Details Category: القرآن الكريم القول في تأويل قوله تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}: يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { إنك} يا محمد { لا تهدي من أَحْبَبْتَ} هدايتَه، أي يا محمد إنك لا تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَ في الإسلامِ كلَّ مَن أَحْبَبتَ أن يَدْخُلَ فِيه – أي في الإسلام - مِن قَومِك وغَيرِهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم لا يـخلق الهداية في قلب من يحب له الهداية. { وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} أي ولكن الله يخلق الهداية في قلب من يشاء الله أن يهديه من خلقه، بتوفيقه للإيمان به وبرسوله. قال الله تعالى: ﴿ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾. شبهة فهم "يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ" | موقع مقال. وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾. قال الله تعالَى لِنَبِيِّه: ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ قال الطبري في "جامع البيان" والثعلبي في "الكشف والبيان" والبغوي في "معالم التنـزيل" وابن عادل الحنبلي في "اللُباب":﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ أي مَن أحببتَ هدايتَه.
إن هذه الهداية الالهية شملت سلمان الفارسي الذي طوى مسافات شاسعة بين ايران والمدينة وتحمَّل المشاق والمتاعب الكثيرة لأجل لقاء الرسول وقبول دينه، وقد كان من أوائل المسلمين الذين لبّوا دعوة الرسول وبقى على عقيدته وصمد وقاوم ودافع عنها حتى آخر لحظات عمره الشريف. ان الله يهدي من يشاء بغير حساب. ولم تشمل هذه الهداية أمثال أبي لهب وأبي سفيان; لأنهما كانا إلى جنب الرسول وكانا يرانه كل يوم ويسمعان حديثه وآيات الله، ولم يزدهما ذلك إلاَّ عصياناً ولجاجاً ومقاومة لهذا الدين. من الواضح أن شمول أو عدم شمول الهداية لم يكونا اعتباطاً بل كانا عن حكمة، فقد تحمَّل سلمان المشاق والمتاعب الوافرة لأجل هذا الدين، وتحمَّل عبء العبودية والرق مرات عديدة وتحمَّل التعذيب، ولم تثبّط هذه الاُمور عزيمته على لقاء الرسول، فكان جديراً للهداية حقاً، أما العصاة المتعصّبون وعبدة الأهواء والمغرورون، فكان التعصّب والغرور واللجاجة قد ضرب بينهم وبين نور الايمان ستاراً يمنع من نيلهم من هذا النور، فكانوا دون نصيب منه. لا يمكن للأعمى أن يهتدي بنور الشمس مهما كان قوياً، وهذا ليس لنقص في نور الشمس بل لسقم في عينيه. والخفاش إذا كان يعيش في الظلام ويهرب من نور الشمس سعياً وراء الظلمات فلأجل أنه غير جدير ولا مؤهَّل لنور الشمس، بل ذلك هو شأنه.
2020-11-27, 11:42 AM #1 {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} إذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أفضلَ الخلقِ عَلَى الإِطْلاَقِ وأعْظَمَهم عِنْدَ اللهِ جاهًا وأَقْرَبَهم إليه وسيلةً، لا يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ مَن أَحَبَّ هِدَايةَ التوفيقِ، وإنَّما الهدايةُ كُلُّها بيَدِ اللهِ، فهو الذِي تَفَرَّدَ بِهدَايَةِ القُلُوبِ كما تَفَرَّدَ بِخَلْقِ المَخْلُوقاتِ، فتَبَيَّنَ أنَّه الإِلهُ الحقُّ. وأمَّا قولُه تعالَى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]. فالمُرَادُ بالهِدَايَةِ هنا هِدَايَةُ البَيانِ، وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُبَلِّغُ عَن اللهِ وحْيَهُ الذِي اهْتَدَى بِهِ الخَلْقُ. { القول السديد لابن سعدى} 2020-11-27, 12:00 PM #2 رد: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان إذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أفضلَ الخلقِ عَلَى الإِطْلاَقِ وأعْظَمَهم عِنْدَ اللهِ جاهًا وأَقْرَبَهم إليه وسيلةً، لا يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ مَن أَحَبَّ هِدَايةَ التوفيقِ، وإنَّما الهدايةُ كُلُّها بيَدِ اللهِ، فهو الذِي تَفَرَّدَ بِهدَايَةِ القُلُوبِ كما تَفَرَّدَ بِخَلْقِ المَخْلُوقاتِ، فتَبَيَّنَ أنَّه الإِلهُ الحقُّ.