الأربعاء 11 رجب 1431 - 23 يونيو 2010 3382 بقلم د: صالح محمد المبارك عبدالله بن حذافة السهمي صحابي جليل من المهاجرين السابقين، حمّله الرسول الأكرم بكتابه إلى كسرى، وذلك عندما أرسل الكتب إلى ملوك الدّول العظمى آنذاك ليدعوهم إلى الإسلام. وقد شهد عبدالله فتح مصر، وتوفّي فيها أيّام الخليفة عثمان بن عفّان سنة 33 للهجرة. رجال صدقوا: عبدالله بن حذافة - د.محمد الشويعر. بعد أن استقرت دولة الإسلام في الشام وتولى أمرها معاوية بن أبي سفيان من قبل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، كتب إليه يأمره بغزو الروم، وبأن يولي على الجيش عبدالله بن حذافة السهمي ففعل. خرج الجيش لغزو الروم، فغزاهم وأوقع بهم، ولكن عبدالله وثلة قليلة كانت معه وقعوا في كمين من الروم فأخذوهم أسرى. كان هرقل رجلا ذكيا حصيفا والذكاء يتطلب معرفة العدو النفسية والعقدية وكان مما يحيّر هرقل ذلك التغير المفاجئ الذي طرأ على نفسية العرب فانقلبوا من قبائل متناحرة يغير بعضها على بعض لأسباب تافهة ويباع ولاؤها ويشترى بأثمان بخسة، إلى أمة ذات عقيدة ولاؤها لله لا يباع ولا يشترى ولاتقيم لمتاع الدنيا وزخرفها وزنا في أهدافها أو وسائلها. لم يكن هرقل متأكدا من صلابة تلك العقيدة ومن حقيقة ذلك التغيير الذي طرأ على أولئك الأعراب البعيدين عن الحضارة المتمثلة آنئذ بالدولتين العظميين المتنافستين: الفرس والروم.
الشيخ كشك | قصه عبد الله بن حذافه وهرقل الروم | قصه قصيره - YouTube
بل إن المسلم المعتزّ بإسلامه، والمؤمن القويّ في إيمانه، يرى في هذه الحكاية، التي حصلت لعبد الله ابن حذافة، مع ملك الروم، موقفاً يمثل عزّة المسلم بنفسه وثباته على دينه، وتأثيره في غيره. يقول أبو رافع وجّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيشاً إلى الروم، فأمرّوا عبد الله بن حذافة، فذهبوا به إلى ملكهم، فقالوا إن هذا من أصحاب محمد، فقال: هل لك أن تتنصّر وأعطيك نصف ملكي؟ قال: لو أعطيتني جميع ما تملك، وجميع ما يملك، وجميع ملك العرب، ما رجعت عن دين محمد صلى الله عليه وسلم، طرفة عين، قال إذاً أقتلك. قال: أنت وذاك. عبدالله بن حذافة السهمي : صحابي - منهل الثقافة التربوية. فأمر به فصلب وقال للرماة، ارموه قريباً من بدنه، وهو يعرض عليه.. ويأبى فأنزله ودعا له بقدر، فصب فيها ماء حتى احترقت، ودعا بأسيرين من المسلمين، فأمر بأحدهما فألقي فيها، وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى، ثم بكى فقيل للملك: إنه بكى، فظن أنه قد جزع، فقال ردّوه: ما أبكاك؟ قال: قلت هي نفس واحدة، تتلقى الساعة فتذهب، فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعر رأسي أنفس تلقى في النار في سبيل الله. فقال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي، وأخلي عنك؟ فقال عبد الله: وعن جميع الأسارى؟ قال: نعم.. فقبّل رأسه فأطلقه وأطلق معه جميع أسرى المسلمين، فقدم بالأسارى على عمر بالمدينة، فأخبروه الخبر، فقال عمر رضي الله عنه: حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة، وأنا أبدأ.
قال له قيصر:"تنصر واعطيك وامنحك"…فقال لة:"لا"…فقال:"اذا ما الذي يبكيك؟"…. فقال:"ابكي والله لانه ليس لي الا نفس واحدة تلقى في القدر فتموت ولقد وودت والله لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة……. "الله اكبر يا عبدالله رضوان الله عليك… فقال لة قيصر:"قبل راسي واخلي عنك"…فقال:"وعن جميع اسارى المسلمين عندك"… قال:"نعم"…فقبل راسة ثم اطلقه مع الاسرى……..