الرئيسية إسلاميات متنوعة 09:04 م الجمعة 09 أبريل 2021 مصطفى حسني يوضح معنى "البرزخ" وأين كان الإنسان قبل كتبت – آمال سامي: "يعني إيه برزخ وكنا فين قبل ما نتولد؟"، هكذا تلقى مصطفى حسني الداعية الإسلامي، سؤالًا من إحدى متابعيه، حول حياة الإنسان قبل أن يولد، ومعنى كلمة برزخ، ليعرف حسني معنى الكلمة ذاكرًا أنها قد وردت عدة مرات في القرآن الكريم، قائلًا عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، أن البرزخ هو المكان الفاصل بين مكانين أو زمانين. وضرب حسني مثالًا على كلمة برزخ بالمعنيين من القرآن الكريم، فوردت بمعناها المكاني في سورة الرحمن: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ}، فالبرزخ هنا هو مكان يفصل بين البحور والأنهار، أما قوله: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فيقول حسني أن كلمة البرزخ فيها تحمل بعد الوقت، وهي الفترة التي نقضيها في القبور حتى الانتقال للحياة الأخرى.
معنى البرزخ لمعرفة معنى " البرزخ " في المصطلح الديني لا بُدَّ و إن نعرف المعنى اللغوي له أولاً ، و إذا ما راجعنا كتب اللغة و جدنا أن " البرزخ " هو: الحاجز بين الشيئين ، و المانع من اختلاطهما و امتزاجهما 1. البرزخ في القران الكريم لقد جاء ذكر البرزخ في القرآن الكريم في مواضع ثلاث كلها بالمعنى المتقدم ، أما الآيات فهي: 1. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾ 2. 2. و قال تعالى أيضاً: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ 3. 3. ما معنى كلمة برزخ - منبع الحلول. و قال عَزَّ و جَلَّ أيضاً: ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ 4. ثم إن القرآن الكريم استعمل هذه اللفظة لبيان أن هناك عالَماً آخراً يفصل بين الدنيا و الآخرة يمرُّ به الإنسان ، إذ قال: " و من و رائهم برزخ... ". و الأحاديث الشريفة على غرار هذه الآية تؤكد على أن " البرزخ " هو الوقت الفاصل بين حياة الإنسان في عالم الدنيا و بين نشأته في عالم الآخرة ، أي من وقت موته إلى حين بعثه في يوم القيامة.
وفي التأكيد على ما قيل فيما يَلقَاه الكافر من عذاب في حياته البرزخية أشار الإمام الصادق -عليه السلام- قائلًا: " إِنَّ لِلْقَبْرِ كَلَامًا فِي كُلِّ يَوْمٍ، يَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ، أَنَا بَيْتُ الْوَحْشَةِ، أَنَا بَيْتُ الدُّودِ، أَنَا الْقَبْرُ، أَنَا رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ "، بمعنى أن حياة البرزخ تتناسب مع ما قدّمه الإنسان من أعمال في حياته، فمن كان صالحًا تقيًّا كانت حالته في حياة البرزخ يسرة وجيدة، ومن كان منافقًا فاسدًا كانت حياته البرزخية شديدة [٤]. مواضع ذكر البرزخ في القرآن الكريم وَرَدَ ذكر البرزخ في القرآن الكريم في 3 مواضع، وهي على النحو التالي [٤]: سورة الرحمن: { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن: 19-20]. معنى : البرزخ. سورة الفرقان: { وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 53]. سورة المؤمنون: { لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 100].
قاموس ترجمان بَرْزَخٌ ☲ وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إلى يَوْمِ يُبْعَثونَ. (قرآن): حائِلٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرَّجْعَةِ، الحاجِزُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. بَرْزَخٌ قِطْعَةُ أَرْضٍ ضَيِّقَةٌ، مَحْصورَةٌ بَيْنَ بَحْرَيْنِ، مُوصِلَةٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ، بَرَّيْنِ. بَرْزَخ ☲ قطعة أرض ضيقة محصورة بين بحرين، موصِّلة بين أرضين. بَرْزَخ الفترة الممتدة من موت الإنسان إلى بعثه وذلك عند النفخة الثانية. بَرْزَخِيّ ☲ متعلق بالفترة من وقت الموت إلى يوم البعث، منسوب إلى برْزَخ. كتاب العين برزخ: البَرْزَخُ: ما بين كل شيئين. والميت في البَرْزَخِ، لأنه بين الدنيا والآخرة. وبَرازِخُ الإيمان: ما بين الشك واليقين. والبَرْزَخُ: أمد ما بين الدنيا والآخرة بعد فناء الخلق. وما بين الظل والشمس بَرْزَخٌ. ويقال: البَرْزَخ فسحة ما بين الجنة والنار. تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب برزخ: البرزخ: القبر؛ لأنه حاجز بين الدنيا والآخرة. المفردات في غريب القرآن برزخ البَرْزَخ: الحاجز والحدّ بين الشيئين، وقيل: أصله برزه فعرّب، وقوله تعالى: بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ [الرحمن/ 20] ، والبرزخ في القيامة: الحائل بين الإنسان وبين بلوغ المنازل الرفيعة في الآخرة، وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة في قوله عزّ وجل: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ [البلد/ 11] ، قال تعالى: وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون/ 100] ، وتلك العقبة موانع من أحوال لا يصل إليها إلا الصالحون.
يصف الله سبحانه و تعالى الحياة البرزخية للكافرين و المجرمين لا سيما آل فرعون بقوله: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ 7 ، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون على النار صباحا و مساءً قبل يوم القيامة ، و أما بعدها فيقحمون في النار ، لقول الله تعالى ﴿... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ 7 " و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ". 4. إن الحياة البرزخية للشهداء فيصفها الله تعالى بقوله: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ 8 ، و في آية أخرى يصف حالة الشهداء في الحياة البرزخية بأنها حالة فرح و سرور حيث يقول: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ 9. 5. إن حالة النعيم التي يعيشها المؤمنون في الحياة البرزخية رغم أهميتها و كونها من قبيل نعم الجنة ، لكنها لا تصل إلى مستوى تلك النعم ، كذلك عذاب العصاة و الكافرين من أهل البرزخ رغم كونه عذاباً أليماً إلا أنه بالقياس إلى ما سيلاقونه من عذاب الآخرة في نار جهنم لا يُعدّ شيئاً.
ومن الجدير بالذكر هنا، اتّفاق أهل السنّة على أن كل البشر يُسألون بعد موتهم، سواءً أودِعوا القبر أو لم يودَعوا فيه، أو من تمزّقت أعضاؤه، أو أكله السّبع ولم يُدفن، أو مات حريقًا، أو غريقًا، فلا بدّ لكل البشر أن يُسألوا ويُجازوا بأعمالهم. وَصَفَ الله تعالى حياة البرزخ للكافر والمجرم، بالأخص آل فرعون، فقال عز وجل: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [سورة غافر: 46]، أي أنّ آل فرعون يُعرضون على نار جهنم في الصباح والمساء إلى يوم القيامة حيث يُدخلون إلى النار، بينما وَصَفَ حياة البرزخ للشهداء بأنها فرح وسعادة وسرور، فقال عز وجل: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170]. وكان الرسول -صل الله عليه وسلم- يقول بعد الانتهاء من دفن الميت: (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيتَ فإنه الآنَ يُسألُ) [١] ، أمّا اسم الملكين فقد وَرَدَ في حديث أبو هريرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (إذا قُبرَ أحدُكم، أو الإنسانُ آتاه ملَكانِ أسوَدانِ أزرقانِ، يُقالُ لأحدِهما المنكَرُ وللآخرِ: النَّكيرُ) [٢] [٣] [٤] [٥].