تاريخ النشر: الإثنين 12 رجب 1424 هـ - 8-9-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 36964 17512 0 322 السؤال السلام عليكم.. إن الله لا يستحي من الحق... هل يجوز لنا ونحن نساء أن نخرج مع الرجال ونذهب لدفن أمي إذا ماتت؟ وهل يختلف الأمر إذا كان الدفن لأقارب لنا غير أمي ونحن نساء؟ وهل يجوز لنا بعد ذلك الذهاب إلى قبر أمي بغرض زيارتها وليس بغرض الاعتبار والاتعاظ؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى كراهة اتباع المرأة للجنازة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8104. ومحل هذا إذا كان الخروج بين رجال محارم، أما إن كان فيهم أجانب على المرأة وأدى خروجها إلى اختلاط فإنه يحرم، ومن هذا يتضح لك حكم اتباع الجنازة. أما بخصوص زيارة القبور للنساء فالراجح من أقوال أهل العلم الجواز من حيث الأصل إذا كانت الزيارة لغرض شرعي كالاعتبار بأحوال القبور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فزوروا القبور فإنها تذكر الموت. حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب. رواه مسلم. ومن أنواع الزيارة المشروعة كذلك زيارة القبور لأجل الدعاء لأصحابها، لحديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خرج إلى المقابر: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكن العافية.
وقرار زيارة قبور النساء تتحمله الطوائف. اختلف الفقهاء في مسألة زيارة القبور للنساء ، وكان هذا التمييز على ثلاثة أقوال هي: المثال الأول: زيارة قبور النساء مكروه. وهذا مذهب الشافعية والحنابلة ، وهذا ما يقوله الحنفية ، وهذا ما أجمع صاحبه عليه. والدليل على هذا القول: 1. تأكيد الحظر في عهد أبي هريرة – رضي الله عنه -: ((لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زوار القبور)) ، [صحيح الترمذي: 1056] 2. حكم زيارة النساء للمقابر. ما يصرف الانتباه عن طريق منع الكراهية وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة في القبر وهي تبكي ، فقال: اتقوا الله عز وجل.! هو مريض! ")، [صحيح البخاري: 1252]… والدليل في هذا الحديث أن النبي لم يمنعه من زيارة القبر. وفي حديث محمد بن قيس رضي الله عنه قال: ((ألم أخبركم عني وعن أمي؟) قال: نظن أنه أحب أمه التي ولدته. صلى الله عليه وسلم – قلنا: نعم.. الحديث عنها: تحدثت عنه: قلت: كيف أقول لك يا رسول الله؟ [أخرجه مسلم (974)]… في عهد أم عطية رضي الله عنها تحدثت عن: ((نهى عنا الذهاب إلى الجنازة ، ولم يقرر لنا)). [أخرجه البخاري (1278)، ومسلم (938)]… فهذا الحديث يدل على أن زيارة القبور من فئة التابعين ، فيثبط.