وكان لها بالمدينة المنورة قبل خروجها مع الإمام الحسين إلى كربلاء مجلس علم تتدارس فيه أمور الدينـ وممن ذكر بعضا من مجالسها العلمية وما فيها من إطروحات علمية ابن الأنباري وغيره. ومن المدينة بدأت رحلة جديدة مع أخيها الإمام الحسين في كربلاء حيث شهدت المعركة بكافة تفاصيلها، وفقد أبناءها وأخيها وأبناء أخيها شهداء في كربلاء، فتجلت شجاعتها وصبرها وثباتها بشكل مبهر. وقد ذكر الكثير من كتب التاريخ مواقف السيدة زينب في كربلاء، منها تاريخ الطبري وابن كثير في البداية والنهاية ومقاتل الطالبيين، وكذلك الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في كتابه "مراقد أهل البيت في القاهرة" حيث ذكروا أنه لمَّا خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد يزيد بن معاوية شاركته السيدة زينب رضي الله عنها في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حَمِيَّةَ الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها. حكاية مسجد| ضريح أم الغلام «تجاور فاطمة بنت الحسن».. وخلافات حول شخصيتها. ولما قُتِلَ الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول: «يا محمداه! يا محمداه! هذا الحسين في العراء، مزمَّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه!
* الثالثة: دافعت السيدة زينب عليها السلام وبشدة عن السيدة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام* حينما طلب الرجل الشامي من الحاكم الاموي يزيد لعنه الله أن يهبه أياها ظنا منه انها جارية وأنها من سبايا الروم ،* * فقد روي أنه قالت فاطمة بنت الحسين عليه السّلام:* فلمّا جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية وهو يعنيني ـ وكنتُ جارية وضيئةـ فأُرعدت، وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذتُ بثياب عمّتي زينب، وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون، وقلت: يا عمّتاه، اُوتمت وأُستَخْدم ؟! * *• فقالت زينب: لا ولا كرامة لهذا الفاسق. * وقالت للشامي: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له. * • فغضب يزيد، وقال: كذبت والله، إنّ ذلك لي ، ولو شئت أن أفعل لفعلت. * • قالت زينب: كلاّ والله ما جعل الله ذلك لك، إلاّ أن تخرج عن ملّتنا وتدين بغير ديننا. السَّيدَةُ زَينَب بَضعَةُ الزَّهرَاءِ وَصَوتُ كَربَلاء - دار الهدى للثقافة والإعلام. * *• فاستطار يزيد غضباً، وقال: إياي تستقبلين بهذا ؟! * *• إنّما خرج من الدين أبوكِ وأخوكِ. * • فقالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك إن كنت مسلم. * *• قال: كذبتِ يا عدوة الله! * *• قالت له: أنت أمير تشتم ظالماً، وتقهر بسلطانك.
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك.. )) إلى آخر الخطبة. لاشك أن خطبة السيدة زينب (ع) قد فضحت يزيد عليه اللعنة وهي تتكلم بكل فصاحة وطلاقة دون أن ترتعد فرائصها أو ينتابها الرعب أمام هذا الحاكم الظالم وهو محاط بجلاوزته وحاشيته.
في فكرنا الحضاري الإسلامي المستنير وعبر التفكر والتأمل في القرآن الكريم ونصوص الأديان نجد الكثير من الحث على تحقيق التوازن وضبط النفس وترك الغضب، ونجد سيل الشحنات الإيمانية تتسلل من الكتب الدينية الى ذات الفرد لتعمل على تشكيل مظلّة حامية وإطارًا نفسيًا قادرًا على درء هجوم النفس السلبية. ولنا في تعاليم السيد المسيح عليه السلام الكثير حيث نجد في الإنجيل برسالة بطرس الثانية كمثال: (فِي ٱلصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي ٱلتَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي ٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً). جريدة الرياض | طبخك يا الرفلا.. وكليه!!. ومن حياة المسيح عيسى أيضا ما هو معروف إذ إجتمع السيد المسيح بالجموع علي الجبل لكي يعلمهم دستور أخلاقي لهدوء وسلام النفس ولسعادتها أيضاً في الحياه فقال لهم: حينما يؤذيك أحدهم لا تقابل الشَر بمثله بل من لطمك علي خدك الأيمن (أي فعل الشَر بك) فحول له الأخر أيضاً (أي إظهر له الجانب الأخر وهو المحبه والتسامح)، ويفسر الرسول بولس قائلاً: حينما تفعل ذلك مع عدوك فإنك بذلك تجمَع جمر نار على رأسه ، وحينها سيُرَد لك عفوك وتسامحك. في الدين الاسلامي الموسوم دومًا بالسمح فإننا نطلق على عالم الدين أو الشيخ قول (سماحة)، ونحيي الآخرين بالقول (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) في آلية تسامح ومحبة وسلام ورحمة عند كل لقاء، وليس وفق ما اشتهر عن المتطرفين الاسلامويين الذين جعلوا الدين فزّاعة مرعبة!
من وصايا النبي الاكرم الأساسية أن "لا تغضب" وكررها ثلاثًا. ويقول الشاعر والمتصوف سعدي الشيرازي في تحقيق التوازن الصعب بين الغضب الشديد والتساهل او الطيبة الزائدة ما يحتاج لجهد إن: (الغضب الذي لا حدود له يسبب الرعب، والطيبة في غير مكانها أو أوانها تلغي الاحترام. لذا لا تكن قاسيا لدرجة تثير الاشمئزاز، ولا متساهلًا لدرجة تجعل الناس يتجرأون (أو يستغلونك)".
- ويطلق علماء النفس على التسامح أنه يسمح للشخص بإطلاق مشاعره السلبية الناتجة عن غضبه من الآخرين بطريقة ودية. - أما من الناحية الصحية: فالعفو يقي الإنسان من العديد من الأمراض.. فقد ذكرت دراسة أن هناك علاقة بين العفو وأمراض القلب.. وأن أقل الناس إصابة بأمراض القلب هم أهل العفو. - فهم لا يعانون من ضغط الدم والقلق والتوتر فهو يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ.. كما ثبتت الدراسات أن العفو يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وهو علاج قوي لعلاج الأمراض. - وقد ذكرت دراسة أمريكية حديثة صورت من جمعية الطب السلوكي أثبتت أن العفو والتسامح يساعدان على تخفيف ضغط الدم والتوتر النفسي والقلق. - وختاما: نقول لو أن الناس أخذت بالعفو لحافظوا على صحتهم وأنفسهم وأعصابهم.. ولكانوا في غنىً عن كثير من الأمراض العصبية والنفسية من القلق والتوتر العصبي والنفسي.. ضبط النفس-28-4-1443هـ-مستفادةٌ من خطبةِ الشيخِ فيصل الشدي (مع التنبيه إلى خطإٍ في آية في الخطبة الأصلية) - ملتقى الخطباء. وأمراض القلوب من الغل والحقد والحسد.. وكان المجتمع في غنى عن كثير من القضايا التي ترهق القضاء وتكلف الدول أموالا طائلة. - "والله نسأل أن يجعلنا من أهل العفو والصفح، حتى نكون من المح - "والله نسأل أن يجعلنا من أهل العفو والصفح، حتى نكون من المحسنيــن" اللهم آميــن سنيــن" اللهم آميــن
وهذا يفسر أسباب الوفيات التي تحدث نتيجة الصدمات النفسية ، أو حتى خسارة مباراة كروية. والغضب أحياناً نحن نختلقه إذا كنا من النوع المهيئ لاستقباله فمثلاً عندما تقف داخل طابور تنتظر دورك كغيرك ، فجأة تصرخ وتغضب ، وتضرب الذي أمامك رغم أنه لم يفعل شيئاً على الإطلاق ، أو تعتدي على موظف دون سبب وبحجج التأخير مثلاً ، أو عدم الاهتمام بك ، وفي النهاية يُقال ، أو تقول إن يومك بدأ سيئاً ، وإن هؤلاء دفعوا ثمن اليوم السيئ ، رغم عدم استحقاقهم ، هذه الصورة المكررة يعكسها قول مفكر إيطالي ( بأن نتائج الغضب أخطر بكثير من دوافعه). ولو رجعنا إلى ديننا العظيم لعرفنا أن ضبط النفس, دليل لقوة الإيمان وأن الإسلام حث على ضبط النفس وكظم الغيظ, وأننا لا بد أن نتحرر من فكرة ضغوط الحياة التي كثيراً ما انزلقنا معها إلى ما لا تحمد عقباه. يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز: ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آية 134آل عمران كما أوصى النبي ( بعدم الغضب وذلك حينما سأله رجل أن يوصيه فقال ثلاثاً لا تغضب ، فقال الرجل بحثت في الغضب فإذا هو أساس كل شر.