بين فضيلة الداعية عبدالله محمد النعمة أن الابتلاءات سنة ربانية لا يسلم بشر منها أبدا، وهي كذلك من حكمة الله وعدله، وأن البلاء والمرض قدر من الله تعالى، وهي للمؤمن نعمة وأجر، إن صبر واحتسب الأجر من الله تعالى. أيها المريض صبرك واحتسابك طريقك إلى الجنة - طريق الإسلام. وقال النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وإخوانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أيها المسلمون.. اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا بالعروة الوثقى فهو القائل سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون». وأضاف الخطيب: لقد خلق الله سبحانه الحياة على طريقة اختلطت فيها اللذائذ بالآلام، والمحاب بالمكاره، فهيهات أن ترى لذة لا يشوبها ألم، أو صحة لا يكدرها سقم، أو سرور لا ينغصه حزن، أو اجتماعا لا يعقبه افتراق، إن هذا لا ينافي طبيعة الحياة ودور الإنسان فيها، قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «صف لنا الدنيا، فقال: ماذا أصف من دار أولها بكاء، وأوسطها عناء وآخرها فناء».
قال ابن كثير - رحمه الله -: «هذه تذكرة لمن ابتلي في جسده، أو ماله، أو ولده، فله أسوة بنبي الله أيوب؛ حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب، حتى فرج الله عنه» [1]. - موقع معلومات. اهـ. وقد يبتلى المؤمن بالمرض لتقصيره ببعض ما أمر الله به فيكون المرض تكفيرًا لسيئاته، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123]. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث زهير قال: أُخبرت أن أبا بكر- رضي الله عنه - قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123] فكل سُوءٍ عملنا جُزِيْنَا به؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكرٍ، أَلَستَ تَمرَضُ؟ أَلَستَ تَنصَبُ؟ أَلَستَ تَحزَنُ؟ أَلَستَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ [2] ؟ » قَالَ: بَلَى، قَالَ: «فَهُوَ مَا تُجزَونَ بِهِ» [3]. وقال تعالى: ﴿ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [الشورى: 33].
يا صاحب الهم إن الهم منفرج... أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يقطع أحيانا بصاحبه... لا تيأسن فإن الكافي الله الله يحدث بعد العسر ميسرة... لا تجزعن فإن الصانع الله فإذا بليت فثق بالله وارض به... إن الذي يكشف البلوى هو الله واللهِ مالَك غير الله من أحد... فحسبك الله في كلٍّ لك الله
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال: ماشئت. قال: قلت الربع ؟ قال: ماشئت فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت النصف ؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. كم أجعل لك من صلاتي يا رسول الله. قال: قلت فالثلثين؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: إذاً تُكفى همك ويغفر لك ذنبك " [ الترمذي] ملحق #1 2015/12/22 الجواب بنفس الجمله " إني أكثر الصلاة عليك" فكم اجعل لك من صلاتي يعني من صلاتي عاسك ملحق #2 2015/12/22 من الدعاء ملحق #3 2015/12/22 يعني مثلا بدك تدعي 5 دقايق كم من الوقت بهاي الخمسة دقايق رح تخليها مخصصه للصلاة عليع عليه الصلاة والسلام؟ الربع.. الثلث... كلها... ملحق #4 2015/12/22.. ملحق ملحق #5 2015/12/22 العفو، مافي غلبه. :)
السؤال: السؤال الأول من الفتوى رقم(19212) في الحديث الشريف: قال أبي بن كعب للرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كم أجعل لك من صلاتي؟). أشكل علي فهم هذا الحديث جدا، هل المراد: أن أدعو للرسول -صلى الله عليه وسلم- دوما ولا أدعو لنفسي، وكيف يكون ذلك، والله تعالى أمر بالدعاء؟ وهو سبحانه يحب أن يسأله عبده أموره كلها. المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي - مشاعل العلم. الجواب: الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس بحاجة أن يدعى له، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال تعالى: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[الفتح: 2] فليس بحاجة إلى دعائنا. والمشروع أن نصلي عليه بأن نسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى، وقد علمنا -صلى الله عليه وسلم- كيفية الصلاة عليه، ففي حديث كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قال: «خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ فقال: "قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». وأما ما ذكر في حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-، فهو من خصوصياته؛ لأنه كان يدعو لنفسه، فحوله للنبي صلاة عليه بعد أن استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، قال ابن القيم في كتابه (جلاء الأفهام) ص 34: (وسئل شيخنا أبو العباس ابن تيمية -رضي الله عنه-، عن تفسير هذا الحديث فقال: «كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: (إن زدت فهو خير لك)، فقال له: النصف، فقال: (إن زدت فهو خير لك)، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك-، قال: (إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك)».
وقد فهم سيدنا أبيّ ذلك حين حاور النبي صلى الله عليه وسلم في المقدار الأفضل والأكمل لما يخصصه له من دعائه.. أهو الربع مثلاً أم النصف أم الثلثين... حتى علم انه كلما زاد كان أكمل وأفضل فاختار أن يجعل وقت صلاته ودعواته كله للنبي صلى الله عليه وسلم. فكانت البُشرى والمكافأة لمن يجعل كل وقته المخصص للدعاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وُكثر ويجتهد في ذلك: أن يكفيه الله جميع همومه في الدنيا التي تشغله وتثقله فيرتاح منها، وتُغفر جميع ذنوبه فيرتاح في آخرته أيضاً من هموم أوزار الذنوب. كم اجعل لك من صلاتي. فما أعظمها من بُشرى وما أجلّها من مكافأة، شملت الدنيا والآخرة! والسؤال الذي يتبادر للذهن الآن: كيف نجعل دعواتنا للرسول صلى الله عليه وسلم؟ والحقيقة أن أفضل ما يدعى به للنبي صلى الله عليه وسلم هو الصلاة عليه، لأنها تتضمن الطلب من الله تعالى أن يُثني عليه في الملأ الأعلى، وتتضمن الدعاء بأن يجزيه الله عنا خيراً، وتتضمن ما هو أكثر من ذلك من الخير له صلى الله عليه وسلم عند ربه سبحانه، فالأولى الإلتزام بها، مع عدم وجود مانع شرعي من الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بدعواتٍ عادية مناسبة مثل الدعاء له بأن يكرمه الله يوم القيامة، وأن يُعليَ ذكره وينصره في الدنيا والآخرة.. الخ.
اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين محبة الله ومحبة النبي صيغ الصلاة على النبي وردت الكثير من الأحاديث التي تُبيّن الصيغ المُستحبة في الصلاة على النبي، ومنها: الصيغة الأولى: وقد وردت هذه الصيغة في حديث بشير بن سعد -رضي الله عنه- حين سأل النبي عن كيفية الصلاة عليه، فقال: (قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ). الصيغة الثانية: (قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي. الصيغة الثالثة: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). الصيغة الرابعة: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ.
وهكذا في غير ذلك إذا حمد الله، وأثنى عليه، وصلى على النبي ﷺ ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة، لما ثبت عنه ﷺ أنه قال لما رأى رجلًا دعا، ولم يصل على النبي ﷺ، قال: عجل هذا ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء فأرشد إلى أنه يحمد الله أولًا، ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء، وهذا من أسباب الإجابة. فيشرع لك أيها الأخت في الله! أن تجتهدي في الصلاة على النبي ﷺ في الليل والنهار، وإذا صليت على النبي ﷺ في السجود؛ فلا بأس؛ لأن السجود محل دعاء، يقول النبي ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء ويقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم. فيشرع في ذلك الثناء على الله، والصلاة على النبي ﷺ ثم الدعاء. وهكذا في آخر الصلاة، يقرأ التحيات، ويتشهد الشهادتين، ثم يصلي على النبي ﷺ بالصلاة الإبراهيمية، ثم يتعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو بما شاء، فهو حري بالإجابة. المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي - الفجر للحلول. وهكذا إذا دعا في غير ذلك في الضحى، أو في الظهر، أو في الليل، أو في أي وقت، إذا دعا يستحب له أن يبدأ دعاءه بحمد الله، والثناء على الله، ثم الصلاة على النبي ﷺ ثم الدعاء.