قال ربّنا جلّ ذكره:- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة: 119]. {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأنفال: 53]. وقال عزّ وجلّ:- {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [سورة الشورى: 30]. واحْذَرْ فإنَّ الذنوب سبب لسوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى، فالعبد العاصي قد تخونه جوارحه وقلبه ولسانه عند احتضاره وقرب أجله، في وقت هو أحوج ما يكون لنطق الشهادَتَيْنِ. تفسير اية الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا - Blog. قال مولانا تقدّست أسماؤه:- {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [سورة الأنعام: 44]. ومعنى مُبْلِسُوْنَ: أي: آيِسُوْنَ. ويقول سيّدنا الصادق المصدوق صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:- (إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ، حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}) الإمام أحمد رحمه الله جلّ ذكره.
و توفّيت ميمونة ولها من العمر واحد و خمسون سنة، وذلك في السنة الواحدة والسّتين من الهجرة، وفي رواية أنها ماتت في العام الثالث والستين، وصلّى عليها عبد الله بن العباس و عدد آخر من الصحابة. وقبيل وفاتها كانت ميمونة في زيارة لمكَّة و لكنّها خرجت منها قبل وفاتها لأن النبي أخبرها أنها لا تموت بمكة، وقد توفيت في خلافة معاوية.
قال تعالى:- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [سورة فاطر: 28]. وقال:- {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [سورة الزمر: 9]. ماذا تنتظرين؟!. وأرجو الاطلاع على جواب السؤال إحالات عن التوبة ( 2298) في هذا الموقع الأغرّ. والله تبارك اسمه أعلم. وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل المجد والسؤدد.
فتوعَّد تعالى من ألحد فيها بأنه لا يخفى عليه، بل هو مطلع على ظاهره وباطنه، وسيجازيه على إلحاده بما كان يعمل، ولهذا قال: ﴿أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ﴾ مثل الملحد بآيات الله ﴿خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ من عذاب الله مستحقًا لثوابه؟ من المعلوم أن هذا خير. لما تبين الحق من الباطل، والطريق المنجي من عذابه من الطريق المهلك قال: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾ إن شئتم، فاسلكوا طريق الرشد الموصلة إلى رضا ربكم وجنته، وإن شئتم، فاسلكوا طريق الغيِّ المسخطة لربكم، الموصلة إلى دار الشقاء. ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ يجازيكم بحسب أحوالكم وأعمالكم، كقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ المصدر: تحميل التصميم تحميل نسخة النشر الإلكتروني تحميل نسخة الطباعة