كما قام بعض الرجال المتعاونين بالنادي، وعلى رأسهم المعلم صاحب مطعم "بيتزا الخلبوص" بتوظيف طياري الديلفري بحيث يأخذ الواحد منهم هاتف الزوج المراقَب إلى المكان الذي يفترض أن يكون فيه، بحيث يثبت الجي بي إس أن الرجل البريء في مقر عمله بالدقي، لأن إشارة موبايله تصدر من هناك، في حين تكون الحقيقة أن الرجل متواجد عند عشيقته في التجمع الخامس. وكل ما فعله هو أنه ترك هاتفه لأحد طياري الديلفري المشتغلين بنادي الرجال.. جاءت حبكة الفيلم ذكية، ومصنوعة بتمهّل، ومشدودة، خصوصاً في النصف الأول من الفيلم، وربما تكون تلك الحبكة أحد عناصر رشاقة الفيلم، تضاف طبعاً إلى كريم عبد العزيز الذي بات مخضرماً خبيراً ويمكن للمتتبع أن يلاحظ نضجه حتى على مستوى اختيار الورق، لا على مستوى الأداء فحسب. يضاف إلى ذلك الفكرة اللامعة للعمل، وخفة دم المسارات المتشعبة عن الحكاية الأم كل ذلك جعل من "
نادي الرجال السري" عملاً خفيف الظل وقابل لتحقيق أرقام جيدة في شباك التذاكر. وبالطبع لم يخلُ العمل من بعض الهنّات، لا سيما في نصفه الثاني الذي تورّط في عدة مطبات غير موفقة، منها وجود حكايات فرعية يسهل حذفها من قوام الفيلم، دون أن تتضرر القصة الرئيسية، مثل ظهور المجرم الزنط (أحمد الميرغني) والذي تلجأ له هاجر زوجة أكرم وفريدة (الفلسطينية نسرين طافش) عشيقة أدهم للانتقام منه بعد أن تمكنت الأولى من اكتشاف خياناته والثانية من فضح تلاعبه بها.