اقرأ أيضا: التنورة التراثية تشعل حماس الجماهير بسور القاهرة الشمالي
بعد ذلك قام رزق بالفعل بإرسال الأم وطفلها إلى منزل والدها، وأرسل معهم أحد أتباعه وهو الشيخ منيع. وهم متجهين إلى مكة المكرمة يشاء القدر أن يتقابلوا مع أمير بني الزحلان وهو الأمير الفضل بن بيسم. حينها طلب منهم أن يخبروه بقصتهم، وقاموا بسردها عليه، فحزن الأمير عندما سمع القصة. وعرض على والدة الهلالي سلامة أن تكون في ضيافته. فقبلت الأم بذلك، خوفًا منها من مواجهة أخوال طفلها، حيث رحب هذا الأمير بضيافتها هي وابنها. وقام بتبني الهلالي، واعتبره واحدًا من أبنائه، وقام بتغيير أسمه ولقبه باسم الأمير بركات. مقالات قد تعجبك: قد يهمك: قصة قصيرة عن الأمانة للأطفال المدارس التي التحق بها أبي زيد الهلالي ألحقه الأمير فضل بن بيسم بمدارس الأمراء المتواجدة في قبيلة بني الزحلان، باعتباره ابن من أبناءه. حيث إنه اتصف في تلك الفترة بالقوة والطيش، فالأمر هذا لم يجلب له إلا الكثير من المشاكل. في مرة من المرات قام مدرس في مدرسة أبي زيد الهلالي بضرب أخ له بالتبني. حينها قام الهلالي بضرب ذلك المدرس حتى الموت، ومنذ تلك اللحظة أبتعد عنه أقرانه. وأصبح جميع الناس بالقبيلة يخافون على أبناءهم من التقرب إليه. قصه ابو زيد الهلالي جابر ابو. لهذا السبب لجأ الهلالي لإكمال دراسته بمفرده.
وفي اليوم السابع "أي يوم السبوع" أدب لضيوفه مأدبة فاخرة، ثم أحضر الطفل بعد ذلك أمامهم حسب العادة. فحملته جارية وهو مغطى بمنديل على صينية من الفضة. ونقطه الضيوف بالنقود الذهبية والفضية، حسب العادة المتبعة، ثم رفع أحدهم المنديل، فظهر أن الولد اسود. وكان الأمير رزق طول الاحتفال خارج الخيمة، يساوره الهم والحزن فأقبل عليه أصدقاؤه يلومونه لوماً عنيفاً على محاولته إخفاء هذا الخزي الذي يتصورونه، ولإبقائه على امرأة غير عفيفة مثل زوجته، وأكرهوه على تطليقها حتى لا يجر العار بسببها على قبيلته. فأرسلها هي وابنها وبعضاً من جواريه، اللائي استأذن في البقاء معها، في حراسة شيخ يسمى منيعاً، إلى أبيها بمكة. قصة أبو زيد الهلالي - مقال. وضربت الجماعة خيامها في واد أثناء السفر. فتوسلت الأميرة خضرة، إلى الشيخ منيع أن يسمح لها بالبقاء في هذا المكان، لأنها تخشى العودة إلى منزل أبيها في مثل هذه الظروف. وحدث أن مر بهم أثناء ذلك الأمير فضل بن بيسم، زعيم قبيلة الزحلان، وسمع قصتها، فقرر حمايتها. ثم انصرف إلى خيمته، وأرسل زوجته الأميرة لعج البهية لتحضر الأميرة خضرة وابنها وجواريها، وتبنّى الأمير فضل الولد، ورباه مع ولديه، وتعهده بالرعاية الأبوية.