فقالَ لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الَّذي إذا سُئلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بِه أجابَ" [ابن حيان l خلاصة حكم المحدث: صحيح]. قراءتها تدرأ شرور الإنس والجن والشيطان عن المسلم: وتحميه من كل سوء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: أصليتم ؟ فلم أقلْ شيئًا، فقال: قلْ. فلم أقلْ شيئًا، ثم قال: قلْ. فلم أقلْ شيئًا، ثم قال: قلْ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما أقولُ ؟ قال: قل هو الله أحد والمُعَوِّذَتين حينَ تُمسي وحينَ تُصبحُ ثلاثَ مراتٍ تُكفيك مِن كلِّ شيءٍ. " [صحيح الترغيب l حسن صحيح]. قال الطيبي: تدفع عنك كل سوء. سورة الإخلاص مكتوبة بخط جميل. حب الله سبحانه وتعالى لمحبها: عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ قل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه" [صحيح البخاري l صحيح]. سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الإسم سميت سورة الإخلاص بهذا الإسم لأن من يؤمن بها طائعًا محبًّا، فقد أخلص قلبه لله سبحانه وتعالى، وقيل سميت كذلك لأنها مخلَصة بفتح اللام، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أخلصها لنفسه، فلم يتطرق فيها لأي موضوع يختص بالأحكام الشرعية، أو أخبار الأمم السابقة، بل هي تختص بتعظيمه وتبجيله سبحانه، وذكر صفاته العلى التي ينفرد بها، ولا يشاركه أحد ولا شيء بها، والوجهان صحيحان لا تضارب بينهما.
سبب نزول سورة الإخلاص عند البيهقي والهروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، "أَنَّ الْيَهُودَ جَاءَتِ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَحُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي بَعَثَكَ. سورة الإخلاص مكتوبة مع تفسيرها – سور القرآن الكريم. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} (سورة الإخلاص) [فتح الباري لابن حجر l إسناده حسن]. روى الضحاك أن المشركين أرسلوا إلى رسول الله عامر بن الطفيل فقال له عنهم: شققت عصانا (فرّقت كلمتنا)، وسببت آلهتنا، وخالفت دين آبائك، فإن كنت فقيراً أغنيناك، وإن كنت مجنوناً داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناكها فقال رسول الله: لست بفقير ولا مجنون، ولا هويت امرأة، أنا رسول الله، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته، فأرسلوه ثانية وقالوا: قل له: بيّن لنا جنس معبودك، أم من ذهب أم من فضة؟ فأنزل الله هذه السورة. سورة الإخلاص مكتوبة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) تفسير سورة الإخلاص رقم الآية الآية الكريمة المعنى 1 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أي قل لمن سألك عن صفة ربك: الله هو الواحد المنزه عن التركيب والتعدّد، لأن التعدد في الذات مستلزم لافتقار المجموع إلى تلك الأجزاء والله لا يفتقر إلى شيء.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [ ١] تفسير الأية 1: تفسير الجلالين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه فنزل: { قل هو الله أحد} فالله خبر هو وأحد بدل منه أو خبر ثان. اللَّهُ الصَّمَدُ [ ٢] تفسير الأية 2: تفسير الجلالين { الله الصمد} مبتدأ وخبر أي المقصود في الحوائج على الدوام. سورة الإخلاص وسبب نزولها وفضلها مع التفسير : اقرأ - السوق المفتوح. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [ ٣] تفسير الأية 3: تفسير الجلالين { لم يلد} لانتفاء مجانسته { ولم يولد} لانتفاء الحدوث عنه. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [ ٤] تفسير الأية 4: تفسير الجلالين { ولم يكن له كفواً أحد} أي مكافئًا ومماثلاً، وله متعلق بكفوًا، وقُدِّم عليه لأنه مَحطُّ القصد بالنفي وأَخَّر أحد وهو اسم يكن عن خبرها رعاية للفاصلة.
بسم الله الرحمن الرحيم قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (4) صدق الله العلي العظيم وهي من السور المكية، سُميت بالإخلاص؛ لأنه لم يُذكَر في هذه السورة إلا صفات الله الجلالية، كما ولها أسماء كثيرة ذكرها المفسرون قد تصل إلى عشرين اسماً، منها: التوحيد، والصمد، والنجاة، والمعرفة، والبراءة، والمقشقشة، وغيرها. تتحدث السورة عن توحيد الله تعالى، وتنفي عنه الصفات السلبية، وتصفه سبحانه بأحَدِيّ الذات، وكل ما سواه يرجع إليه. وهي إحدى القلاقل الأربعة وهي السور التي تبدأ بقوله تعالى (قل)، كما شبه النبي علياً في قراءتها، فقال: يا علي أنّ فيك مثلاً من (قل هو الله أحد).
( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله... ).
عن عبد الله بن بسر قال: أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – رجل، فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به جامع ؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل خرجه الإمام أحمد بهذا اللفظ. وخرجه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في " صحيحه " بمعناه، وقال الترمذي: حسن غريب، وكلهم خرجه من رواية عمرو بن قيس الكندي، عن عبد الله بن بسر. وخرج ابن حبان في " صحيحه " وغيره من حديث معاذ بن جبل، قال: آخر ما فارقت عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن قلت له: أي الأعمال خير وأقرب إلى الله ؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل. وقد سبق في هذا الكتاب مفرقا ذكر كثير من فضائل الذكر، ونذكر هاهنا فضل إدامته والإكثار منه. قد أمر الله سبحانه المؤمنين بأن يذكروه ذكرا كثيرا، ومدح من ذكره كذلك ؛ [ ص: 511] قال تعالى: ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا [ الأحزاب: 41]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأحزاب - الآية 41. وقال تعالى: واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون [ الأنفال: 45]، وقال تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [ الأحزاب: 35]، وقال تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم [ آل عمران: 191].
5- ومنهم من فصّل، قال ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السّنن" (7/126): " والتّحقيق في ذلك أنّ المراتب ثلاثة: المرتبة الأولى: ذكر وجهاد، وهي أعلى المراتب، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:45]. لا يزال لسانك رطبا بذكر الله. المرتبة الثّانية: ذكر بلا جهاد، فهذه دون الأولى. المرتبة الثّالثة: جهاد بلا ذكر، فهي دونهما، والذّاكر أفضل من هذا، وإنّما وُضِع الجهاد لأجل ذكر الله، فالمقصود من الجهاد أن يُذكر الله ويعبدَ وحده، فتوحيده وذكره وعبادته هو غاية الخلق التي خلقوا لها، والله أعلم "اهـ. وكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " قريب من هذا، إذ قال: " طريق الجمع -والله أعلم- أنّ المراد بذكر الله في حديث أبي الدّرداء رضي الله عنه الذّكر الكامل، وهو ما يجتمع فيه ذكر اللّسان والقلب بالتفكّر في المعنى واستحضار عظمة الله تعالى، وأنّ الّذي يحصل له ذلك يكون أفضل ممّن يقاتل الكفّار مثلا من غير استحضار لذلك، وأنّ أفضلية الجهاد إنّما هي بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرّد، فمن اتّفق له أنّه جمع ذلك، كمن يذكر الله بلسانه وقلبه واستحضاره وكل ذلك حال صلاته أو في صيامه أو تصدقه أو قتاله الكفار مثلا فهو الذي بلغ الغاية القصوى، والعلم عند الله تعالى ".
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم تعالى ، المنعم عليهم بأنواع النعم وأصناف المنن ، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب ، وجميل المآب. قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن سعيد ، حدثني مولى ابن عياش عن أبي بحرية ، عن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ " قالوا: وما هو يا رسول الله ؟ قال: " ذكر الله عز وجل ". ما معنى اجعل لسانك رطباً بذكر الله. وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن زياد - مولى ابن عياش - عن أبي بحرية - واسمه عبد الله بن قيس التراغمي - عن أبي الدرداء ، به. قال الترمذي: ورواه بعضهم عنه فأرسله. قلت: وقد تقدم هذا الحديث عند قوله تعالى: ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) في مسند [ الإمام] أحمد ، من حديث زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش: أنه بلغه عن معاذ بن جبل ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بنحوه ، فالله أعلم.
[رواه ابن أبي الدّنيا، والطّبراني-واللّفظ له-، والبزّار، إلاّ أنّه قال: ( أَخْبِرْنِي بِأَفْضَلِ الأَعْمَالِ وَأَقْرَبِهَا إِلَى اللهِ)، وابن حبّان في "صحيحه "] (7)- الحديث الّسابع: وعن أبي الدّرداءِ رضي الله عنه قال: قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ ؟)). قَالُوا: بَلَى. قَالَ: (( ذِكْرُ اللهِ تعالى)). قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه:" مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ ". [رواه أحمد بإسناد حسن، وابن أبي الدّنيا، والتّرمذي، وابن ماجه، والحاكم، والبيهقي، وقال الحاكم:"صحيح الإسناد"]. شرح حديث: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلّ...) - قبس من نور النبوة - أخوات طريق الإسلام. - شـرح: هذا الحديث ظاهره أنّ الذّكر بمجرّده أفضل من الجهاد، وأفضل من الإنفاق، وقد يُعارض هذا الظّاهر: أ) أنّ الجهاد والإنفاق في سبيل الله من النّفع المتعدّي، والذّكر عبادة نفعُها قاصر على الذّاكر. ب) وقد سئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أفضل الأعمال فقال: (( إِيمَانٌ بِاللهِ))، ثمّ قيل: أيّ ؟ فقال: (( جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ))، ثمّ قيل: ثمّ أيّ ؟ فقال: (( حَجٌّ مَبْرُورٌ)).
س (954) (الريان الجديد). ويتناول ذات الموضوع الشيخ شقر جمعة الشهواني بجامع عبد اللطيف بن عبد الرحمن المانع م. س (1230) (العزيزية)، والشيخ محمد حمد الغياثين بجامع إبراهيم الخليل م. س (666) (الدفنة)، والشيخ أحمد الفرجابي بجامع نسيبة بنت كعب – رضي الله عنها - م. خ (304) (فريج العسيري)، والشيخ محمود أبو الفتوح بجامع مسفر بن ناصر الشهواني م. س (1155) (الشحانية)، والشيخ فريد الهنداوي بجامع سعد بن ماجد آل سعد م. س (46) (الخليفات الجديدة). ويحاضر الشيخ خالد أبو موزة بجامع علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - م. س (327) (الوكـرة)، والشيخ عبد السلام المجيدي بجامع مجمع سكن بروة م. خ (244) (السيلية)، والشيخ عبدالله محمد النعمة بجامع موزة الشامسي م. س (1281) (معيذر الجنوبي)، والشيخ حسام الدين السامرائي بجامع الشيخ فيصل بن فهد بن جاسم آل ثاني م. س (1129) (أم صلال محمد)، والشيخ شبيب محمد الدوسري بجامع موزة بنت فهد بن جاسم آل ثاني م. س (939) (حزم المرخية)، والشيخ يحيى بطي النعيمي بجامع رافع بن ثابت م. س (421) ( الرويس).