ويعتبر الشيخ عبد الغني بحق «شيخَ مشايخ الشام» في عهده، وقد وصفه تلميذه المرادي ترجمته له بأنه «أعظم مَن ترجمتُه علمًا وولاية وزهدًا وشهرة ودراية»، والمرادي صادق وصفه؛ فقد تتلمَذ على النابلسيِّ كلُّ علماء عصره، فما منهم إلا مَنْ أخذ عنه أو حضَر دروسه أو قرأ عليه أو كان مِن مُريديه. وقضى الشيخ عبد الغني حياته كلها إمامًا متعبدًا أو مدرسًا أو مؤلفًا؛ ولهذا كثرت مؤلفاته، فبلغت نحو المائتين أو المائتين وخمسين مؤلَّفًا، ونستطيع أن نصنِّف هذه المؤلفات إلى مجموعات ثلاث: كتب في التصوُّف. دواوين شعرية. كتب في الرحلات. أما كتبه الصوفية فإنه لم يأت فيها بجديد، وإنما هي في معظمها تعليقات وشروح لكتب نفر من كبار الصوفية السابقين؛ من أمثال ابن عربي، والجبيلي، وابن الفارض، وهو في هذه الشروح لا يُلخِّص أو يُجْمِل آراء هؤلاء المتصوفة السابقين، ولكنه يفسِّرها ويشرح غامِضَها، ويأتي في هذا التفسير والشرح بكثير من الجديد الذي يُعتبَر مرجعًا هامًّا لدراسة آرائه الدينية والفقهية بوجه عام. ودراستنا لهذه المجموعة من كتب النابلسي تبين أنه قد تأثر في آرائه الصوفية بتيَّارين من تيارات التفكير الصوفي، وهما: التيار المغربي الأندلسي الذي يمثله أبو مَدْين، وابن مشيش، والششتري.
ووصفه النابلسي بالقول: (هو رجل من الأفاضل الكرام ، ذوي الصلاح والكمال والخير التام). كما اجتمع عبد الغني النابلسي في بيروت بالحسيب النسبي السيد حسين نقيب الأشراف في البلدة. واجتمع بالعالِم العامل الشيخ زين الدين مفتي الشافعيّة في بيروت. وقضى يوماً في دارة نقيب الأشراف معززاً مكرماً. بعد ذلك توجه الرحالة النابلسي باتجاه ساحل البحر مع السيد أحمد عز الدين، فزارا المقبرة التي بإزاء البحر وفيها قبر الشيخ جبارة من أولاد الشيخ حسن الراعي صاحب الزاوية المشهورة (ورأينا مدرسة الشيخ عبد الرحمن الأوزاعي... كان مقام السيد أحمد المذكور في تلك المدرسة، وأخبرنا أن عليها في الزمان السابق أوقافاً كثيرة، ولكنها ضبطت الآن لجهة السلطنة في جملة أموال الساحل الشامي. ورأينا هناك الحمام الذي مات فيه الأوزاعي رضي الله عنه.... وهو الآن خراب وقد تهدم بعضه... ثم ذهبنا إلى دعوة السيد حسين النقيب سلّمه الله تعالى وهو نقيب الأشراف بالبلد المذكور فحصل لنا بذلك غاية السرور... ).
معلومات عن عبد الغني النابلسي عبد الغني النابلسي العصر العثماني poet-abd-al-ghani-al-nabulsi@ عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي. شاعر، عالم بالدين والأدب، مكثر من التصنيف، متصوف. ولد ونشأ في دمشق. ورحل إلى بغداد، وعاد إلى سورية، فتنقل في فلسطين ولبنان، وسافر إلى مصر والحجاز، واستقر في دمشق، وتوفى بها.
الحضرة الأنسيَّة، في الرحلة القدسية. وللنابلسي مؤلفات أخرى كثيرة، تقع في مجلدات عدة، في علوم مختلفة؛ كالتفسير والحديث والفقه وعلم الكلام، بل لقد ألَّف النابلسي في علوم وفنون أخرى غير العلوم الدينية والصوفية؛ فقد ألَّف كتابًا في علم الفلاحة، وثانيًا في تفسير الأحلام، وثالثًا في تحليل شرب الدخان، وغير ذلك مما يدل على أنه كان موسوعيَّ الثقافة والإنتاج. ١ طُبِعَ في القاهرة سنة ١٣٠٢ﻫ.
شيوخه [ عدل] روى عن الأعمش والثورى ومنصور بن المعتمر وهشام بن حسان وسليمان التيمي وعوف الأعرابي وغيرهم. تلاميذه والرواة عنه [ عدل] روى عنه الثوري وابن عيينة والشافعي وابن المبارك والحميدي ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وقتيبة بن سعيد وبشر الحافي. ثناء العلماء عليه [ عدل] قال ابن عيينة: « فضيل ثقة وكان يقبل يده. » قال النسائي: « ثقة مأمون رجل صالح. » قال ابن المبارك: « ما بقى على ظهر الأرض عندي أفضل من فضيل بن عياض. » وقال الذهبي: « الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام. » قال ابن حجر: « ثقة عابد امام. » من أقواله [ عدل] قال: « من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. » قال: « بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله. » قال: « الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل. » قيل له: « ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟ قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض. قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق. » قال: « لو أن لى دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له: يا أبا على فسر لنا هذا، قال: إذا جعلتها في نفسى لم تعدني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد.
لا تحسبن.
» قال: « عليك بطرق الهدى ولا يضرك قلَّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين » قال: « لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله. » قال: « من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء، لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه. » قال: « كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا. » قال: « خصلتان تقسيان القلب، كثرة الكلام، وكثرة الأكل. » قال: « إذا أحب َّاالله عبداً أكثر غمَّه، وإذا أبغض عبداً وسَّع عليه دنياه. » قال: « لو أن الدنيا بحذافيرها عُرضت على َّولا أحاسب بها لكنت أتقذرها، كما يَتقّذَر أحدكم الجيفة إذا مرَّ بها أن تصيب ثوبه » قال: « لو حلفت أنِّي مُراء أحب ُّإليَّ من أن أحلف أنيِّ لست بمراء. » قال: « ترك العمل لأجل الناس هو الرياءُ، والعمل لأجل الناس هو الشرك. » قال: « إني لأعصى االله، فأعرف ذلك في خُلق حماري وخادمي. » [2] وفاته [ عدل] توفى الفضيل في محرم سنة 187 هـ. [1] [3] مراجع [ عدل]