بناء الشخصيات – Characterization هو محاولة شرح صفات شخصيّة في قصّة من لحظة تعريفها وحتّى نهاية دورها، هذه العملية هي ما يجعل القارئ قادراً على التفاعل مع هذه الشخصيات وفهم دوافعها وأهدافها ويجعلها أكثر "إنسانيّة" بعينه. تتضمن هذه الصفات خمس عناصر: الصفات الجسدية، الحركات، الأفكار، ردود الأفعال، طريقة الحديث. عناصر كتابة القصة - منتديات درر العراق. يتم بناء الشخصيات في القصة بأسلوبين أساسيّين، الأول من خلال سرد صفاتها بشكل مباشر، كأن تقول شخصية عن شخصية أخرى أنّها "مخادعة" أو من كلام الراوي والثاني من خلال عرض هذه الصفات ضمن الأحداث، كأن يحاول الشخص خداع أحدهم. ولكن، قبل الخوض بهذين الأسلوبين وكيف يمكن أن يفشل الكاتب في استغلال كلّ منهما، فلنتحدث أولاً عن تجنّب بناء الشخصيّة من الأساس. وهنا ربما علينا البدء بالسؤال الأهمّ؛ لماذا قد يرغب الكاتب في تجنّب بناء الشخصيات؟ الإجابة بسيطة: خيال القوّة – Power Fantasy والهرب من الواقع – Escapism. ولأوضّح من البداية، خيال القوّة والهروبيّة، كلاهما هدفان يمكن أن يعمل الكاتب ليصل لهما، هناك جمهور يرغب بمتابعة هذا النوع من القصص، وهناك سوق منتعش لها في كافة أوساط الميديا القصصية، لذا من المنطقيّ جداً أن يرغب الكاتب الابتعاد عن بناء شخصيّاته أو على الأقلّ تجنّب بناء شخصيّته الرئيسيّة ليكون المشاهد قادراً على عكس نفسه عليها، وبالتالي تحقيق خيال القوّة هذا وهربه من الواقع.
والشخصيات في القصة ليست أداة لتوصيل أفكار الكاتب, يحركها كيفما يشاء, وينطقها بما يريد, لكنها – في الحقيقة – عنصر مؤثر وفعال ولبنة في بناء القصة. فلا يتصور قصة بلا شخصيات, ولا وجود لحدث معزول عن الشخصية التي أحدثته, وعن طريق اندماج الشخصية بالحدث, ونمو الحدث في ظلال الشخصيات تنبع رؤية الكاتب, وتنمو الشخصية, وتتعمق فنياً في القصة الجيدة الناضجة, وتتسطح الشخصية, وتبهت ملامحها في القصة الركيكة المفككة. تروي القصة خبراً, وليس كل خبر قصة, ولكي يصبح الخبر كذلك لابد وان تتهيأ له الخصائص التالية: أن يكون أثره كلياً. سلسلة كتابة القصص: بناء الشخصيات [1] - هادي الأحمد. وأن تكون وسيلتنا إلي ذلك ترابط تفاصيله. وأن يصور ما نسميه الحدث. وهو يتكون من بداية ووسط ونهاية. ولكن وجود حكاية تنطوي علي هذه الأقسام من بداية ووسط ونهاية لا يعني دائماً, وبالضرورة أنها تصور حدثاً, وقد تجيء أخباراً متعددة تتجاور, وليس حدثاً ينمو طبيعياً, وتترابط أجزاؤه, كل جزء يرتبط بسابقة, ويؤدي إلي ما يليه, حتى يبلغ غايته. والحدث هو اقتران فعل بزمن, وهو لازم في القصة لأنها لا تقوم إلا به, ويستطيع القاص – إذا أراد – أن يكتفي ببعض الحدث نفسه دون مقدماته أو نتائجه كما في القصة القصيرة أو بعرض هذا الحدث متطوراً مفصلاً في القصة الطويلة أو الرواية, كما أن بعض الكتاب يعتمد كي يشد القارئ للقصة أن يفتعل الأحداث وأن يدخل عليها عناصر غير طبيعية, لزيادة المفاجأة والأغراب, وتضخيم الحدث.
الحبكة يتم تعريف الحبكة كمصطلح أدبي على أنها بنية الأحداث التي تشكل حركات القصة عبر الزمن وهي اهم عناصر القصة ؛ حيث يتم تنظيم الشخصيات والإعدادات في نمط منطقي للسبب والنتيجة ، ويمكن أن تكون الحبكة بسيطة أو معقدة في الهيكل ، وتسمى الحبكة المعقدة التي تحتوي على العديد من العناصر المترابطة أحيانًا بالوضع المعقد ، كما يشار إلى الحبكة أحيانًا على أنها قصة. الصراع يجب أن يكون لكل قصة صراع ، أي تحدي أو مشكلة تستند حولها الحبكة ، فبدون نزاع ، لن يكون للقصة أي هدف أو مسار، كما يقول الادباء أنه من قواعد كتابة القصة ، لا يوجد سوى أربعة صراعات حقيقية ، وهي الإنسان مقابل الإنسان ، والإنسان مقابل الذات ، والإنسان مقابل الطبيعة ، والإنسان مقابل النظام. الموضوع يعتبر الموضوع هو الفكرة والعقيدة الأخلاقية ، او هو درس أو بصيرة ، فهو الحجة المركزية التي يحاول المؤلف جعل القارئ يفهمها ،بمعنى بسيط الموضوع هو "لماذا" القصة ، لذا يعتبر من اهم مراحل عملية الكتابة. الحوار الحوار هو وسيلة سهلة لتأسيس الشخصيات والصوت في القصص المصورة ، حيث يستخدم المؤلف / اللون بدلاً من علامات الاقتباس وعلامات الحوار للتمييز بين المتحدثين ، وما يحدث عندما تقرأ بين سطور الحوار القصة هو أنك ترى الصورة الكاملة تنبض بالحياة.
صفات الشخصيّات صفات الشخصيات – Character Traits هي الأجزاء التي تميّز شخصيّة عن الأخرى، كالكذب والصدق، الذكاء والغباء، وغيرها من المتضادّات. هذه الصفات عادة هي ما يخلق الصراع بين الشخصيات أو يدفعها لتساعد بعضها للوصول إلى الهدف النهائيّ، وتغيير هذه الصفات هو ما يسمح للقارئ معرفة ما يطرأ على الشخصيّة من تغييرات، وكيف أثّرت الأحداث عليها. بشكل عام، تستخدم صفات الشخصيّات لبناء "ملفّ الشخصيّة" والاعتماد عليها كخطوط رئيسية أو ملاحظات عامّة لتسهيل تذكّر الشخصيّات على الكاتب لا ضير منه. إذاً أين المشكلة؟ مجدداً، لا يمكن لأيّ من هذه المشاكل أن تكون وحدها سبباً لكون بناء الشخصيّة سيئاً أو لكون القصّة بأكملها سيّئة، وجودة استخدامها أو عدم استخدامها متعلّق بشكل كامل بالسياق. الاعتماد بشكل كامل على الصور النمطيّة في كلّ جوانب القصّة دون استغلالها والبناء عليها. رمي المعلومات بشكل مباشر وكأنّها مسرودة من ملفّ الشخصيّة بدلاً من كشفها بما يلائم السياق. عدم فهم الطريقة التي تتفاعل فيها الصفات مع بعضها، وتجنّب إظهار تأثير هذا التفاعل بين الصفات على الشخصيّة والقصّة. عدم إظهار تأثير الصفات الشخصيّة على أفعالها من الأساس.
وفي رأي الدكتور رشاد رشدي أن الحدث المتكامل هو تصوير الشخصية وهي تعمل عملاً له معني, وليس هذا المعني شيئاً مستقلاً عن الحدث يمكن أن نضيفه إليه وأن نفصله عنه, ولذلك فكل حدث له معناه المعين الذي يميزه عن غيره من الأحداث, وهذا المعني ينشأ من الحدث نفسه, فهو جزء لا يتجزأ منه, وبدون المعني لا يمكن أن يتحقق للحدث الاكتمال, لأن أركان الحدث الثلاثة وهي الفعل والفاعل والمعني وحدة لا يمكن تجزئتها. وتجدر الإشارة إلي أن ترتيب الأحداث التي يصطنعها الكاتب, تخضع لعملية هامة, إذا كان يريد تقديم عمل فني صادق, ذلك أنه لا يختار الأحداث والمواقف مما يقع بالفعل في الواقع, وينقلها بحذافيرها, بحيث تعد نسخة كربونية طبق الأصل, لكنه يختزل ويهذب, وينسق, ويعيد ترتيب الأشياء, كما أن الأحداث والوقائع غير المترابطة التي تفصل بينها في الحياة فترة زمنية –تطول أو تقصر- يضطر الكاتب إزائها إلي التقريب والتوليف فيما بينها.