وكذلك فهو البصير الذي يرى من عدل ويرى من ظلم ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. مناسبة وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل لما بعدها بعدما جاءت الأوامر بأداء الأمانات وامتثال العدل بين الناس للحكام قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" النساء 59. وفي هذا ترابط جميل فبعد أن أمر الله عز وجل الحكام بالعدل جاء دور الرعية ليؤمروا بالطاعة. واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا. والطاعة تكون لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم ولاة الأمور الذين هم الحكام والعلماء. ومن الجدير بالذكر أن طاعة ولاة الأمر وقعت بعد طاعة الله ورسوله فما كان من أمرهم مخالفا لله ورسوله رُد عليهم ولم يعمل به. مقالات قد تعجبك: فوائد من تفسير: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل نجد في تفسير: وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل جملة من الفوائد العظيمة التي تنفع المسلم في دينه ودنياه. فمنها أن الله عز وجل لما أمر الحكام أمرهم بالعدل ولم يأمرهم بالمساواة فعبر باللفظ الأصح والأنفع.
2 ـ والدليل الثاني على أن موضوع هذه الأيات هو ( الحكم) هو نهيه تعالى عن التحاكم إلى الطاغوت وهو الشيطان وأولياؤه: يقول الله تعالى في الأية التالية: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) النساء ولاحظ أن الذين يتحاكمون إلى الطاغوت هم من هذه الأمة ويزعمون أنهم أمنوا بما أنزل إليك ، وليسوا من خارج هذه الأمة..! 3 ـ الأمر بالرد إلى الله والرسول عند التنازع في قضية الخلافة والحكم يدل على أن الخلافة قضية دينية ثابته في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة ،وليست مجرد قضية سياسية تترك للناس ليتصارعوا ويتنازعوا عليها ، كما حدث على مدار التاريخ الإسلامي. وكمثال على الرد إلى الله: كما في قوله تعالى في القرأن: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)المائدة والمثال على الرد إلى الرسول هو كما في السنة الشريفة الصحيحة في حديث التمسك بالثقلين: ( تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وفي الختام: أمرنا الله عز وجل بطاعة أولي الأمر كطاعة الله ورسوله ، وهذا يدل على عصمتهم ، ويدل على أن الرسول عرفَهم للأمة تعريفاَ لا لبس فيه لأنه من المستحيل أن يأمرنا بطاعة مالا نعرف..!
فيقول وأنى أؤديها وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم ، فيهوي إليها فيحملها على عاتقه. قال: فتنزل عن عاتقه ، فيهوي على أثرها أبد الآبدين. قال زاذان: فأتيت البراء فحدثته فقال: صدق أخي: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وقال: سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى عن رجل ، عن ابن عباس قوله: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) قال: هي مبهمة للبر والفاجر. وقال محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر. وقال أبو العالية: الأمانة ما أمروا به ونهوا عنه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد ، حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال: قال أبي بن كعب: من الأمانة أن المرأة ائتمنت على فرجها. "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" - مركز حرمون للدراسات المعاصرة. وقال الربيع بن أنس: هي من الأمانات فيما بينك وبين الناس. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) قال: قال: يدخل فيه وعظ السلطان النساء. يعني يوم العيد. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في شأن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة - واسم أبي طلحة عبد الله - بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب القرشي العبدري ، حاجب الكعبة المعظمة ، وهو ابن عم شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، الذي صارت الحجابة في نسله إلى اليوم ، أسلم عثمان هذا في الهدنة بين صلح الحديبية وفتح مكة ، هو وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، وأما عمه عثمان بن أبي طلحة ، فكان معه لواء المشركين يوم أحد ، وقتل يومئذ كافرا.