أخبرني عن الإسلام؟] فدعاه باسمه لا بوصفه، والسبب في هذا أنه جاء عليه السلام على صورة أعرابي يستبين أمر الدين، ولذلك لم يقل يا رسول الله. إنما دعاه باسمه الذي عرف به. فقال: (أن تشهد ألا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، وهذه هي أركان الإسلام، وتقدم الكلام عليها. (قال: صدقت)، هذه الأركان الجامع فيها ما تقدم من أنها شرائع الإسلام التي هي من العمل الظاهر. ان تعبد الله كأنك تراه تعريف الارتباط، الخصوصية والشروط. وذكر رضي الله عنه في سياق الحديث أن جبريل قال: (صدقت) قال: (فعجبنا له يسأله ويصدقه)، فحال هذا غريب، حيث جاء في الظاهر ليسأل عما لا يعلمه من أمر دينه، ثم يصدق على الجواب. (قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره). وقد تقدم الكلام على هذه الأركان وقلنا: إن الجامع لها أعمال القلب، وهي أعمال الباطن. قال بعد ذلك: (أخبرني عن الإحسان)، وهذا سؤال عن أعلى مراتب الدين، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وبهذا تكون قد تمت مراتب الدين. وتقدم أن هذه المراتب قد دل عليها كتاب الله عز وجل، فجاءت في قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ [فاطر:32] هذه مرتبة الإسلام، وهي الإتيان بالعمل الظاهر، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ [فاطر:32] وهي مرتبة الإيمان، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ [فاطر:32] وهي مرتبة الإحسان التي هي أعلى المراتب، وقد ذكر الله هذه المراتب في غير هذا الموضع، كما في سورة الواقعة، وبالتأمل يجدها الإنسان في كتاب الله عز وجل.
ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف، أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على رسوله المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) والذي ميزه عن باقي الأنبياء والرسل بكونه هو خاتم الانبياء والمرسلين الذي يمتلك معجزة خالدة حتى يومنا الحاضر وهي معجزة القرآن الكريم، ويوجد للآيات القرآنية العديد من التفسيرات التي بذل العلماء جهوداً في أن يقوموا بإكتشاف علوم السنة النبوية المتعلقة بها. لاقت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية متابعة واسعة من قبل الطلاب وذلك من أجل المعرفة التي تحتويها هذه الآيات والنصوص القرآنية الشاملة، والإجابة كالأتي: الإجابة الصحيحة هي: ان تعبد الله كأنك تراه وان لم تكن تراه فإنه يراك تعريف (الإحسان). وتشير الكثير من الآيات القرآنية إلى الإحسان وأهميتها للإنسان المسلم في التقرب من الله سبحانه وتعالى والحصول على الأجر والثواب، حيث ان الإحسان من السلوكيات الرائعة والجميلة التي تظهر مدى محبة العبد للخالق العظيم وهو الله سبحانه وتعالى.
أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هذا تعريف؟ اهلا بكم طلابنا الكرام في موقع كلمات دوت نت, هناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون التعرف على الحلول الكاملة للكثير من الأسئلة المنهجية، والتي يجب الدراسة عليها بشكل كبير وخاصة قبل بدء الاختبارات النهائية، تابعونا حصريا مع حل السؤال الذي تبحثون عن إجابته: الإجابة هي: الإحسان.
قال المصنف رحمه الله: (المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد، وهو: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ).
وكل من تعرض لهذا الحديث من الشراح أكد على أنه من عيون كلامه، وجامع بيانه، فقد جمع فيه كل معاني الخشية والمراقبة، وأحوال المسلم الظاهرة والباطنة، ومقام الطائع بين يدي ربه متيقنا من نظر الله إليه، ومشاهدا مقامه بين يديه، وهذا جماع الإحسان، وسلم الإتقان، ومن ضيع هذا المقام فقد أضاع أعلى مقام العبودية، وأساس العلاقة بينه وبين خالقه. قال النووي: وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين، وهو عمدة الصديقين، وبغية السالكين، وكنز العارفين، ودأب الصالحين، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم؛ لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى لم يترك شيئا مما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به. قال في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: وهذا من جوامع الكلم، فإن العبد إن قام بين يدي مولاه لم يترك شيئا مما قدر عليه من إحسان العمل، ولا يلتفت إلى ما سواه، وهذا المعنى موجود في عبادة العبد مع عدم رؤيته، فينبغي أن يعمل بمقتضاه إذ لا يخفى أن من يرى من يعمل له العمل يعمل له أحسن ما يمكن عمله.