الحصول على المعونة من الله تعالى: لما ورد النبي عن سالم عن أبيه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة ً فرج الله عنه كربة ً من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" رواه أحمد. الحصول على أجر المجاهد في سبيل الله: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار" متفق عليه، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه أحمد ومسلم والمغزى هنا أن المجتمع يجب أن جميع أفراده يساعدون بعضهم البعض، ويتطوعون من أجل مساعدة الغير حتى يصبحوا كالبنيان الواحد. [1] [2]
تشير هذه الرواية بوضوح إلى قيمة العمل وأهميته في الإسلام لأسبابٍ عديدة نذكر منها ما يلي: أولاً: العمل يمنع الإنسان من التكاسل والتواكل على الناس ويعتمد في معيشته على كدّ يده وعلى التعب الذي يبذله ويقبض بإزائه المال الذي يعينه على القيام بأمور حياته من مأكلٍ ومشرب وملبس ومسكن وطبابة وغير ذلك ممّا يحتاج الإنسان إليه عادة في حياته العادية، وقد نهى النبي في الإسلام عن القعود عن العمل كما رأينا في الرواية ولو كان القعود من أجل العبادة والتهجّد إالى الله والتقرّب إليه بفعل الطاعة، وقد ورد في الحديث الشريف (العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال). ثانياً: العمل الذي يقوم به العامل يقدم من خلاله خدمة للمجتمع، لأنّ الناس محتاجة إلى كلّ أنواع الأعمال من أجل تكامل حياتها، لأنّ الإنسان بمفرده ليس قادراً على تأمين كلّ احتياجاته لعجزه عن ذلك، فعندما يقوم كلّ إنسانٍ بالعمل الذي هو من اختصاصه أو ممّا هو قادر عليه، فهو يهوّن على الناس ويسهّل عليهم تأمين احتياجاتهم، ولذا أوجب الإسلام العمل بنحو الوجوب الكفائي في كلّ المجالات التي تهم حياة المجتمع، لأنّ التكاسل عن الأعمال أو بعض أنواعها سيؤدي حتماً إلى حصول نقصٍِ في ما تحتاجه الناس عادة، وهذا ما يسبّب لهم ضيقاً وصعوبة في المعيشة.
من كلّ ذلك نقول إنّ على الإنسان أن يسعى لتوفير العمل الذي يساعده على تدبير أمور معاشه، من دون نظر إلى نوعية العمل، لأنّ العمل له قيمته عند الله وعند الناس، والذي يكسب قوته بعرق جبينه له كلّ الإحترام والتقدير عند الناس، ولن يكون مضطراً لإذلال نفسه بأن يعيش عالة على غيره كما أوضحنا ذلك. والحمد لله ربّ العالمين.
ولأن مهمة التعلم شاقَّة كان أجرها كبيرًا، وقد بيَّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال: ((أفضل الصدقة أن يتعلَّم المرء المسلم علمًا ثم يعلمه لأخيه المسلم)) [7] ، وقال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله علمًا علمه ونشره)) [8]. وجاء في كنز العمال رواية عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((ما بال أقوام لا يفقِّهون جيرانهم، ولا يعلِّمونهم، ولا يفطنونهم، ولا يأمرونهم ولا ينهونهم، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقَّهون، ولا يتفطنون)) [9]. وغير هذا كثير مما يؤكِّد التشجيع على التعلم وتقديم الخير إلى الناس من خلال هذا العمل، ولَمَّا كانت مسألة التعليم والتعلم وسيلة لغاية هي العمل، حثَّ الإسلام على أن يطبق المتعلم ما علمه، وألا يستهدف بعمله هدفًا رخيصًا، من الشهرة أو الرياء أو نحوه؛ ولذلك عاتب الله المؤمنين بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]. اهميه العمل في الاسلام والسنه النبويه. وكثرت الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى الالتزام بما يقتضيه ما تعلَّمناه؛ نذكر منها ما رواه ابن ماجه من قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولتماروا به السفهاء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، فمَن فعل ذلك فهو في النار)).
والإسلام أمر الناس بالسعي في طلب الرزق، قال تعالى: «هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً، فامشوا في مناكبها، وكلوا من رزقه وإليه النشور»، [ الملك:15]. أهمية العمل. ثم إنَّ الله تكفل للناس بالرزق، فقال تعالى: «وفي السماء رزقكم وما توعدون فوربِّ السماء والأرض إِنَّه لحقٌّ مثلما أنكم تنطقون»، [الذاريات: 22-23]. ولأهمية العمل في الإسلام فقد جاءت الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية بالحث على العمل الصالح مقترناً بالإيمان، قال تعالى: «الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحُسنُ مآب»، [الرعد:29]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان بلا عمل، ولا عمل بلا إيمان»، أخرجه الطبراني. والإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى العمل، وبيان فضله، بل حذَّر من البطالة، والكسل، والتواكل، ولذا جاء الإسلام بالآداب ومكارم الأخلاق من أجل تربية الناس تربية إسلامية وتحليهم بالأخلاق الحسنة، وحثهم على العمل وعدم الكسل وسؤال الناس، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيأخذ حزمة من حطب فيكف الله به وجهه خير من أن يسأل الناس أعطي أو منع»، (رواه البخاري ومسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: «من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو يستكثر»، (رواه مسلم).