متعة الفلامينكو بلغت ذروتها مساء أول من أمس، مع راقصي «فرقة أنطونيو غاديس» الذين غزوا مسرح «قصر بيت الدين» أكثر من ساعة ونصف، بسحر قاماتهم الممشوقة المشدودة كالرماح، وخبطات كعوبهم، وليونة أجسادهم، وقدراتها التعبيرية الساحرة. ما يقارب 30 راقصاً وراقصة جاءوا إلى جبل لبنان، إلى هذا المكان العابق بالتاريخ والفن، حاملين إرث معلمهم الراحل أنطونيو غاديس (توفي عام 2004)، وتحديداً ذاك العمل الذي تحول إلى واحد من أشهر كلاسيكيات الفرقة، وأكثرها شهرة. منذ عام 1974 جال «عرس الدم» المأخوذ عن نص فيديريكو غارسيا لوركا، مسارح كثيرة في العالم، وفي بيت الدين كانت العروس العاشقة بثوبها الأبيض، وطرحتها، وبوكيه الورد، وحبيبها المتزوج الذي يغني لها عشقاً، والرجل الذي تقترن به غصباً. ثم بدأت القصة تذهب إلى تعقيداتها الأكثر تراجيدية، بهروب الحبيبين إلى الغابة، ولحاق الجمع بهما، مع الزوج المستشيط غضباً للثأر لهذه الخديعة الكبرى. أنمار رحمة الله : العازف – الناقد العراقي. كل هذا رقصاً وغناء وموسيقى، تتراوح بين الاحتفال الجماعي بالعرس، ومشاهد العشق الثنائي. ويذهب المتفرج إلى تلوينات من المشاعر التي تتراقص أجساداً على المسرح. وفي المشهد الأخير تصل البلاغة البدنية غايتها، بالصراع بين الرجلين اللذين يتنازعان أمام الحبيبة، بمشهد السكين التي تلتمع والأجساد التي تتهاوى، وفجيعة الفستان الأبيض وقد اتشح ببقع الدم.
فأقسم أن لا يمضي عام من عمره حتى تطأ قدماه أرضها،ويجسُّ سمعَه لحنُها. عازف الكمان وقف مشدوها حين أثار المشهد في قلبه الفضول. أستمر ماشياً على مهل يرقب الخطى المتعبة،والوجوه الذابلة.. سأل العازف رجلاً مسرعاً فلم يجبه،ولما أدار الرجل للعازف ظهرَه، فغر العازف فاه ورفع حاجبيه حين رآه بلا أذنين!. (عجيب..! ) تمتم العازف، ظل يبحث عن إنسان يملك أذناً ولكن عبثاً يحاول. وحين داهمه اليأس جلس على حجر عريض،وفي قلبه ألف سؤال. حتى أن الرغبة في مواصلة مسيره صوب غابة النغم قد اختفت فجأة، تأخذه وتأتي به فكرة المكوث أياماً في هذه القرية. تركيا تقصف أهدافا للنظام السوري ومقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال حَلَب السورية والرياض تؤكد نشر طائرات حربية في قاعدة إنجرليك التركية. ورغبة في إعلان نبوءة النغم على هؤلاء القوم. فتح سحّاب حقيبته،وطالعَ كمانه هامساً:(كن جاهزاً يا صديقي). (سأحاول)... همس عازف الكمان في نفسه مصمماً ، وفاء منه للموسيقى،وتصديقاً لما اعتقده من لذة النغم ولذة الإنصات. كان على الدوام ،وطوال الأسابيع التي قضاها في القرية،يحاول إقناعهم بضرورة السمع. كان عازف الكمان يكرر بين أصدقائه (الموسيقى هي الدين الوحيد الذي آمن به كل سكّان الأرض بلا أنبياء). حتى أتعبته لغة الإشارة،ونال من تصميمه عنادُ أهل القرية وجفاؤهم. وكان يحدث نفسه بين الحين والحين(كيف للأصابع أن تحلَّ محل اللسان؟.
الذي حقّق القيمةَ الدّلالية و الجَمالية، في بِضعة أسْطر. تحياتي / مسلك المصدر:
أصوات النساء تعلو على أصوات الرجال في ترديد كلمات أغاني القيصر فتتبين من انفعالاتهن أن هوسهن بالقيصر نابع من كلمات أغانيه وإسهابه في التغزل بالأنثى وإجادته دور "قيس" الساكن داخل "ليلى"، وقد برع الساهر في استمالة النساء العربيات عمومًا والتونسيات خصوصًا، من خلال إسماعهن كلمات عشق قد تغيب غالبًا عن معجم الرجل الشرقي. الساهر الذي تغزّل بالمرأة في كلمات أغنيته وتلا صلوات الحب على ركح قرطاج لم يثن جمهوره من الغزل قائلًا "توحّشتكم برشا برشا وأبّي أسهر معاكم"، وطلب منهم "سلفي" فردّوا بالموافقة ولم يتردّد كاظم في دعوة طفلة صغيرة إلى الركح لتغني معه "علمني حبك". وبعد أن غنى "يا حلوة أنت يا تونس" التي اهتزت لها مدارج قرطاج بالتصفيق والهتاف، أعلن الساهر بأغنية "قولي أحبّك" عن نهاية ليلة عزف فيها ألحان الحب على أوتار التونسيات. مهرجان "سيكا جاز" بتونس.. حين يصدح المغرب العربي بالموسيقى. اقرأ/ي أيضًا: تأجيل مهرجان الجاز بطبرقة إلى موفى شهر أوت القادم قيل إنها موجهة للشباب الموهوب: برمجة الدورة 54 لمهرجان الحمامات الدولي
هم منهمكون وجادون في أن يخرج جيلاً يشبههم في هذه الليلة. وعازف الكمان جادٌّ أيضاً في إكمال عزفه ،وإلقاء ألحانه. وحين أزف الوقت ،وحانت اللحظة. انطلق العازف مغادراً القرية من الباب التي دخل منها. خرج من القرية ملتحفاً ظلام الكون،ونسائم الغابة المجاورة ،منطلقاً صوب(غابة النغم)،تاركاً خلفه الغرف التي بدأت تطفئ أضواءها بالتدريج. بعد أن خفت تأوه الأسرة ،وصرير الأجسام العارية. تاركاً خلفه مشهد القرية وهي تغفو. في صباح اليوم التالي،جاءت الشمس مهرولة على غير عادتها،حيث أثار ولهها تغريد البلابلُ،وزقزقة الطيور،وأنغام السواقي ،وموسيقى الريح ،وأجراس الأثمار المعلقة كالنواقيس على الشجر. صحت القرية من غفوتها، وحين لم تجد العازف ،ارتاح أهلها من ذلك الغريب،وتجدد يومهم بهاء وصار عيدهم عيدين (عيد الصرخة وعيد طرد العازف). هرع الرجال والنساء إلى الحمامات،عالقة في أذهانهم دقائق الأمس. يتبادلون بكلمات إيمائية حكاياتٍ عن بطولاتهم في بواطن الغرف. النساء تجمعن أفواجاً ودلفن إلى الحمامات،تتفاخر كلُّ واحدة على صاحبتها بأنها الأفضل،والأجمل ،والأكثر شبقاً وراحة في المضاجعة. لم يعلمنّ... لم يتوقّعن أن أرحامهنّ تحمل أجنة، ستنبت بعد أشهر على رؤوسها صواوينُ صغيرات.
«محمد» موهبة فريدة لا يمتلكها الكثير من أقرانه، تربى على حب الفن والغناء من والده الذي يملك فرقة غناء شعبية في الأفراح.