وما كادوا ينتهون من أكلتهم المشئومة حتى أظلمَ الجو، وحجبَ عنهم ضوء الشمس طائران كبيران، كانا والديّ الفرخ، واللذان صاحا في جزع بعدما رأيا ما حلّ بفرخهما، وقررا الانتقام لما حدث له. جرى السندباد ورفاقه مُسرعين نحو المركب، وساروا به بأقصى سرعة للهرب من الطائرين الغاضبين، ولكن الطائرين لحقا بهم يحمل كل منهما في مخلبه صخرة عظيمة، ألقيا بها على المركب الذي تحطم، وهوى إلى جوف البحر بما فيه من المتاع والناس. ولحسن حظ السندباد نجا من الغرق بعد أن تعلق بلوح خشبي قريب منه، كما جاء في كتاب «رحلات السندباد البحري»، لمؤلفه كامل كيلاني. ما هو النسناس و أي موجود هو؟ - أسئلة الأرشیف - موقع اسلام كوئست مرجعا إسلامية للإجابة عن الأسئلة في الفضاء الافتراضي. وحش «النسناس» الأسطوري نعلم أن النسناس نوع من القرود، إلا أن الأساطير العربية تروي عن كائن مخيف يُدعى النسناس، بنصف رأس، ونصف جسد، ويقفز قفزات عملاقة بقدم واحدة، وينقض على البشر ويقتلهم. ويروي المؤرخ العراقي جواد علي، في كتابه «المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام»، من الأساطير التي تروى عن أسطورة النسناس، فيحكي عن قوم اسمهم «وبار» يُروى أنهم «من ولد النسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام، كانوا في الأصل بشرًا، فجعلهم الله نسناسًا، للرجل منهم نصف رأس ونصف وجه، وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة، وصاروا يرعون كما ترعى البهائم، ويقفزون قفزًا شديدًا ويعدون عدوًا منكرًا».
تواصل تنقيب أعواد الملوخية. ثم استعرضت أمامنا طبقاً من الكعك المنزلي. تتمنى أن نتذوّق مثل هذا الكعك في بيتها عن قريب. نودّع أم إلياس. يغادرنا وجهها المبتسم والطافح بالبهجة. يقف حسن في قلب الشارع. نواصل حديثنا فيما عدسات عيوننا تحاول أن تختزن ما يمكنها من مشاهد قبل أن نغلق الشاشة. انتهت الجولة. لُذت لصمتي. عشر دقائق لا غير في جولة أشبه بالحلم لحيفا ووادي النسناس. لم يسعنا الوقت بالمزيد. كانت مجرد لحظات مسروقة من بين فكّي الزمن. كنّا على موعد مع حيفا ووادي النسناس وحسن وأم إلياس. أحقًا كنّا في حيفا قبل لحظات ونحن الذين لم يتسنى لنا يوماً أن نراها؟ وإذا بالسجن الذي صُمِّم ليقصينا عن الحياة الطبيعية، هو ذاته من مكّننا من رؤية حيفا. لقد أهدانا السجن حيفا، وبعضاً من أهلها الطيّبون المنزرعون بكل شموخ وإصرار في بلدهم ولم يفت في عضدهم كل إجراءات القمع العنصرية. أما أم إلياس فقد كانت تختصر المرأة الفلسطينية التي تمتد جذورها عميقاً في البلاد. النسناس عند العرب. لم تكن أُم إلياس مجرّد امرأة تبيع الخضار في بقالة، كانت رمزاً يختصر التاريخ ويذكّر كل من يهمّه الأمر في أزمنة البلاد وتقلّباتها. أم إلياس ابنة حيفا. تقف في وادي النسناس مثل شجرة باسقة معمّرة وتُحادث أسيراً في سجون الاحتلال.
والنسناس الذي يصيدونه في اليمن ويأكلونه حيوان آخر لا أعرف ما هو وهو بلا ريب ليس من القرود» (معلوف 1985، ص 16). وفيما يخص قرد البحر فهو مخلوق أسطوري ويبدو أن منشأه التأثر بأنواع من الفقمة، وكذلك يوجد مخلوق آخر وهو Satyrus marinus وقد نشأ ايضاً بسبب الوصف المبالغ فيه لأنواع من الفقم، لاحظ هنا الاسم الموازي للنسناس وهو Satyrus يوجد منه نوعان بري وبحري؛ ما يعزز نظرية التأثر بالثقافة اليونانية