مراسلنا حمل هذه الأسئلة، والتقى د. النجار خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان وعاد بهذا الحوار:
* بداية ماالفرق بين التفسير العلمي للقرآن الكريم وبين الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟
- لا شك أن الفرق كبير جداً بين هذين المصطلحين، فالتفسير هو محاولة بشرية لحسن الفهم، لذلك نجد فيها الحرص على تقديم الحقائق العلمية لتفسير دلائل الآية القرآنية، وبما أن العلم لم يصل إلى الحقيقة في كل أمر من الأمور فنحن نضطر أحياناً إلى توظيف النظرية السائدة في التفسير؛ لأن التفسير يبقى في نهاية الأمر محاولة إنسانية لفهم الآية، وإن أصاب المفسر فله أجران وإن أخطأ فله أجر.
أما الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فهو موقف تحد.. لماذا الانسان خلق ضعيفًا؟ | د.محمد راتب - YouTube. يتحدى الناس جميعاً، مسلمين وغير مسلمين، بأن كتاباً أنزل على نبي أمي وفي أمة أمية ومنذ ألف وأربعمائة سنة، وبأنه يحوي من حقائق الكون ما لم يستطع العلم المكتسب أن يصل إلى فهم شيء منه إلا منذ عشرات قليلة من السنين.
* ولكن هل يستخدم كل جديد علمي دون ضوابط؟!
[7] مظاهر ضعف الإنسان كما أُشير في الفقرة السابقة فإنّ جوانب ومظاهر ضعف الإنسان عديدة، وفيما يأتي ذكر بعض تلك المظاهر: [8] تبصّر الإنسان، بالرغم على ما هو عليه من التقدّم المعرفي الكبير وخاصّةً في جسمه، إلاّ أنّه ما زال محدوداً، فهناك بعض الأجزاء من جسمه لا يستطيع دخولها، ويقف ضعيفاً تجاهها؛ فعلم الدماغ والأنسجة والسوائل المختلفة وتفاعلها مع بعضها ما زال الكثير منه مجهولاً لدى الإنسان. الإبصار ضمن شروطٍ ومعطياتٍ يحكمها الزمان والمكان والثقافة، وبشكلٍ خاصٍّ ومحدودٍ فالإنسان الضعيف لا يستطيع أن يُبصر الأمر إلّا ضمن شروطٍ ومعطياتٍ؛ فالإنسان لا يستطيع التخلّص من محدودية الرؤية وضرورة النظر من زاويةٍ معينةٍ، وهذا يفسّر سبب عدم الاتفاق على أمرٍ واحدٍ، فإنّ خصوصية التكوين البشريّ، وظروفه، ومشاعره تدفع مواقفه وآراءه إلى التفرّد. العجزعن إدراك الأشكال النهائية لأكثر حقائق الكون دفعةً واحدةً؛ وذلك لأنّ الحقائق لا تبيّن للإنسان كلّ أبعادها وأطوارها إلاّ بشكلٍ تدريجيٍّ. عدم الجزم بشيءٍ مقطوعٍ ممّا سيحصل في المستقبل، مهما كان إدراك الإنسان للظروف والعوامل والمؤثرات التي تُحيط به؛ فهو لا يعلم ماذا سيحدث بعد شهرٍ أو بعد يومٍ أو بعد ساعةٍ، وأعظم الأطباء في الكون لا يستطيع أن يضمن له استمرار حياته.
إذا كان الإنسان على ما ذكرنا من العجز والقصور فإن عليه أن يخضع لقيوم السموات والأرض خضوع العارف بضعفه المدرك لعظمة خالقه متخذاً من ذلك باباً للأوبة والتوبة الدائمة.