والخير كل الخير في اتباعهم، وترك البدع والمبيت عند القبور لما ذكر؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وسائر أصحابه ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم. فصل: زيارة النساء للقبور:|نداء الإيمان. أما تخصيص يوم الخميس بزيارة القبور فهو ابتداع في الدين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*). أما إن كان ذلك لكون يوم الخميس أو غيره أيسر للزيارة دون اعتقاد في تخصيص ذلك اليوم للزيارة فلا حرج في ذلك؛ لأن زيارة القبور للرجال مشروعة في جميع الأيام والليالي. وأما حكم زيارة النساء للقبور وبكائهن ولطمهن الخدود على الميت فمن كبائر الذنوب؛ لما تقدم في جواب السؤال الأول.
3- أن العلة في مشروعية الزيارة "فإنها تذكر الآخرة" موجودة في النساء والرجال على السواء, والحكم دائر مع علته وجودًا وعدمًا. 4- أن هذا هو الموافق لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة في زيارة قبر ولدها, وتعليمه لعائشة ما تقوله عند زيارة القبور. المنع بحجة ضعف المرأة: أما كون المرأة يغلب عليها الضعف وعدم تمالك نفسها عند الزيارة فيقال: من علم من نفسه الضعف وعدم تمالك نفسه ووقوعه في بعض ما حرم الله من الرجال أو النساء فلا يجوز له زيارة القبور, وقد نهي الرجال والنساء عن التجاوز حال زيارة المقبرة في القول والفعل, قال صلى الله عليه وسلم: "فزوروها، ولا تقولوا هجرا " (النسائي 2033) قال المناوي "(هُجْراً) أي باطلاً, وفيه إيماء إلى أن النهي إنما كان لقرب عهدهم بالجاهلية فربما تكلموا بكلام الجاهلية من ندب ونحوه" (التيسير بشرح الجامع الصغير 2/45). فالراجح جواز زيارة النساء للمقابر بلا كراهة إذا لم تخف المرأة على نفسها الوقوع في ما حرم الله, لعموم الأدلة المرغبة في ذلك كما سبق, وثبوت إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة الزائرة, وتعليمه عليه الصلاة والسلام لعائشة الدعاء عند الزيارة.
3- ما ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها قالت:" نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا"(البخاري 1278, مسلم 938). 4- أن الغالب على المرأة أنها تضعف في مواضع الموت ولا تتمالك نفسها, فيقع منها شيء مما حرم الله من النياحة واللطم ونحو ذلك, فتمنع من الزيارة سداً للذريعة. أدلة الجواز: استدل الجمهور بعدد من الأدلة منها: 1- ثبوت إذن النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وتعليمها الدعاء إذا زارت القبور "قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون" (مسلم 974). 2- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر, فقال: اتقي الله واصبري, فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه, فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم, فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين, فقالت: لم أعرفك, فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (البخاري 1283, مسلم 926). فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم على زيارتها القبر والوقوف عليه، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجة. قال ابن حجر: "وموضع الدلالة منه أنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر، وتقريره حجة" (فتح الباري 3/148).
قصة عمر بن الخطاب قبل الإسلام يروى في قديم الزمان عن الفارس الشجاع سيدنا عمر بن الخطاب ،أنه كان يتميز بالشدة قبل إسلامه فلما ظهر الإسلام وانتشر كان من أشد أهل قريش معاداة للمسلمين وكان يعذب عبيدة وأقاربه من بني عدي الذين يدخلون في الإسلام ،حتى أنه كان له جارية اعتاد أن يعذبها من أول النهار لآخره حتى يتعب فيقول له ما تركتك إلا لأني قد مللت … فكان يتتبع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إذا رأى أحدًا يتبعه قام بإرهابه وتهديده حتى لا يتبع دين الإسلام. ولد الفاروق في قبيلة بني عدي واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ،وكانت والدته حنتمة بنت هشام ابنة عم أبو جهل وخالد بن الوليد ،وقد ولد سيدنا عمر بعد عام الفيل بحوالي ثلاثة عشرة عاما ،وكانت أسرته فقيرة معدمة رقيقة الحال ،وكان والده شديد غليظ معه هو وأخوته.. كان سيدنا عمر في صغره يخرج ليرعى غنم عائلته ،وتعلم القراءة ،وكان فارسًا منذ صغره ،وقد شب سيدنا عمر على عبادة الأصنام مثل معظم أهل قريش ،كما أنه كان يشرب الخمر وقد قال عن نفسه "لقد كنت أشرب الناس بالجاهلية " ،وعندما كبر سيدنا عمر بدأ يشتغل بالتجارة حتى أصبح من أغنياء مكة. وقد أسلم زيد بن الخطاب وفاطمة بنت الخطاب إخوة سيدنا عمر قبله ،وفي يوم من الأيام عندما بدأ الإسلام ينتشر في مكة وبدأ المسلمون يهاجرون من مكة شعر سيدنا عمر بالغضب الشديد لأن أهل مكة قد تفرقوا ،فقرر أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فأخذ سيفه وانطلق فقابل الصحابي نعيم بن عبد الله النحام في الطريق وكان قد أسلم سرًا.
المزيد من التفاصيل والفيديوهات تابعونا على الصفحات الرسميه مواقع التواصل الاجتماعي Official......
تأثَّر سيِّدنا عُمر مِمَّا رآهُ ، وقالَ لها: انتظِري سَأحظِرُ لكم الدَّقيقَ والسَّمنَ ، فأسْرعَ إلى بيتِ مالِ المُسلمينَ وأخذَ سمناً وكِيساً كَبيراً من الدَّقيقِ ، واتَّجهَ مُسرعاً إلى الخَيمةِ ، يُريدُ أن يلحقَ بالأطفالِ قبلَ أن ينامُوا ، وصَلَ إليهم وهُم مُنتظرُونَ ، فقالَ لهُم: لا تقلقُوا يا أبنائِي سأُحضِّرُ لكم الطَّعامَ حالاً ، ثم سكبَ دقيقاً على الماءِ وسَمناً ، وبدَأ يُحرِّكُ الطَّعام حتى نضجَ ، ثم سَكبهُ في صحنِِ وقدَّمهُ لهم. تجمَّع الأطفالُ وأمُّهم حولَ الطعامِ وأكلُوا حتى شبعُوا. ظلَّ عُمر ينظرُ إليهم وقلبُهُ حزينٌ على ما وصَلوا إليهِ من الحاجةِ والفقرِ ، ثم قالَ للمرأةِ: تعالِي غداً صبَاحاً إلى الخَليفةِ عُمر ابنُ الخطَّابِ وسيعطيكِ معونةً كُل أسبوعِِ تكفيكِ أنتِ وأطفالكِ ، وعادَ عُمر ابن الخطَّابِ إلى بيتهِ وقد اِطمأنَّ قلبهُ على الأيتامِ وأمِّهم. قصه عمر بن الخطاب للاطفال كرتون. وهكذا عاشَ سيُّدنا عُمَرُ يهتمُّ بالضُّعفاءِ والفُقراءِ والأيتَامِ حتى ماتَ شهيداً وهو يُصلي صلاةَ الفجرِ.