وهناك طرف آخر ينظر إلى المضمون والأخلاقيات والسيرة بين الناس، ولا يولي الهدي الظاهر أدنى اهتمام كمعيار لاختيار الدين. والحق دائمًا وسط بين طرفين، فالمعيار الصحيح للتدين يكون بالأخلاق والسيرة الحسنة بين الناس؛ لأنها هي أساس العشرة، ويعبر عن هذه الأخلاق وهذا التدين الهدي الظاهر الذي ما هو إلا ترجمة عما تعمر به النفس من التدين والخير فلا ننحاز إلى جانب على حساب آخر. ما معنى فاظفر بذات الدين - أجيب. شبهة والرد عليها وقد يظن ظان أن الشرع جعل معيار الاختيار الدين فقط، ولم يهتم بالجمال والمال والنسب، ولكن هذا ليس بصحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لم ينفِ الجمال والمال بل جعلهما معياران مهمان ولكن قدم عليهما الدين لأهميته القصوى وخطورته على الاستقرار والسعادة الزوجية، وليبين صلى الله عليه وسلم، أن ما دونه أيسر منه، فلا يتهاون فيه مهما كانت الأسباب. وماذا بعد الكلام؟ 1. اجعل أول معايير اختيارك للزوجة هو الدين، ولا تتساهل في هذا المعيار مهما كان الأمر. 2. لا يكن معيار التدين الوحيد لديك عند اختيار الزوجة هو التزامها بالحجاب الشرعي ـ وإن كان من أهم المعايير ـ ولكن اجعل معه أيضا أخلاقها وسمعتها الطيبة بين أهلها وجيرانها.
3. استشر أهل الخبرة والدراية ولا تتسرع في قرار الارتباط لأنه قرار مصيري له ما بعده. المصادر: 1. فتح الباري، ابن حجر 2. شرح النووي على مسلم 3. إحياء علوم الدين، الغزالي 4. حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري 5. تربية الطفل النفسية في الإسلام، سيما راتب عدنان أبو رموز
وقال «صلى الله عليه وآله»: «ما أفاد عبد بعد الاسلام خير له من زوج مؤمنة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» 7. فاظفر بذات الدين تربت يداك بالصور. وفي رواية أنّ النبي «صلى الله عليه وآله» سئل أيُّ النساء خير؟ فقال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره»8. فبيّن «صلى الله عليه وآله» أنّ خير عطاء يحصل عليه الرّجل في الدّنيا هي الزوجة الصالحة، كما وبيّن مظاهر صلاحها، فهي التي تطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه، وتحافظ على عفّتها وشرفها وسمعتها وسمعة زوجها فتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وفي ماله، فلا تتصرّف في شيء من مال زوجها إلاّ بإذنه، ولا يكون تصرّفها فيما يخوّلها التصرّف فيه من المال تصرّف إسراف وتبذير، والتي إذا نظر إليها أسرته لما تمتلكه من جمال الظاهر والباطل، جمال المظهر والشّكل وجمال الأخلاق. إنّ الزّواج من المرأة الملتزمة بالدّين وتعاليمه وتوجيهاته يعدُّ من أهم عناصر استقرار واستمرار الحياة الزّوجية، وذلك لمكان التزامها حيث ستكون أسباب الشقاق من جهتها نادرة وقليلة جدًّا بل تكاد أنْ تكون معدومة.