[١٢] فمن حرص الإسلام على وجود التعاون والتآخي بين المسلمين جعل صلح المسلم بين إخوانه صدقةً يؤجر عليها، وإعانة الرجل أخيه في حمل متاعه صدقة، وحتى التبسم والكلمة الطيبة صدقة، وذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل من ضمن ذلك، فالتعاون بين المسلمين ومساعدتهم لبعضهم صدقات يؤجر عليها المسلم. [١٢] ما هي العبرة المستفادة من حديث: كل سلامى عليه صدقة؟ أن الإسلام حثَ على التعاون بين المسلمين عن طريق جعل مظاهر التكافل والتعاون بينهم صدقات يؤجرون عليها. [١٢] المراجع [+] ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:2586، حديث صحيح. ^ أ ب ت موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم ، صفحة 59. حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية:2 ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جرير بن عبدالله وأبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6597، حديث صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2564، حديث صحيح. ^ أ ب عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود ، صفحة 15. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:883، حديث صحيح. ^ أ ب محمد الأمين الهرري، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم ، صفحة 405.
أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، (4/ 1999)، برقم: (2586)، والبخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، (8/ 10) برقم: (6011)، بلفظ: ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى. أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (1/ 14)، رقم: (13)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير (1/ 67)، رقم: (45). أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، وأن محبة المؤمنين من الإيمان، وأن إفشاء السلام سبب لحصولها (1/ 74) برقم: (54). الدرر السنية. أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، (4/ 2000) برقم: (67).
وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا، إذْ جاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ، أوْ طالِبُ حاجَةٍ، أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ فقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسانِ نَبِيِّهِ ما شاءَ". حديث مثل المؤمنين في توادهم. [٩] يؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ضرورة تماسك المسلمين، فشبهَهم بالبنيان، بقربه وتراصه من بعضه وقد شبك بين أصابعه ليبين لهم ضرورة ترابطهم وتعاونهم، فلا يمكن للبنيان إذا انفصلت منه لبنة أن تبقى قوية ومتماسكة، وكذلك المسلم يجب عليه أن يكون فردًا نافعًا في مجتمعه الإسلامي، فينفع نفسه وغيره. [١٠] ما هي العبرة المستفادة من حديث: المؤمن للمؤمن كالبنيان؟ يجب على المسلمين أن يكونوا متكاتفين فيما بينهم قريبين من بعضهم. [١٠] حديث: كل سلامى عليه صدقة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كُلُّ سُلامَى عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ، يُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، يُحامِلُهُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ، وكُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ودَلُّ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ". [١١] يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن كل مفصل في جسم الإنسان عليه صدقة ، فيجب على المسلم أن يخرج في كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة بعدد مفاصل جسده شكرًا لله تعالى على نعمه، وبما أنَّ الصدقة بالمال لا يستطيع الناس جميعهم إخراجها جعل الإسلام الصدقة بأمر أسهل من المال، فجعل العدل والصُلح بين الناس صدقة.
تاريخ النشر: السبت 14 ربيع الأول 1431 هـ - 27-2-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 132566 161039 0 323 السؤال أطلب من سيادتكم شرح الحديث التالي{عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال{قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ)رواه مسلم. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا الحديث صحيح- كما أشرت- وقد شبه فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- المؤمنين بالجسد الواحد، وهو غاية التضامن والتآلف والتحابب. ووجه التشبيه فيه التوافق في التعب والراحة وتداعي بعضه بعضا إلى المشاركة في كل ما يلم به. جا في فتح الباري للحافظ ابن حجر:.. فتشبيهه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح، وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرئية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضا.. وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين رقم: 32403 ، 63260. حديث نبوي عن التعاون - سطور. والله أعلم.
من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين) ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)؛ ( رواه مسلم: 4/1999، وأحمد: 4/70). يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يجب أن يكون عليه حال الأمة المسلمة من تواد وتراحم وتعاطف، فيأمرنا صلى الله عليه وسلم أن نتوادَّ ونتعاطف ونتراحم، ولكي نفقه إلى أي درجة يكون هذا الترابط والتعاطف، ضرب لنا صلى الله عليه وسلم مثالًا بالجسد الواحد وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه، ووصف لنا ما يحدث عند الشكوى من أن الجسم يتداعى كله بالسهر والحمى، من أجل هذا العضو، وأن الجسم لا يزال يتداعى حتى تتوقف شكوى ذلك العضو. والنبي صلى الله عليه وسلم بما أُوتي من جوامع الكلم وصف لنا ما يحدث في جملة شرطية قصيرة، فعل الشرط فيها: اشتكى، وجواب الشرط: تداعى. مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم - الكلم الطيب. وجه المطابقة بين الحديث وما توصل إليه الطب: علميًا: في إخباره صلى الله عليه وسلم بحقيقة ما يحدث في الجسم البشري والذي لم يكشف عنه العلم إلا حديثًا في السنوات الأخيرة. فهل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا لم يكن يعرفه أهل العلم في زمانه؟!
في بعض البيئات لربما الواحد في ليلة الزواج -وقد حدثني بعضهم عما فعل هو- يأتي بهرة ويفصل رأسها عن جسدها بيده حينما يدخل على امرأته، لماذا؟ ليوصل رسالة لهذه المرأة المسكينة أنه قاسٍ، في منتهى القسوة، وأنه ليس في قلبه رحمة. أحدهم يقول في ليلة الدخول: قالت: أريد ماما، فأعطيتها قلمًا، يعني ضربها على وجهها بيده، فهذا ما يجوز. شرح حديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم. لربما يلقنونه مثل هذا الكلام، ويقال للمعلم كذلك: انتبه، الطلاب، الرمح على أول ركزة، انتبه، ادخل على الطلاب وأنت في غاية الشدة والقسوة، أبداً، أبداً. ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ هو سيظهر على حقيقته فيما بعد، إن كان ضعيف الشخصية سيظهر، وإن كان قوي الشخصية سيظهر، يبقى الإنسان على سجيته، ولا ينبغي للإنسان أن يندفع في البداية فيقول لامرأته كل ما عنده من مشاعر في ليلة واحدة، ثم بعد ذلك يبدأ يقسط لها الأخلاق السيئة، هذا غلط، يبدأ بداية جميلة وطيبة ثم بعد ذلك يقسط عليها أخلاقه الجميلة، فكل يوم ترى منه كمالاً جديداً، كل يوم ترى منه خلقاً جديداً، فكل يوم في ارتقاء، هذا هو الصحيح، وبعض الناس يكون عنده نوع اندفاع فيأتي بما عنده وبما جمعه، ثم بعد ذلك يبدأ بالعد التنازلي، وهذا خطأ.