طاعة الوالدين من طاعة الله ويمكن أن نستدل على ذلك من قصص الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم. حيث قال الله تعالى عن سيدنا يحيى في سورة مريم: (وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا). كما قال الله في القرآن الكريم على لسان عيسى ابن مريم: (وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا). اقرأ أيضًا: حديث الجنة تحت اقدام الأمهات مظاهر البر وطاعة الوالدين عندما يعلم العبد أن طاعة الوالدين من طاعة الله فعليه أن يقوم بالإحسان لهم، من مظاهر وصور طاعة الوالدين كما يلي: الحرص على رضا الوالدين وفعل ما يرضيهم، والامتثال لما يؤمرون به والبعد عن ما ينهون عنه. التواضع مع الوالدين في الأقوال والأفعال، والحرص على الإتيان بالكلمات الطيبة عند المعاملة معهم. كذلك الالتزام بالصوت المنخفض أثناء الحديث معهم وعدم الصراخ أمامهم. وفقًا لقول الله تعالى: (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا* وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا). كما يجب الدعاء للوالدين في حياتهم بأن يسعد الله قلوبهم ويرزقهم الصحة والعافية، بالإضافة إلى الدعاء لهم بعد الموت بالمغفرة والرحمة.
تاريخ النشر: الأربعاء 26 رمضان 1443 هـ - 27-4-2022 م التقييم: رقم الفتوى: 457117 40 0 السؤال قرأت في عدة فتاوى أن طاعة الوالدين لا تجب إذا تضرر الولد بطاعتهما. سؤالي هو -أحسن الله اليكم-: مَن هو الذي يقرر هذا الضرر؟ بمعنى من هو الذي يستطيع أن يقول هذا ضرر، وهذا ليس بضرر، الولد نفسه أم الطبيب؟ وهل تسقط الطاعة عند التيقن من وقوع الضرر؟ أم يكفي خشية وقوعه؟ أضرب لكم مثالا للتوضيح: إذا ذهب الولد إلى الطبيب بسبب سوء حالته النفسية، والولد علّق هذه الحالة الاكتئابية بضغوط والديه عليه، والقلق الذي يجده من بعض طلباتهما، والطبيب أعطاه دواء الاكتئاب. هل يجوز للولد ترك طاعة والديه إذا كان يخشى أن يزداد مرضه النفسي، أو أن يمرض مرة أخرى بعد شفائه؟ طبعا كما تعلمون ليس ثم يقين في الطب النفسي، بل هو احتمالات، وكون الاكتئاب ناتجًا عن ضغوط الأبوين على الولد؛ هو ما فسره الابن نفسه، بناء على الضغط الناتج من بعض أوامرهما، لكن لا يقين على ذلك. لذلك أسأل هل يكفي كون الولد يخشى على نفسه تأخر علاجه، أو عدم علاجه؟ أم مجرد الشك لا يكفي في سقوط طاعة الأبوين؟ الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فقد ذكرنا في كثير من فتاوانا ما قرره أهل العلم من أن طاعة الوالدين تجب فيما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر على الولد، فيمكن الاطلاع على الفتوى: 76303.
ذات صلة موضوع تعبير عن طاعة الوالدين موضوع عن طاعة الوالدين طاعة الوالدين والإحسان إليهما حقّ الوالدَين بطاعتهما والإحسان إليهما من الحقوق العظيمة التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها، فقد رفع شأن الوالدَين والإحسان إليهما بالعديد من الأمور منها ما يأتي: [١] أوجب الله -تعالى- حقّهما بعد حقّه لقوله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا). [٢] جعل الله -تعالى- برّ الوالدَين إحدى الوسائل التي ينال بها المسلم الجنّة ونعيمها لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه). [٣] جعل الله -تعالى- برّ الوالدَين أحبّ الأعمال إليه وأفضلها بعد الصلاة على وقتها لِما رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال:(سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ). [٤] جعل الله -تعالى- برّ الوالدَين سبباً لِاستجابة الدّعاء، وكشف الكُرُبات ودفْع الهمّ، وسبب حصول الخير والبركة. جعل الله -تعالى- برّ الوالدَين سبيلاً لِلاقتداء بالأنبياء والصّالحين لا سيّما وأنّه من شيَمهم ومكارم أخلاقهم، فقد وصف الله -تعالى- نبيّه يحيى -عليه السلام- بقوله -تعالى-: (وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا) ، [٥] وقوله -تعالى- على لسان عيسى ابن مريم: (وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا) [٦] عن نبيّه عيسى -عليه السلام-.
تحرم طاعة الوالدين إن كانوا يطلبون أمر يخالف الشريعة الإسلامية. عندما يطلب الوالدين من الابن معصيةً الله والشرِك به، أو ترك الفرائض مثل الصلاة، فلا طاعة لهم. حيث قال الله: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا). كما قال رسول الله في حديث شريف صحيح: (لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ). أما حكم طاعة الوالدين في حال منع المعروف، فله حكمان الأول: الحالة الأولى: إن كان هذا المعروف عمل إضافي وتطوعي ولكن له نفع للابن بدون ضرر، فلا يجب طاعة الوالدين في هذا المنع، مثال على ذلك إن كان الأم والأب يمنعان الابن من أن يقيم الليل أو يخرج الصدقات، وفي هذا الأمر يمكن الخروج عن طاعة الوالدين. الحالة الثانية هي أن يكون العمل تطوعي وإضافي، ولكنه يتسبب في ضرر للابن أو للوالدين، ففي هذه الحالة يحق للوالدين أن يمنعان ابنهم، وطاعة الوالدين تكون واجبة وهي الأولى، ومثال على الحالة الثانية جهاد التطوع، يمكن طاعة الوالدين إن قاموا بمنع ابنهم لأن بر الوالدين مقدم على العمل التطوعي. وفي كل الحالات لابد أن يتحلى الابن والابنة بالحكمة والقول اللين بدون أي إساءة او إهانة للوالدين، حيث قال الله تعالى: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).
-اذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا الى الشرع فهو خير عون لكم. -دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر, فاطلب دعاءهما لك بالخير, واحذر دعاءهما بالشر.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مظاهر الإحسان إلى الوالدَين وبرّهما عديدة منها: الحرص على رضاهما بامتثال أمرهما واجتناب نهيهما بالمعروف، والحرص على التواضع لهما في الأقوال والأفعال، والحرص على المعاملة اللَّيِّنة معهما، والإكثار من دعاء الله -تعالى- بطلب المغفرة والرحمة لهما، وبذْلُ الجهد في تحصيل الخير الدنيوي لهما قدر الاستطاعة وقد دلّ على ذلك قوله -تعالى-:(فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا* وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا).