وقد أثنى الملا عطية كثيراً على الناصري، وقال في مذكراته: «هيأ الله سبحانه لي إخواناً صادقين وأبناء بارين يتعاونون على البر والتقوى، في طليعتهم الولد العزيز الشاب المؤمن جم الآداب الخطيب محمد علي الناصري، فقد أسندت إليه وثوقاً بذوقه الفني وتعاونه الصادق مهمة جمع الديوان من الأوراق والدفاتر فقام بالمهمة مشكوراً على أكمل وجه». واستعمل الملا عطية الجمري، ألواناً متعددة من الشعر، حصرها معدا ديوان الجمرات في 7 أنواع أذكر بعضها في مايلي مع شيء من شعره - رحمه الله - الأول هو الوزن الفائزي نسبة للمؤسس الخطيب ابن فايز وهو تنغيم الشعر وإضفاء الحزن على طريقة إلقائه وجر الونة في آخره وهو ما صار يعرف لاحقاً بالطريقة البحرانية. كالذي فاضت به قريحة الملا عطية راثياً رسول الله (ص)، حيث كتب: اسم الله على طولك يا جمال الهاشمية على المغتسل ممدود يا خير البرية يا مرتضى اكشف لي عن الوالي وجماله وشيل الكفن عن غرته تودعه أشباله اللون الثاني الوزن الطويل، و»هو بحر طويل يوازن فاعلات (أربع مرات) تعاطاه أهل البحرين قبل عشرات السنين»، ومن نماذجه ما سطره في تصوير خطاب زوجة حبيب بن مظاهر الأسدي لزوجها تستنهضه لنصرة الحسين(ع).
انطلقت صباح أمس فعاليات مهرجان الملا عطية الجمري الحسيني الأول تحت شعار «الإبداع للدين والوطن» بافتتاح معرض الكتاب بمأتم الطويلة في قرية بوري. الخطيـب الشاعر الملا عطية بن علي بن عبدالرسول بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن مكي بن الشيخ سليمان البحراني الجمري. من أسرة عريقة عرفت في السابق بآل الشيخ سليمان ثم بآل محمد، ثم انشطرت شطرين يعرف أحدهما بآل عبدالرسول والآخر بآل إبراهيم، وتشتهر هذه الأسرة بالجمري، ولهذه الأسرة تاريخ علمي وخطابـي مشرق. ولد في جمادى الأولى من العام 1317هـ في القرية التي ينسب إليها (بني جمرة) الواقعة في القرن الغربـي الشمالي من البحرين، وهي مسكن معظم أبناء هذه الأسرة. نشـأته: نشأ وترعرع في كنف والده الذي يمتهن التجارة، وكان من كبار تجار المنامة عاصمة البحرين... ولما بلغ شاعرنا العاشرة من عمره، وتحديداً العام 1327هـ ارتحل والده بالأهل والولد من البحرين إلى خرمشهر (عربستان)، وكانـت زاخرة حينئذ بالعلماء والأدباء والخطباء فانخرط في مجال الخدمة الحسينية، بغية يجد فيها نفسه، وتدرج تدرجاً سريعاً منـتهلاً من منهل صاف رقراق عذب، يجمع العلم والخبرة إلى علمه وخبرته، حتى استقر به المقام في المحمرة عشر سنين، وكانـت الفيوضات الربانية والإمدادات الحسينية تلازمه مع كل ذلك.
أولاده وهم ثمانية: الملا يوسف، الملا محمد صالح، الملا محمد رضا، الشيخ عبدالمحسن، جعفر، عبدالكريم، حسين وعباس.