تفسير قوله تعالى " ويطوف عليهم ولدان مخلدون" مع كتاب الله - YouTube
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (١٩) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠) ﴾. يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء الأبرار ولدان، وهم الوصفاء، مخلَّدون. اختلف أهل التأويل في معنى: ﴿مُخَلَّدُونَ﴾ فقال بعضهم: معنى ذلك: أنهم لا يموتون. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ أي: لا يموتون. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله. وقال آخرون: عني بذلك ﴿وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ مُسَوّرون. المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات. وقال آخرون: بل عني به أنهم مقرّطون. وقيل: عني به أنهم دائم شبابهم، لا يتغيرون عن تلك السنّ. وذُكر عن العرب أنها تقول للرجل إذا كبر وثبت سواد شعره: إنه لمخلَّد؛ كذلك إذا كبر وثبت أضراسه وأسنانه قيل: إنه لمخلد، يراد به أنه ثابت الحال، وهذا تصحيح لما قال قتادة من أن معناه: لا يموتون، لأنهم إذا ثبتوا على حال واحدة فلم يتغيروا بهرم ولا شيب ولا موت، فهم مخلَّدون. وقيل: إن معنى قوله: ﴿مُخَلَّدُوَن﴾ مُسَوّرون بلغة حِمْير؛ وينشد لبعض شعرائهم: وَمُخَلَّدَاتٌ باللُّجَيْنِ كأنَّمَا... أعْجازُهُنَّ أقاوِزُ الْكُثْبانِ [[لا تمانع: أي لا اختلاف بينهم، يدعو بعضهم إلى دفع ما يقوله الآخر. ]]
'وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ'، هل هذا يعني أن في الجنة سيكون هناك متاع الجنس مع الغلمان؟ - Quora
وقوله: ( { إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا}) أي: إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة ، وكثرتهم ، وصباحة وجوههم ، وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم ، حسبتهم لؤلؤا منثورا. ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن. {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.. لماذا الولد | مصراوى. قال قتادة ، عن أبي أيوب ، عن عبد الله بن عمرو: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم ، كل خادم على عمل ما عليه صاحبه. وقوله: ( { وإذا رأيت}) أي: وإذا رأيت يا محمد ، ( { ثم}) أي: هناك ، يعني في الجنة ونعيمها وسعتها وارتفاعها وما فيها من الحبرة والسرور ، ( { رأيت نعيما وملكا كبيرا}) أي: مملكة لله هناك عظيمة وسلطانا باهرا. وثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لآخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا إليها: « إن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها ». وقد قدمنا في الحديث المروي من طريق ثوير بن أبي فاختة ، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " « إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه » " ، فإذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة ، فما ظنك بما هو أعلى منزلة ، وأحظى عنده تعالى.
اشتملت هذه السورة على جملة مما أعدّه الله لعباده الصالحين، وما سيلاقونه من نعيم في جنة عرضها السماوات والأرض، إذ فيها السرر ذات الحجال والهواء العليل، الذي لا تكدره برودة أو حرارة، والثمار القريبة التي ينالها القائم والقاعد والمضطجع، والآنية الذهبية والفضية، وغيرها مما خبأه الله لعباده المؤمنين.
بشرية الولدان المخلدين: نعم لا يُمكن التثبُّت أيضاً من بشريَّتهم وانْ كان قد ورد في بعض الروايات انَّهم من أولاد الدنيا، فقد روي عن النبي (ص) انَّه سُئل عن أطفال المشركين فقال (ص): "خدم أهل الجنة على صورة الولدان، خُلقوا لخدمة أهل الجنة" ( 6) ، وروي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال: "الولدان أولادُ أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيُثابوا عليها ولا سيئات فيُعاقبوا عليها فأُنزلوا هذه المنزلة" ( 7) ، وورد قريب من هذا المضمون في طرق العامة إلا انَّ جميعها روايات ضعيفة السند ( 8). وثمة احتمال يُضاف إلى ما تُنتجه هذه الروايات من احتمال وهو انَّ الولدان المخلَّدين وان كانوا ذوي طبيعة بشرية إلا انَّ خلقهم يكون في النشأة الأخرى، شأنهم في ذلك شأن الحور العين، فهم ليسوا من أولاد الدنيا إلا انَّ طبيعة خلقهم تشبه طبيعة خلق أولاد الدنيا، والله تعالى أعلم بحقائق الأمور. 1 - سورة الواقعة آية رقم 17-18. 2 - سورة الإنسان آية رقم 19. 3 - سورة الواقعة آية رقم 17-18. 4 - سورة الأنبياء آية رقم 26-27. الباحث القرآني. 5 - سورة الطور آية رقم 24. 6 - بحار الأنوار-العلامة المجلسي- ج5 ص291. 7 - بحار الأنوار-العلامة المجلسي- ج5 ص291. 8 - تفسير الثعلبي- الثعلبي- ج9 ص204، المعجم الأوسط- الطبراني- ج2 ص302، ج3 ص220، المعجم الكبير- الطبراني- ج7 ص244.
وقد روى الطبراني هاهنا حديثا غريبا جدا فقال: حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن عمار الموصلي ، حدثنا عفيف بن سالم ، عن أيوب بن عتبة ، عن عطاء ، عن ابن عمر قال: « جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال له رسول الله: " سل واستفهم " ، فقال: يا رسول الله ، فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة ، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به ، إني لكائن معك في الجنة ؟ قال: " نعم ، والذي نفسي بيده ، إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا الله ، كان له بها عهد عند الله ، ومن قال: سبحان الله وبحمده ، كتب له مائة ألف حسنة ، وأربعة وعشرون ألف حسنة " ، فقال رجل: كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله ، فتقوم النعمة - أو: نعم الله - فتكاد تستنفذ ذلك كله ، إلا أن يتغمده الله برحمته » ". « ونزلت هذه السورة: ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر) إلى قوله: ( وملكا كبيرا) فقال الحبشي: وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة ؟ قال: " نعم " ، فاستبكى حتى فاضت نفسه.