حديث: لا تغضب شرح سبعون حديثًا (2) 2 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: ((لا تغضب))، فردد مرارًا، قال: ((لا تغضب))؛ رواه البخاري. شرح الحديث: هذا من أحاديث الآداب العظيمة؛ حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل سأله: أوصني، قال: ((لا تَغضب)). والسؤال بالوصية حصل مرارًا من عدد من الصحابة - رضوان الله عليهم - يسألون المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فمرة قال مثل ما هنا: ((لا تغضب))، ورجل قال له: أوصني، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)). وتكرَّر السؤال واختلفت الإجابة؛ قال العلماء: اختلاف الإجابة يُحمل على أحد تفسيرين: الأول: أنه - عليه الصلاة والسلام - نوَّع الإجابة بحسب ما يعلمه عن السائل؛ فالسائل الذي يحتاج إلى الذكر، أرشده للذكر، والذي يحتاج إلى ألا يغضب، أرشده إلى عدم الغضب. والقول الثاني: أنه نوَّع الإجابة؛ لتتنوَّع خصال الخير في الوصايا للأمة؛ لأن كل واحد سينقل ما أوصى به النبي - عليه الصلاة والسلام - فتتنوع الإجابة، وكل مَن قال: أوصني محتاج لكل جواب. لكن لم يكثر النبي - عليه الصلاة والسلام - الوصايا بأن قال: لا تغضب، ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله، وكذا وكذا؛ حتى لا تَكثُر عليه المسائل، فإفادة من طلب الوصية بشيء واحد، أدعى للاهتمام، ولتطبيقه لتلك الوصية، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لا تغضب))، هذا أيضًا له مرتبتان: المرتبة الأولى: لا تغضب وإذا أتت دواعي الغضب، فاكظِم غضبك، واكظم غيظك، وهذا جاءت فيه آيات، ومنها قول الله - جل وعلا -: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134].
عائض القرني التنمية البشرية وتطوير الذات الصفحات 264 اللغة العربية الحجم MB 2. 56 التحميلات 1 831 نوع الملف PDF التقييمات ( 0) المراجعات ( 0) أضف إلى مكتبتي قيِّم هذا الكتاب لمحة عن الكتاب كتاب لا تغضب عبارة عن نصائح وقصص تتكلم عن الغضب واهمية ضبط النفس مدعوم بقصص عن الصحابة و العلماء والانبياء و بأدلة من القرآن الكريم و السنة النبوية تحميل الكتاب تصفح الكتاب أضف مراجعة شارك الكتاب مع اصدقائك كتب ذات صلة كتاب كيف تتحدث إلى أي شخص (0) كتاب أربعون 40 أحمد الشقيري (81) كتاب قوة السحر: كيف تكسب أي شخص إلى صفك في أي موقف كتاب كيف تقرأ شخصا مثل الكتاب (12) كتب أخرى لعائض القرني كتاب لا تحزن كتاب روائع السيرة كتاب احفظ الله يحفظك كتاب لا تيأس لا توجد أي مراجعات حاليا أضف مراجعة
لا تغضب حكم عقلك ❤️❤️ - YouTube
لأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه - من السِّباب وغيره - ما يندم عليه بعد زوال الغضب. قال مورِّقٌ العجلي - رحمه الله: (ما امتلأتُ غيظاً قطُّ، ولا تكلَّمتُ في عضبٍ قطُّ، بما أندمُ عليه إذا رضيتُ). وكَبْحُ الغضبِ يحتاج إلى جهادٍ وقوةٍ، وتَحَكُّمٍ في الذَّات ؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» رواه البخاري ومسلم. فالشديد القوي هو الذي يَصْرَع نفسَه إذا صارعته وغَضِب، مَلَكَها وتَحَكَّم فيها، فهذه هي القوة الحقيقة؛ قوةٌ داخلية ٌ معنوية يتغلب بها الإنسان على نفسِه وهواه، ووساوس الشيطان. قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله: (قد أَفْلح مَنْ عُصِم من الهوى، والغضب، والطمع). والأفضلُ لِمَنْ كان غاضباً أنْ يجلس، فإنْ ذَهَبَ عنه الغضب؛ وإلاَّ فليضجع. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ؛ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ » صحيح - رواه أحمد. ومِمَّا يُكافأ به مَنْ كَظَمَ غيظَه وغضبَه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ » حسن - رواه أبو داود.