وبهذا فإن طرفة بمجرد أن تفتّح وعيه على العالم، صار يعيش حالة اللامنتمي، أي ذلك الإنسان الرافض لكل ما حوله، الباحث عن ملذاته وحياته الخاصة جدا، لا يجد نفسه سوى بالسفر والتنقل والملذات والشراب، حيث سافر من أطراف المحرق (البحرين حاليا) إلى أطراف جزيرة العرب، وقد أكسبه التنقل والحياة الطليقة خبرة بأحوال الناس والوجود. وله شقيق اسمه معبد، لم يقف معه هو الآخر، فقد رأى فيه لاهيا وليس مسؤولا، لا يقدر على صيانة الإبل والمرعى، وربما كان الأمر غير ذلك من مؤامرة الإرث والتغول على حقوق الأخ الشقيق، والإحساس بالنقص أمام إنسان أعمق وعيا بالوجود. وظلم ذوي القربى اشد مضاضة قصيدة. ومعلقة طرفة ليست إلا تصويراً لهذه العذابات لإنسان شريد، استبدل بالجدية التهكم من كل شيء، بفلسفة عميقة في الحياة، حتى إنه رأى نفسه كالذي أصيب بالجرب ويجب إبعاده بعد أن يتم مسح جلده بالقار "الزيت" علاجا له، كأنه واحدة من تلك القطيع أو الإبل الجرباء التي تصيب أخواتها بالعدوى. وفي تطوافه وصل إلى الحيرة بجنوب وسط العراق، حيث وجد ملاذا مؤقتا عند ملكها عمرو بن هند وأصبح من ندمائه، لكن ذلك الشاب الذي لا يعرف الركون للهدوء هجا الملك، ما أدى إلى الانتقام منه حيث قتله المكعبر ملك المحرق فيما بعد، في مؤامرة لا تزال تفاصيلها غير واضحة إلى اليوم.
In Stock وظُلم ذَوِي القُربى المؤلف: حمد بن عبد العزيز الكواري التنسيق: غلاف عادي الترقيم الدولي: 9789927137518 تاريخ النشر: 2019 الوصف يعرض الكتاب لتجربة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري في انتخابات اليونسكو عام 2017، منطلقا من أهمية الحضارة الإسلامية والعربية وإسهاماتها في العلوم الإنسانية في العصور الوسطى ودورها الحضاري عبر القرون وهو الأمر الذي يجدر معه أن تتولى الثقافة العربية والإسلامية إدارة المنظمة العالمية للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو ". يتناول الكتاب رحلات الدكتور حمد وجولاته وخطاباته التي سبقت الانتخابات وبرنامجه الانتخابي وخطته لتطوير اليونسكو، والأسباب التي صاحبت خروجه المشرف من سباق الانتخابات، وأهمها الظلم والمؤامرات التي تعرض لها من ذوي القربى دول الحصار الخليجية ومصر لأجل تنحيته عن السباق الانتخابي، وهو الأمر الذي ضيع على العرب فرصة توليهم لإدارة منظمة اليونسكو في دورة أجمع أعضاء اليونسكو على أنها دورة العرب، لاسيما أن المجموعات الإقليمية في اليونسكو جميعا قد تولت إدارة المنظمة إلا المجموعة العربية التي كانت الفرصة سانحة لها، لكنها لم تتحد على مرشح واحد.