وقد ألهم الله موسى عليه السلام أن يقصد بلاد مدين إذ يجد فيها نبيئاً يبصره بآداب النبوءة ولم يكن موسى يعلم إلى أين يتوجه ولا من سيجد في وجهته كما دل عليه قوله { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}. فقوله تعالى { ولما توجه تلقاء مدين} عطف على جمل محذوفة إذ التقدير: ولما خرج من المدينة هائماً على وجهه فاتفق أن كان مسيره في طريق يؤدي إلى أرض مدين حينئذ قال { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}. قال ابن عباس: خرج موسى ولا علم له بالطريق إلا حسن ظن بربه. و { توجه}: ولى وجهه ، أي استقبل بسيره تلقاء مدين. و { تلقاء}: أصله مصدر على وزن التفعال بكسر التاء ، وليس له نظير في كسر التاء إلا تمثال ، وهو بمعنى اللقاء والمقاربة. وشاع إطلاق هذا المصدر على جهته فصار من ظروف المكان التي تنصب على الظرفية. والتقدير: لما توجه جهة تلاقي مدْيَن ، أي جهة تلاقي بلاد مدين ، وقد تقدم قوله تعالى { وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار} في سورة الأعراف. ( 47) و { مدْيَن}: قوم من ذرية مدين بن إبراهيم. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة القصص - قوله تعالى ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل- الجزء رقم10. وقد مضى الكلام عليهم عند قوله تعالى { وإلى مدين أخاهم شعيباً} في سورة الأعراف ( 85). وأرض مدين واقعة على الشاطىء الغربي من البحر الأحمر وكان موسى قد سلك إليها عند خروجه من بلد ( رعمسيس) أو ( منفيس) طريقاً غربية جنوبية فسلك برية تمر به على أرض العمالقة وأرض الأدوميين ثم بلاد النبط إلى أرض مدين.
عسى ربّي أن يهديني سواء السبيل| برنامج موسويات ~الشيخ أحمد حمادي - YouTube
الإعراب: الواو استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال: (تلقاء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (توجّه)، (مدين) مضاف إليه مجرور ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (عسى) فعل ماض ناقص- ناسخ- (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يهديني) للوقاية (سواء) مفعول به ثان منصوب. والمصدر المؤوّل (أن يهديني... ) في محلّ نصب خبر عسى. جملة الشرط وفعله وجوابه... لا محلّ لها استئنافيّة.. وجملة: (توجّه... ) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (عسى ربّي... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (يهديني... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). (23) الواو عاطفة (لمّا ورد.. وجد) مثل لمّا توجّه... قال: (عليه) متعلّق ب (وجد)، (من الناس) متعلّق بنعت لأمة (من دونهم) متعلّق ب (وجد)، (ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ خبره (خطبكما) (لا) نافية (حتّى) حرف غاية وجرّ (يصدر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى الواو عاطفة... إعراب قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل الآية 22 سورة القصص. والمصدر المؤوّل (أن يصدر) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نسقي). وجملة: (ورد ماء... وجملة: (وجد... ) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: (يسقون... ) في محلّ نصب نعت لأمة.
الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنكحك) مضارع منصوب (إحدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة (هاتين) عطف بيان على ابنتيّ مبنيّ على الياء في محلّ جرّ، (أن) مثل الأول (ثماني) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الفتحة متعلّق ب (تأجرني)، ومفعول تأجرني محذوف أي: تأجرني نفسك... والمصدر المؤوّل (أن أنكحك... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد. والمصدر المؤوّل (أن تأجرني... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بحال من فاعل أنكحك أو من مفعوله أي مستأجرا- بكسر الجيم- أو مستأجرا- بفتحها-. الفاء عاطفة (أتممت) ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (عشرا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتممت)، الفاء رابطة لجواب الشرط (من عندك) خبر لمبتدأ مقدّر أي: التمام من عندك الواو عاطفة (ما) نافية (أن أشقّ) مثل أن أنكحك (عليك) متعلّق ب (أشقّ)... والمصدر المؤوّل (أن أشقّ... السين حرف استقبال، والنون في (تجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجدني... جملة: (قال... الباحث القرآني. وجملة: (إنّي أريد... وجملة: (أريد... وجملة: (أنكحك... وجملة: (تأجرني... ) لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
قَرَأ أبُو عَمْرٍو وابْنُ عامِرٍ وعاصِمٌ بِفَتْحِ الياءِ وضَمِّ الدّالِ، وقَرَأ الباقُونَ بِضَمِّ الياءِ، وكَسْرِ الدّالِ؛ فالمَعْنى في القِراءَةِ الأُولى: حَتّى يَنْصَرِفُوا عَنِ الماءِ ويَرْجِعُوا عَنْ سَقْيِهِمْ، وصَدَرَ ضِدُّ ورَدَ، ومَن قَرَأ بِضَمِّ الياءِ، فالمَعْنى في القِراءَةِ: حَتّى يُصْدِرَ القَوْمُ مَواشِيهمْ. أمّا قَوْلُهُ: ﴿فَسَقى لَهُما﴾ أيْ سَقى غَنَمَهُما لِأجْلِهِما، وفي كَيْفِيَّةِ السَّقْيِ أقْوالٌ: أحَدُها: أنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ سَألَ القَوْمَ أنْ يَسْمَحُوا فَسَمَحُوا. وثانِيهِما: قالَ قَوْمٌ: عَمَدَ إلى بِئْرٍ عَلى رَأْسِهِ صَخْرَةٌ لا يُقِلُّها إلّا عَشَرَةٌ، وقِيلَ: أرْبَعُونَ، وقِيلَ: مِائَةٌ فَنَحّاها بِنَفْسِهِ واسْتَقى الماءَ مِن ذَلِكَ البِئْرِ. عسى ربي ان يهديني سواء السبيل. وثالِثُها: أنَّ القَوْمَ لَمّا زاحَمَهم مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ تَعَمَّدُوا إلْقاءَ ذَلِكَ الحَجَرِ عَلى رَأْسِ البِئْرِ، فَهو عَلَيْهِ السَّلامُ رَمى ذَلِكَ الحَجَرَ، وسَقى لَهُما ولَيْسَ بَيانُ ذَلِكَ في القُرْآنِ، واللَّهُ أعْلَمُ بِالصَّحِيحِ مِنهُ. لَكِنَّ المَرْأةَ وصَفَتْ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ بِالقُوَّةِ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلى أنَّها شاهَدَتْ مِنهُ ما يَدُلُّ عَلى فَضْلِ قُوَّتِهِ، وقالَ تَعالى: ﴿ثُمَّ تَوَلّى إلى الظِّلِّ﴾ وفِيهِ دَلالَةٌ عَلى أنَّهُ سَقى لَهُما في شَمْسٍ وحَرٍّ، وفِيهِ دَلالَةٌ أيْضًا عَلى كَمالِ قُوَّةِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ.
من فوائد هذا الدعاء: 1 – في هذه الآية تعليم وإرشاد أن على العبد أن يفرغ ما في وسعه في بذل الأسباب، ثم يلجأ إلى اللَّه تعالى أن ييسر له الأسباب، وهذا من كمال التوكّل. 2 – ((أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العلم، أو التكلم به إذا لم يترجّح عنده أحد القولين؛ فإنه يستهدي ربه، ويسأله أن يهديه إلى الصواب من القولين، بعد أن يقصد الحق بقلبه، ويبحث عنه، فإن اللَّه تعالى لا يخيب من هذه حاله)). 3 – ينبغي للعبد أن يسأل ربه عز وجل الهداية الحسيّة، والمعنوية، حتى يهديه ربه عز وجل إلى أسهل و أقرب الطرق الموصلة لذلك المقصد في دينه ودنياه. 4 – افتقار الخلق كلهم إلى اللَّه تعالى بالهداية والتوفيق. 5 – فضل الدعاء في جلب المنافع، ودفع المضار.