وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ( 51) وإن يكاد الكفار حين سمعوا القرآن ليصيبونك – أيها الرسول- بالعين؛ لبغضهم إياك، لولا وقاية الله وحمايته لك، ويقولون: – حسب أهوائهم- إنه لمجنون. وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ( 52) وما القرآن إلا موعظة وتذكير للعالمين من الإنس والجن.
وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ تمنّوا لو لاَيَنْتَهم ولاَطَفْتَهم على حساب الدين، فيلينون لك ويلاطفونك. وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ولا تطع كل كثير الحلف بالباطل، حقير. هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ كثير الاغتياب للناس، كثير المشي بالنميمة بينهم؛ ليفرق بينهم. مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ كثير المنع للخير، معتدٍ على الناس في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، كثير الآثام والمعاصي. عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ غليظ جافٍ، دَعِي في قومه لَصِيق. أَن كَانَ ذَا مَالٖ وَبَنِينَ لأجل أنّه كان صاحب مال وأولاد تكبّر عن الإيمان بالله ورسوله. إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ إذا تُقْرأ عليه آياتنا قال: هذه ما يُسَطَّر من خرافات الأولين. سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ سنضع علامة على أنفه تَشِينه وتلازمه. من فوائد الآيات في هذه الصفحة: • اتصاف الرسول صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن. • صفات الكفار صفات ذميمة يجب على المؤمن الابتعاد عنها، وعن طاعة أهلها. من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة القلم | مصراوى. • من أكثر الحلف هان على الرحمن، ونزلت مرتبته عند الناس. رقم الصفحة: 565 إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ إنا اختبرنا هؤلاء المشركين بالقحط والجوع، كما اختبرنا أصحاب الحديقة حين حلفوا ليقطعنّ ثمارها وقت الصباح مسارعين حتى لا يطعم منها مسكين.
قَالُواْ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ قالوا: سبحان ربنا، إنا كنا ظالمين لأنفسنا حين عزمنا على منع الفقراء من ثمار حديقتنا. فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ يَتَلَٰوَمُونَ فأقبلُوا يتراجعون في كلامهم على سبيل العتب. قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَٰغِينَ قالوا من الندم: يا خسارنا، إنا كنا متجاوزين الحدّ بمنعنا الفقراء حقهم. عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبۡدِلَنَا خَيۡرٗا مِّنۡهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَٰغِبُونَ عسى ربنا أن يعوضنا خيرًا من الحديقة، إنا إلى الله وحده راغبون، نرجو منه العفو، ونطلب منه الخير. كَذَٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ مثل هذا العذاب بالحرمان من الرزق نعذب من عصانا، ولعذاب الآخرة أعظم لو كانوا يعلمون شدّته ودوامه. إِنَّ لِلۡمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ إن للمتقين الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، عند ربهم جنات النعيم يتنعمون فيها، لا ينقطع نعيمهم. أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ أفنجعل المسلمين كالكفار في الجزاء كما يزعم المشركون من أهل مكة؟! كتب شرح مفردات و معاني سورة القلم - مكتبة نور. مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ما لكم - أيها المشركون - كيف تحكمون هذا الحكم الجائر الأعوج؟!
التفسير الميسر سورة البلد لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ( 1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ( 2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ( 3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ( 4) أقسم الله بهذا البلد الحرام, وهو « مكة », وأنت – أيها النبي- مقيم في هذا « البلد الحرام », وأقسم بوالد البشرية- وهو آدم عليه السلام- وما تناسل منه من ولد, لقد خلقنا الإنسان في شدة وعناء من مكابدة الدنيا. أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ( 5) أيظنُّ بما جمعه من مال أن الله لن يقدر عليه؟ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ( 6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ( 7) يقول متباهيًا: أنفقت مالا كثيرًا. أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه, ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ( 8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ( 9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ( 10) ألم نجعل له عينين يبصر بهما, ولسانًا وشفتين ينطق بها, وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟ فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( 11) فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله, فيأمن. ترجمة معاني سورة القلم - اللغة العربية - المختصر في تفسير القرآن الكريم - موسوعة القرآن الكريم. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ( 12) وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة, وما يعين على تجاوزها؟ فَكُّ رَقَبَةٍ ( 13) إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق.
[٧] جزاء المؤمنين قال الله -تعالى-: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ، [٨] وبذلك تنتقل الآيات للحديث عن جزاء المتّقين فهم بجوار الرّحمن ينعمون بجنّات نعيمها دائم. [٩] عدم المساواة بين المؤمنين والكافرين تعود الآيات لتوبيخ الكفّار الذين يظنّون أنّ عاقبتهم كالمتّقين في الجنّات، وكأنّ الآيات تقول لهم شتّان بين مصيركما، قال الله -تعالى-: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) ، [١٠] وتتساءل الآيات هل لكم أيّها الكفّار كتاب خاصّ بكم تتدارسونه يخبركم أنّ بإماكانكم اختيار النّعيم لكم؟ كما جاء في الآيات: (أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ* إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ). [١١] ثمّ يخاطبهم الله -تعالى-: (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ) ؛ [١٢] أي هل بينكم وبين الله عهد وقسم بأنّه سيكون النّعيم جزاء لكم، ويسألهم هل من زعيم لكم على قولكم هذا وضامن عليه وشاهد، ثمّ يقول الله -تعالى-: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) ، [١٣] وهذه الآية بمثابة توقيف لهم ليُحضروا يوم القيامة الذين أشركوا بهم مع الله -تعالى- هل ينفعونهم.