ترك الصلاة المفروضة على المسلم بالنوم عنها. وبهذه المعلومات نكون قد وصلنا الى نهاية مقالنا، والذي تمَّ فيه بيان أنَّ سورة الملك هي السورة المنجية من عذاب القبر ، كما تمَّ ذكر نبذة مختصرة عنها مع ذكر سبب نزولها، كما تمَّ بيان حقيقة وجود عذابِ القبرِ مع الأدلة، وفي ختام المقال تمَّ ذكر أسباب عذابِ القبرِ.
وتسمى الواقية والمنَّاعة: وهذه التسمية وردت في كتب الإتقان عن كتاب جمال القراء. ثم يطلق عليها بالمجادلة: وهذا الاسم مذكورٌ عند الفخر، وعلل ذلك بأنَّها تجادل عن صاحبها عند سؤال الملكين. سبب نزول السورة المنجية من عذاب القبر يرجع سبب نزول قوله تعالى: {وَأَسِرّوا قَوْلَكمْ أَوِ اجْهَروا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدورِ}. وأنَّ المشركين كانوا ينالون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم. ويقولون: أسروا قولكم عن محمد، فنزلت الآية الكريمة تبيِّن لهم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عليمٌ بما في صدورهم سواء أسروا القول أو جهروا به. حقيقة وجود عذاب القبر اتفق أهل السنّة والجماعة من علماء المسلمين على حقيقة وجود عذاب القبر. وأنّ الإنسان في القبر إمّا أن يكون في نعيم أو في عذاب. الأسباب المنجية من عذاب القبر. وتلك هي الحياة البرزخيّة كما عبّروا عنها، واستدلوا لذلك بعدة أدلة، وفيما ياتي ذكرها: قول الله -عزّ وجلّ- في آل فرعون: "النَّار يعْرَضونَ عَلَيْهَا غدوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقوم السَّاعَة أَدْخِلوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"، حيث قالوا إنّ آل فرعون على الرغم من موتهم يعرضون على النّار غدوًّا وعشيًّا كما في الآية الكريمة، ممّا يدلّ على وجود عذاب القبر.
وروى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك. قال أبو عيسى، هذا حديث حسن ـ ورواه أبو داود وغيره. وراجع بعض أسباب عذاب القبر في الفتاوى التالية أرقامها: 25833 ، 16778 ، 80406 والله أعلم.
اللهُمّ إنِّي أعوذُ بكَ من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ ». وقال رسول الله (ﷺ): « إذا فرغَ أحدُكم مِنَ التشهُّدِ الآخر، فليتعوَّذْ باللهِ من أربعٍ: من عذابِ جهنَّمَ، ومِنْ عذابِ القبرِ، ومِنْ فتنةِ المحيا والمماتِ، ومن شرِّ المسيحِ الدَّجَالِ ». 7 ـ الدعاء: ولا ينبغي أبداً أن يَغْفَلَ المسلمُ عن الدُّعاءِ، فالدعاءُ من أعظمِ أسبابِ النّجاةِ في الدنيا والآخرة، سَمَعَ النبيُّ (ﷺ) رجلاً يقول في التشهُّدِ: اللهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لكَ الحَمْدُ، لا إلـه إلا أنتَ، وحدَكَ لا شَرِيْكَ لكَ، المنانُّ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيَّ يا قيوَم إنِّي أسألك الجنةَ، وأعوذُ بِكَ من النَّارِ، فقال (ﷺ) لأصحابه: « تدرون بما دعا؟ ». قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم. قال: « والذي نفسي بيدهِ، لَقَدْ دَعَا اللهَ باسْمِهِ العَظِيْمِ ( وفي رواية) الأعظمَ، الذي إذا دُعِيَ به أجابَ، وإذا سُئِلَ به أَعْطَى ». المنجيه من عذاب القبر وعذاب جهنم. فعلينا أن نسألَ الله تعالى بأسمائه الحُسنى، وصفاته العليا، وباسمه الأعظم أن ينجيَنا مِنْ عذابِ القبرِ، ونحنُ موقنونَ بالإجابة. كما أنَّ الدعاءَ للميِّت من أسباب التثبيت، فعن عثمانَ بنِ عفّانَ رضي الله عنه قال: كان النبيُّ (ﷺ) إذا فرغَ من دفنِ الميّتِ، وقفَ عليه، فقال: «استغفروا لأخيكم، وسَلُوا لهُ التثبيتَ، فإنَّه الانَ يُسْأَلُ ».