الثاني: أن هذا الدليل ينقض مذهبهم في ولاية الاثنى عشر إماماً لأنه يقصر الولاية على علي رضي الله عنه بصيغة الحصر (إنما) فيدل على سلب الولاية عن باقي الأئمة. انما وليكم الله. فإن أجابوا بأن المراد حصر الولاية في بعض الأوقات، أي في وقت إمامته لا وقت إمامة من بعده، وافقوا أهل السنة في أن الولاية العامة كانت له وقت كونه إماماً، لا قبله، وهو زمان خلافة الثلاثة. الثالث: أن الله تعالى لا يثني على الإنسان إلا بما هو محمود عنده، إما واجب وإما مستحب، والتصدق أثناء الصلاة ليس بمستحب باتفاق علماء الملة، ولو كان مستحباً لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولحض عليه ولكرر فعله، وإن في الصلاة لشغلا، وإعطاء السائل لا يفوت، بل إن الاشتغال بإعطاء السائلين قد يبطل الصلاة. الرابع: أن قولهم إن علياً أعطى خاتمه زكاة في حال ركوعه مخالف للواقع، فإن علياً رضي الله عنه لم يكن ممن تجب الزكاة عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان فقيراً، وزكاة الفضة إنما تجب على من ملك النصاب حولاً، وعلي لم يكن من هؤلاء. الخامس: أن قولهم: إن المراد بقوله (إنما وليكم الله) الإمارة لا يتفق مع قوله سبحانه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) فإن الله سبحانه لا يوصف بأنه متول على عباده، وأنه أمير عليهم، والولاية في الآية هي المحبة لا الإمارة.
الرابط: الطبري – تفسير جامع البيان – سورة المائدة 11099 – حدثني: المثنى ، قال: ، ثنا: عبد الله بن صالح ، قال: ثنى: معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن إبن عبا س ، قوله: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ، يعني: أنه من أسلم تولى الله ورسوله وأما قوله: والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، فإن أهل التأويل إختلفوا في المعني به ، فقال بعضهم: عني به علي بن أبي طالب ، وقال بعضهم: عني به جميع المؤمنين. الطبري – تفسير جامع البيان – سورة المائدة 11100 – ذكر من قال ذلك: ، حدثنا: محمد بن الحسين ، قال: ، ثنا: أحمد بن المفضل ، قال: ، ثنا: إسباط ، عن السدي ، قال: ثم أخبرهم بمن ، يتولاهم ، فقال: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه. الطبري – تفسير جامع البيان – سورة المائدة 11101 – حدثنا: هناد بن السري ، قال: ، ثنا: عبدة ، عن عبد الملك ، عن أبي جعفر ، قال: سألته ، عن هذه الآية: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، قلنا: من الذين آمنوا ؟ ، قال: الذين آمنوا ، قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب ، قال: على من الذين آمنوا.
تاريخ الإضافة: 22/5/2017 ميلادي - 26/8/1438 هجري الزيارات: 33322 تفسير: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ♦ الآية: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (55). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إنما وليكم الله ورسوله ﴾ نزلت لمَّا هجر اليهود مَنْ أسلم منهم فقال عبد الله بن سلام: يا رسول الله إنَّ قومنا قد هجرونا وأقسموا ألا يجالسونا فنزلت هذه الآية فقال: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء وقوله: ﴿ وهم راكعون ﴾ يعني: صلاة التَّطوع.