[1] حكم تركيب الرموش الدائمة راعت الشريعة الإسلاميّة الأحكام كلّها التي تتعلق بحياة الفرد المسلم، ومنها ما يتعلق بالمرأة المسلمة، ومن بينها حكم تركيب الرموش الدائمة، وهو جائز، ولكنّ بشروط كأن تكون للزوج او أمام محارمها فقط، وألّا تحتوي هذه الرموش على مواد تمنع وصول ماء الوضوء إلى العين، وأن لا تكون من شعر طبيعي بل من شعر صناعيّ، وبهذا يكون تركيب الرموش جائز ولكن بشروط، وأنّه يكون حرامًا إذا ما تغيرت هذه الشروط، سواء كان ذلك بصورة مؤقتة أو دائمة، أيّ هذا هو حكم تركيب الرموش في الأعراس والمناسبات أيضًا، والله تعالى أعلم. [2] حكم تركيب الرموش للزوج في الحديث عن حكمِ تركيبِ الرموش للزوج، فإنّ التزيّن للزوج هو أحد المطالب الشرعيّة، وتركيب الرموش هو نوع من الزينة، يجعل عين المرأة تبدو بمظهر أجمل، لذلك فلا حرج أبدًا في ان تتزين المرأة لزوجها فتضع الرموش أمامه، والدليل على ذلك موجود في القرآن الكريم في سورة النور في قوله تعالى: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ" [3] ، والله تعالى أعلم.
الرموش المراد بها الأهداب أي الشعر النابت على الأجفان, وقد خلقه الله تعالى لحماية العينين من الأتربة والأقذار، وهو شعر ثابت لا يطول ولا يقصر, وقد اختلف العلماء هل يدخل تركيب الرموش الصناعية في وصل الشعر المنهي عنه أو لا ؟ فمن العلماء من أدخله في وصل الشعر المنهي عنه فحرمه ، ومنهم من لم يدخله فيه، وجعل الأمر على الإباحة فيجوز للمرأة أن تضعه للزوج فقط إلا أنه فضَّل الترك خروجا من الخلاف ، وعلى المرأة أن ترضى بما قدر الله لها، أما إن كانت المرأة بلا رموش أو ذات رموش مريضة ففي هذه الحالة أجاز العلماء لها تركيب الرموش الصناعية للضرورة وتكون بالقدر الطبيعي. يقول الدكتور عبد الله الفقيه: إذا كان تركيب الرموش لضرورة كمن أصيب بمرضٍ أو حرق أو نحوه من الآفات عافى الله المسلمين من كل بلاء فأتلف هدب رموش العين مما أدى إلى تغير شكله وقبح صورته فهذا إن شاء الله لا حرج فيه إذا كان بالقدر المطلوب فالضرورات تقدر بقدرها. أما إذا كانت هذه الرموش للزينة فقد حصل بها مفسدتان: الأولى: أنها تغيير لخلق الله. والثانية: أنها دخلت تحت النهي العام الوارد عن نبيّنا صلى الله عليه وسلم حيث ورد عنه أنه "لعن الواصلة والمستوصلة" [متفق عليه].
والله أعلم.