقول: " مسلم بن الحارث، ويقال: الحارث بن مسلم التميمي، صحابي، قليل الحديث ". قلت: فأين ترجمة ولده سواء أكان اسمه مسلما أوحارثا؟ وقد جزم الحافظ في " الإصابة " بأن الراجح في اسم أبيه أنه مسلم، وقال ابن عبد البر: " وهو الصحيح ". اللهم اجرني من النار سبع مرات. وكذلك صنع الحافظ في " تهذيب التهذيب "، فلم يجعل للولد ترجمة خاصة، ولكنه ذكره في ترجمة أبيه، ونقل عن الدارقطني أنه مجهول، وذكر أنه لم يجد فيه توثيقا، إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان، حيث أخرج الحديث في " صحيحه "، وما رأيته إلا من روايته. قال الحافظ: " وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يروعنه إلا واحد، إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر ". وهذا معناه أن الرجل مجهول، وهو ما صرح به الدارقطني كما في " الميزان "، وقال أبو حاتم: " لا يعرف حاله ".
تاريخ النشر: الثلاثاء 10 ربيع الآخر 1432 هـ - 15-3-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 151761 110000 0 578 السؤال هل هذا دعاء صحيح ثابت أم لا؟ دعاء ترفض جهنم صاحبه يوم القيامة هذه كلمات بسيطة تقولهاثلاث مرات، هذا هو الدعاء: تقول: اللهم أجرني من النار، اللّهم أجرنا من النار وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللّهم حـرَّم لحمي وجلدي وعظمي وشعري من نــار جـهـنم، اللّهم حـرَّم لحم وجلد وعظم وشعر كُـل من قرأ هذه الرسالة وكُـل من قام بنشر هذا الدعاء، اللّهم إنّـك عفو تحب العفو فأعفُ عنا. صحة حديث اللهم اجرني من حر جهنم - موقع محتويات. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: ففي الحديث عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما سأل رجل مسلم الله عز وجل الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ولا استجار من النار مستجير ثلاث مرات إلا قالت النار: اللهم أجره من النار. رواه أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن. وفي الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار.
هـ. قلت: بسبب هذا السقط كان هذا الظن، فالحديث يعرف من طريق جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم عن يونس بن خباب. قلت: وقد ذكر الشيخ الألباني في (( الصحيحة)) (2556) أن جريراً الذي يروي عنه أبو خيثمة هو ابن حازم الثقة، ولكن لم أجد رواية واحدة - فيما وقفت عليه - لأبي خيثمة زهير بن حرب عن جرير بن حازم، بل وجدته يروي عن جرير بن عبد الحميد. وانظر: (( تهذيب الكمال)) (9/402)، (4/542)، (32/552، 553)، و(( الميزان)) (4/480). وفي الباب عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما استجار عبد من النار ثلاث مرار إلا قالت النار: اللهم أجره مني، ولا يسأل الجنة إلا قالت الجنة: اللهم ادخله اياي)). رواه عنه: بريد بن أبي مريم وعنه يونس بن أبي إسحاق وأبو إسحاق السبيعي. أما رواية يونس بن أبي اسحاق فقد رواها عنه: 1- محمد بن فضيل. أخرجه أبو يعلى (3682، 3683)، وابن أبي شيبة (10/ 42). 2- قران بن تمام. أخرجه أحمد (12170). 3- أبو قتيبة سلم بن قتيبة. أخرجه السمعاني في (( المنتخب من معجم شيوخ السمعاني))، والبغوي في (( شرح السنة)) (1365). 4- أبو نعيم الفضل بن دكين. أخرجه على بن الحسن في (( العشرون من الخليات)) (38)، والطبراني في (( الدعاء)) (1312)، والبيهقي في (( الدعوات الكبير)) (295)، والضياء في (( المختارة)) (1312)، وأبو نعيم في (( صفة الجنة)) (67).