تُعتبر البلاغة في اللغة العربية علم الجمال ؛ حيث أنها تعتني بالكلمة بشكل خاص ، كما أنها تستطيع أن تُشكلها وتصورها في مواضع مختلفة ، ويندرج تحت علم البلاغة العديد من المصطلحات التي تعبر عن معاني مختلفة مثل الكناية والاستعارة والتشبيه وغيرهم ، ولكل نوع من الأنواع البلاغية جماله الخاص المستخدم في اللغة ليخدم جمالها ويبرز رونقها وسحرها ؛ حيث يميل الأدب العربي إلى استخدام مثل هذه التعبيرات البلاغية بكثرة ؛ ليصبح النص الأدبي عالمًا متحركًا ومرئيًا من خلال القراءة ، ويتم استخدام الكناية بكثرة في مثل هذه النصوص. ما هي الكناية هي تعبير يتم استخدامه في غير موضعه الأصلي الذي جاء به ؛ حيث أنها تأتي بمعنيين أحدهما يكون صريح وواضح ؛ بينما يأتي الآخر في صورة مخفية ، وفي الكناية يكون المراد هو المعنى المخفي وليس المعنى الصريح ؛ حيث يتم فهم المعنى المخفي من خلال سياق الكلام ، ويتم استخدام الكناية في كثير من المواضع الأدبية ؛ نظرًا لما تحمله من أسلوب جمالي بليغ ومختصر ، ومن الأمثلة عليها "وقف الرجل مرفوع الرأس" ، والمعنى الواضح من هذه العبارة هو رفع الرجل لرأسه إلى أقصى ارتفاع ؛ بينما المعنى المقصود هو فخره واعتزازه بنفسه.
وقد ذكر أهل العلم فوائد متعددة من تكنية الصغير ، ومنها: تقوية شخصيته ، وإبعاده عن الألقاب السيئة ، وأيضاً تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له. وقد ثبتت تكنية الصغير في السنَّة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: " أَبُو عُمَيْرٍ " – أَحْسِبُهُ فَطِيمًا – قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ قَالَ: ( أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ؟) قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ. رواه البخاري ( 5850) ومسلم ( 2150). والنُّغَيْرُ: طائر صغير يشبه العصفور ، وقيل: هو البلبل. سر جمال الكناية | المرسال. والحديث بوَّب عليه البخاري رحمه الله بقوله: " باب الكنية للصبي ، وقبل أن يولد للرجل ". قال النووي رحمه الله: " وفى هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً ، منها: جواز تكنية من لم يولد له ، وتكنية الطفل ، وأنه ليس كذباً " انتهى. " شرح مسلم " ( 14 / 129). وفي " الموسوعة الفقهية " ( 35 / 170 ، 171): " قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له ؛ وللأمن من التلقيب.
قال ابن عابدين: ولو كنى ابنه الصغير بأبي بكر وغيره: كرهه بعضهم ، وعامتهم لا يكره ؛ لأن الناس يريدون به التفاؤل " انتهى. وبه يتبين الجواب عن السؤال بعينه ، وهو جواز تكنية الأطفال ، ولو كانوا رضَّعاً بكنى لائقة ، ذكوراً أو إناثاً ، ولو كانت بكنى بعض الصحابة والصحابيات ، وهو أمر حسن غير منكر. والله أعلم
8. تشترك المرأة والرجل فيما سبق من الأحكام. 9. قد يكون صاحب الكنية ممن لا يولد له ، ولا يمنع هذا من تكنيته. عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ صَوَاحِبِي لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي ، قَالَ: ( فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) فَكَانَتْ تُدْعَى بِـ " أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ " حَتَّى مَاتَتْ. رواه أحمد ( 43 / 291) وصححه محققو المسند ، والألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 132). 10. قد يكنى الرجل أو المرأة بعد الزواج ، وقبل أن يولد له ، ولا مانع من هذا. أ. عَن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ وَلَمْ يُولَدْ لَهُ ". رواه الحاكم ( 3 / 353) والطبراني في " الكبير " ( 9 / 65) ، وصححه ابن حجر في " فتح الباري " ( 10 / 582). ب. وروى البخاري في " الأدب المفرد " تحت " باب الكنية قبل أن يولد له " عن إبراهيم النخعي: أن عبد الله بن مسعود كنَّى علقمة " أبا شبل " ، ولم يولد له. مسائل وفوائد وأحكام في " الكُنى " - الإسلام سؤال وجواب. وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الأدب المفرد " ( 848). 11. لا مانع من تكنية الصغير ، ولو قبل الفطام ، أو أول ولادته ، ذكراً كان ، أو أنثى.
الحمد لله. أولاً: من الجيد أن يهتم المسلم بأحكام الشرع ، حتى في أدق التفاصيل ، والأهم من الاهتمام هو العمل بما يعلمه من تلك الأحكام ، وفي باب " الكنى " مسائل يجدر التنبيه عليها ، وفي آخرها يكون الجواب على عين السؤال ، مع مزيد تفصيل فيه: 1. " الكنية " هي كل ما بدئ بـ " أب " أو " أم " ، بخلاف الاسم ، وبخلاف اللقب. 2. " الكنية " مما يُمدح به المرء ويُكرَم ، بخلاف اللقب الذي يكون المدح والذم. 3. يكنَّى الفاسق ، والكافر ، والمبتدع ، إذا لم يعرفوا إلا بكناهم ، أو كان ذلك لمصلحة ، أو كان في أسمائهم مخالفات شرعية. قال تعالى: ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) المسد/ 1. قال النووي رحمه الله: " - باب جواز تكنية الكافر ، والمبتدع ، والفاسق ، إذا كان لا يُعرف إلا بها ، أو خيف من ذِكره باسمه فتنة - قال الله تعالى: ( تبت يدا أبي لهب) واسمه: عبد العزى ، قيل: ذُكر بكنيته لأنه يعرف بها ، وقيل: كراهةً لاسمه حيث جعل عبداُ للصنم... قلت [ القائل: الإمام النووي رحمه الله]: تكرر في الحديث تكنية أبي طالب ، واسمه عبد مناف ، وفي الصحيح: ( هذا قبر أبي رغال) ونظائر هذا كثيرة ، هذا كله إذا وجد الشرط الذي ذكرناه في الترجمة ، فإن لم يوجد: لم يزد على الاسم " انتهى. "