ما صفات البطانة الصالحة؟ 1- الورع والتقوى. 2- قلوب سليمة. 3- أيدي نظيفة. من هم البرامكه في عهد هارون الرشيد. 4- كفاءة عالية. هل يصلح حاكم مع بطانة فاسدة؟ هناك من يقول: حاكمنا ممتاز ولكن بطانته هم السبب في كلّ المشاكل؟! الجواب: إما هو ضعيف لا يستطيع إدارتهم، أو غافل لا يدري ما يفعلون، وفي الحالين: هو لا يصلحُ للحكم. ما أثر دعوة المظلوم؟ قال ابن يحيى البرمكي لأبيه -وهما من البطانة التي انتهت في السجن-:(يا أبت، بعد الأمر والنهي والنعمة صرنا إلى هذا الحال، قال: يا بُنيّ، دعوةُ مظلومٍ سَرَت بليل، ونحنُ عنها غافلون، ولم يغفل الله عنها). من هم البرامكة؟ جدُّ البرامكة هو بُرْمُك المَجوسي، كان خادماً لبيت النار، ومع الفتح الإسلامي، أعلن ابنه خالد الإسلام وصار أحد الدعاة للدولة العباسية، وصار يُمهّد لها في بلاد فارس، وتولّى المناصب في عهد أبي العباس السّفاح الخليفة الأول للدولة العباسية، وفي عهد أبي جعفر المنصور أيضاً.
وبالرجوع إلى المصادر التاريخية والتحقيقات التي قام بها بعض المؤرخين حول هذه القصة، وخاصة ذلك التحقيق الدقيق الرائع الذي سطره الدكتور عبدالجبار الجومرد في كتابه " هارون الرشيد " ج 2 ص 460 - 468، يتضح أن القصة موضوعة لتشويه بيت الرشيد، ولا ظل لها من الحقيقة؛ وذلك لما يأتي: أولاً: القصة ذكرها ابن جرير الطبري في تاريخه (ج 10 ص 84) بغير سند، وذلك على غير عادته في الروايات التاريخية الأخرى؛ مما يدل على أنه تلقفها من أفواه العامة في عصره. ثانيًا: يقول الجهشياري ص 524 ( وهو أحد معاصري الطبري الذي روى القصة، وكلاهما قريب من عهد الرشيد): "قال عبدالله بن يحيى بن خاقان: سألت مسرورًا الكبير، في أيام المتوكل - وكان قد عمر إليها ومات فيها - عن سبب قتل الرشيد لجعفر وإيقاعه بالبرامكة، فقال: كأنك تريد ما تقوله العامة فيما ادعوه من أمر المرأة؟!
". هذه حقائق تاريخية تدل بوضوح على أن القصة موضوعة، ولا صلة لها بالواقع. وهناك أسباب أخرى تتفق والمنطق السليم والعقل الرشيد، تحدث عنها الدكتور عبدالجبار الجومرد في كتابه "هارون الرشيد"، فقال: إن الرشيد لم يكن مبتذلاً في مجالسه، ماجنًا تافهَ الرأي بحيث لا يصبر عن جمع أخته مع رجل محرَّم عليها، وكان شديد التمسك بقوميته العربية، فكيف يُزوِّج أخته، وهي من هي بين قومها، برجل فارسي، في حين كان الوسط من العرب يأنفون من ذلك؟! ولو أراد هو مخالفة هذه التقاليد، فكيف يزوجها على هذا الشرط السخيف؟! وكيف يتبع هذه الأساليب الخفية المريبة في تزويج أخته دون أن يكون لهذا الزواج مراسيم تليق بمكانة العروسين؟! ودون أن يعلم أحد بذلك، وأخيرًا فإذا كان قد زوجها من جعفر، وأصبحت زوجة شرعية له، فكيف يسمح له ضميره ودينه وتقواه أن يقتل طفلاً بريئًا هو ثمرة مشروعة لزواج شرعي صنعه بيده، ثم يقتل أباه وهو زوج أخته ووزيره الحبيب إليه؟! معلومات عن نكبة البرامكة - سطور. ثم يقتل أخته الأثيرة عنده؟! ولم نعثر على خبر واحد صحيح لمجلس أُنس حضرته العباسة مع أخيها الرشيد. لقد كان الرشيد من أشد الناس غيرة على نساء أسرته، وكان يغضب إذا سمع جارية من جواري أخته "عَلِيَّة" تُغني بشيء من شعرها أمام أحد من الناس، وكان الأصمعي يضع - كمه على رأس " مواسة " بنت الرشيد وهي طفلة صغيرة، ويُقَبِّل كمه؛ خوفًا من غَيْرة أبيها وبطشه، فكيف يصح القول بأن الرشيد كان لا يصبر عن مجالسة أخته العباسة بحضور رجل غريب عنها، وإن أصبح زوجها؟!
خلافة الأمين والصراع بين الأخوين [ عدل] تولى الأمين الخلافة وعمره ثلاث وعشرون سنة، ولكن لم تتم له البيعة إلا في (منتصف جمادى الآخرة 193هـ = 4 من إبريل 809م). وقد أدى تولي الأمين الخلافة إلى إثارة الفتنة بينه وبين أخيه المأمون، ومما أذكى نار هذه الفتنة وقوع التنافس بين رجلين قويين كان أحدهما الوزير "الفضل بين الربيع"، الذي يسيطر على الأمين، والآخر هو "الفضل بن سهل"، الذي يسيطر على المأمون، بالإضافة إلى اتخاذ العنصر العربي والفارسي من ابني الرشيد رمزًا للصراع بين العرب والعجم، والتفاف كل فريق حول صاحبه. واستطاع الفضل بن الربيع إقناع الأمين بعزل أخيه المأمون من ولاية العهد، وأن يجعلها في ابنه "موسى بن الأمين"، ثم ما لبث أن خلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد. من هم البرامكة وكيف كانت نهايتهم ؟. وأعلن الأمين البيعة بولاية العهد لابنه موسى وسماه "الناطق بالحق"، وأمر بالدعاء له على المنابر بعده، وقطع ذكر المأمون والمؤتمن. وبذلك يكون قد نكث عما أخذه عليه أبوه الرشيد من عهود ومواثيق. وقد أثار موقف الأمين من أخيه غضب أهل خرسان؛ فانحازوا إلى المأمون ضد أخيه، وكان على رأس المؤيدين " هرثمة بن أعين " قائد الجند، و"طاهر بن الحسين" الذي خرج على رأس جيش كبير معظمه من الفرس من خراسان.
أبرز رجال البرامكة وصل البرامكة إلى مكانة بارزة في الحكم وكان أهم رجال الدولة ينتمون إلى البرامكة وكانوا يتحكمون في تعيين الولاة والقضاة لضمان بقاء سلطتهم والمحافظة على نفوذهم ومن أشهر رجال البرامكة هم برمك بن جمامش بن بشتاسف المجوسي وهو من ينسب إليه البرامكة ومن ذريته أسلم العديد وهم أيضا من حدثت لهم النكبة. خالد بن برمك يعتبر هو المؤسس الحقيقي لأسرة البرامكة وكان يعرف بالدهاء والحزم وكان وزير الخليفة العباسي الأول وتولى ولاية بلاد فارس. يحيى بن خالد البرمكي كان مثل والده وأصبح الوزير للخليفة هارون الرشيد وكان رجل ذو علم وفضل كبير في نهضة الدولة الإسلامية في عهد الخلافة العباسية، كما أنه أشرف على تربية هارون الرشيد بنفسه. الفضل وجعفر أولاد يحيى بن خالد البرمكي كانوا من وزراء وقادة هارون الرشيد وكان يحظون بمكانة خاصة لديه، وكان الفضل أخو هارون في الرضاعة كما أن محمد بن هارون الرشيد تربى على يد الفضل وأخيه المأمون بن هارون تربى على يد جعفر. محمد وموسى أولاد يحيى بن خالد البرمكي كانوا أيضا من قادة الجيوش في عهد هارون الرشيد، ولا يذكر المؤرخون دورا سياسيا هاما لهم في تلك الفترة، غير أنه عُرف عن موسى بن يحيى البرمكي أنه كان قائدا عسكرية شجاعا معروفا ببسالته.
رحلة نهاية البطانة الفاسدة استمرَّ نجمُ البرامكة 16 سنة، ثم عام 186هـ لمّا خرج الخليفة الرشيد إلى الحجّ، خرج معه الوزير يحيى بن خالد البرمكي وأولاده، وهناك طاف يحيى ببيت الله وتعلّق بأستار الكعبة وجعل يدعو: (اللهم ذنوبي جمّة عظيمة، لا يحصيها غيرك ولا يعرفها سواك، اللهم إن كنت تعاقبني فاجعل عقوبتي في الدنيا، وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي ولا تجعل عقوبتي في الآخرة)، وهنا معنى هام: عندما نُقيّم هؤلاء فنحن نحكم على عملهم وأدائهم في الدولة، بعيداً عن تدينهم بينهم وبين الله تعالى. نكبة البرامكة ما إن رجع الرشيد من الحج حتى أصدر القرارات فكانت (نكبة البرامكة): قُطع رأس جعفر بن يحيى وصُلب على جسر في بغداد. صُودِرت مُمتلكات البرامكة وأبنائهم جميعاً، باستثناء محمد بن يحيى -الذي وجده بريئاً. حُبس الفضل وموسى ابني يحيى. خُيرّ كبيرهم ومربيه يحيى، بين الحبس في داره أو بعيداً، ولكنه اختار السجن مع ولديه. مات يحيى وولديه في السجن أثناء حكم الرشيد. دراسة نكبة البطانة الفاسدة وآثارها نهاية البرامكة كانت مأساوية ولم تكن متوقعّة، لذلك ظلّت أسبابها ودوافعها الحقيقية غامضة حيّرت المؤرخين أمثال: (الطبري، واليعقوبي، وابن كثير).
• محمد بن يحيى، ليس له كبير ذكر، ولكنه من أسباب النكبة.