قالوا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال: " فمن ؟ " { [29897]} وهذا محتمل. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة ، حدثنا ابن جابر ، أنه سمع مكحولا يقول في قول الله: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال: في كل عشرين سنة ، تحدثون أمرا لم تكونوا عليه. وقال الأعمش: حدثني إبراهيم قال: قال عبد الله: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال: السماء تنشق ثم تحمر ، ثم تكون لونا بعد لون. وقال الثوري ، عن قيس بن وهب ، عن مرة ، عن ابن مسعود: { طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال: السماء مَرةً كالدهان ، ومرة تنشق. وروى البزار من طريق جابر الجعفي ، عن الشعبي ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} يا محمد ، يعني حالا بعد حال. ثم قال: ورواه جابر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس. What does this verse mean: لتركبن طبقا عن طبق?. وقال سعيد بن جبير: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قال: قوم كانوا في الدنيا خسيس أمرهم ، فارتفعوا في الآخرة ، وآخرون كانوا أشرافا في الدنيا ، فاتضعوا في الآخرة. وقال عكرمة: { طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} حالا بعد حال ، فطيما بعد ما كان رضيعًا ، وشيخًا بعد ما كان شابا. وقال الحسن البصري: { طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} يقول: حالا بعد حال ، رخاء بعد شدة ، وشدة بعد رخاء ، وغنى بعد فقر ، وفقرا بعد غنى ، وصحة بعد سقم ، وسَقَما بعد صحة.
وقد سبق أنه لا فرق بين القراءتين وأنهما بمعنى واحد على الصواب. و(منها) (على قراءة ضم الباء): القول بأن المراد لتركبن سنن الأولين ممن كان قبلكم وأحوالهم. قال ابن عاشور*: وجملة لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ نسج نظمها نسجاً مجملاً لتوفير المعاني التي تذهب إليها أفهام السامعين، فجاءت على أبدع ما ينسج عليه الكلام الذي يرسل إرسال الأمثال من الكلام الجامع البديع النسج الوافر المعنى ولذلك كثرت تأويلات المفسرين لها. قال صاحب الظلال*: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ».. أي لتعانون حالاً بعد حال، وفق ما هو مرسوم لكم من تقديرات وأحوال. ويعبر عن معاناة الأحوال المتعاقبة بركوبها. والتعبير بركوب الأمور والأخطار والأهوال والأحوال مألوف في التعبير العربي، كقولهم: «إن المضطر يركب الصعب من الأمور وهو عالم بركوبه».. وكأن هذه الأحوال مطايا يركبها الناس واحدة بعد واحدة. إعراب قوله تعالى: لتركبن طبقا عن طبق الآية 19 سورة الانشقاق. وكل منها تمضي بهم وفق مشيئة القدر الذي يقودها ويقودهم في الطريق، فتنتهي بهم عند غاية تؤدي إلى رأس مرحلة جديدة، مقدرة كذلك مرسومة ، كتقدير هذه الأحوال المتعاقبة على الكون من الشفق، والليل وما وسق، والقمر إذا اتسق. حتى تنتهي بهم إلى لقاء ربهم ، الذي تحدثت عنه الفقرة السالفة.. وهذا التتابع المتناسق في فقرات السورة، والانتقال اللطيف من معنى إلى معنى، ومن جولة إلى جولة، هو سمة من سمات هذا القرآن البديع".
أخوكم ومحبكم صالح بن سليمان الراجحي [email protected]
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ (19) وقوله: ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) اختلفت القرّاء في قراءته، فقرأه عمر بن الخطاب وابن مسعود وأصحابه وابن عباس وعامة قرّاء مكة والكوفة ( لَتَرْكَبَنَّ) بفتح التاء والباء. واختلف قارئو ذلك كذلك في معناه، فقال بعضهم: لَتَرْكَبنَ يا محمد أنت حالا بعد حال، وأمرًا بعد أمر من الشدائد. ركوب الأطباق وغزو الفضاء. * ذكر من قال ذلك: حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد، أن ابن عباس كان يقرأ: ( لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم حالا بعد حال. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عُلَيَة، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدّثه، عن ابن عباس في ( لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) قال: منـزلا بعد منـزل. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) يقول: حالا بعد حال. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) يعني: منـزلا بعد منـزل، ويقال: أمرًا بعد أمر، وحالا بعد حال. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، قال: سمعت مجاهدًا، عن ابن عباس ( لَتَرْكَبَنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) قال: محمد صلى الله عليه وسلم.