سماحة الشيخ محمّد صنقور معنى قوله تعالى: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء.. ﴾ السؤال: قوله تعالى: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾ (1) هل معنى ذلك أنَّه يصحُّ الإكراه لهنَّ إذا لم يُردن تحصُّنا؟! الجواب: المرادُ من الفتيات في الآية المباركة هي الإماء كما أنَّ المراد من الفتيان في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ.. ﴾ (2) هم العبيد، وكذلك هو معنى الفتى في قوله تعالى: ﴿امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ﴾ (3) فإنَّ معنى الفتى هو العبد والمقصود به في الآية هو يوسف (ع) حيث أنَّه كان مُستعبَداً للعزيز وزوجته، فليس المرادُ من قوله: "فتياتكم" هو بناتكم كما قد يُتوهَّم بل المراد إماؤكم المُستعبَدات. وأما المرادُ من البغاء فهو الزنا والفجور، والمراد من التحصُّن هو التعفُّف عن الزنا. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النور - قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا - الجزء رقم19. والآيةُ المباركة كانت بصدد الردع والمعالجة لظاهرةٍ متناهيةٍ في القبح كانت سائدة بين عرب الجاهليَّة، وهي أنَّ بعض المتموِّلين منهم كانوا يشترون الإماء ويتَّخذون منهنَّ بغايا لغرض التكسُّب، وكانوا يُقسِرونَ كلَّ من أرادت منهنَّ التمنُّع والتعَّفف عن هذا الفعل الشنيع.
وفي الآية إشارة لحال من أكره أمته ، وإيماء إلى وعيده ، وسوء منزلته. قال الطيبي رحمه الله: ".. وعيدٌ شديد، وتهديدٌ عظيمٌ للمكرِه. وذلك الغفران والرحمة تعريضٌ... يعني: انتبهوا أيها المكرهون، أنهن مع كونهن مكرَهاتٍ بنحو القتل وإتلاف العضو، يؤاخذن على ما أُكْرهن ؛ لولا أن الله غفورٌ رحيمٌ ، فيتجاوز عنهن ؛ فكيف بمن يكرههن ". انتهى، من "حاشية الطيبي على الكشاف" (11/84). ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء. وقال ابن عجيبة ، رحمه الله: يقول الحق جل جلاله: (ولا تُكْرهُوا فتياتكم) أي: إِمَاءَكُمْ ، يقال للعبد: فتى ، وللأمة: فتاة. والجمع: فتيات. (على البغاء) أي: الزنا ، وهو خاص بزنا النساء. كان لابن أُبيِّ ست جوار: مُعَاذَة، ومُسَيْكَة ، وأميمة، وعَمْرَة ، وأَرْوَى ، وقُتَيْلَة ، وكان يكرههن ، ويضرب عليهن الضرائب لذلك ، فشكتِ ثنتان منهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الآية. وقوله تعالى: (إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) أي: تعففاً ؛ ليس قيداً في النهي عن الإكراه ، بل جرى على سبب النزول. فالإكراه: إنما يُتَصَوَّرُ مع إرادة التَّحَصُّنِ ؛ لأن المطيعة لا تسمى مكرهة. ثم خصوص السبب ، لا يُوجب تخصيص الحُكم على صورة السبب ؛ فلا يختص النهي عن الإكراه بإرادة التعفف ، وكذلك الأمر بالزنا ، والإذن فيه: لا يُبَاحُ ، ولا يجوز شيء من ذلك للسيد ، وما يقبض من تلك الناحية سُحْتٌ وربا.
على حسب بحثي كلمة البغاء في القران على مستوى الجذركلمة بغى في القران لم تأتي ولا مرة واحدة بمعنى الزنى و مشتقاتها فهى إما أتت تحمل أحد المعاني التالية: فساد - ظلم - اعتداء - طلب الشئ كلمة البغاء = طالبين الزواج = الذين يبتغون الكتاب سورة النور اية 32 و33 تتكلم في الزواج والحث والترغيب فيه والإعانة وعدم الاكراه عليه.
والبغاء ظاهرة جاء الإسلام فوجدها منتشرة، فكان الرجل الذي يملك مجموعة من الإماء ينصب لهُنّ راية تدل عليهن، ويأتيهن الشباب ويقبض هو الثمن، ومن هؤلاء عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس النفاق ، وفيه نزلت هذه الآية. أنَّ جاريةً لعبدِاللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سلولٍ يقال لها: مُسَيكَةُ. الدرر السنية. وأخرى يقال لها: أُمَيمةُ. فكان يُكرههما على الزِّنى. فشكَتَا ذلك إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأنزل اللهُ: وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ ، إلى قوله: غَفُورٌ رَحِيمٌ. الراوي: جابر بن عبدالله | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 3029 | خلاصة حكم المحدث: صحيح |.
روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية قال: مكث رسول الله 6 بمكة عشر سنين بعد ما أوحى الله إليه ، خائفا هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سرا وعلانية ، ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين ، يصبحون في السلاح ويمسون في السلاح ، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله ، ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ، ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول الله 6: «لن تلبثوا إلا يسيرا حتى يجلس الرجل [١] رواه مسلم في صحيحه: التفسير ، باب: في قوله تعالى: ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) ، رقم: ٣٠٢٩ ، والنيسابوري ٢٧٢ ، وزاد المسير ، ج ٦ / ٣٨ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٢٨٨. [٢] النيسابوري ٢٧٤ ، وروى نحوه ابن كثير في تفسيره ، ج ٣ / ٢٨٩. وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء .. سورة النورة الآية 33 | وما ارسلناك الا رحمة للعالم. [٣] يحيف: يجور ، من الحيف وهو الجور والميل. [٤] انظر سبب نزول الآية ٦٠ من السورة المذكور. الدر المنثور ، ج ٢ / ١٧٩ ، نحو هذا الخبر.
ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء - YouTube