وأما ما يدل على فضل السلام من جهة المعقول فوجوه: الأول: قالوا: تحية النصارى وضع اليد على الفم ، وتحية اليهود بعضهم لبعض الإشارة بالأصابع ، وتحية المجوس الانحناء ، وتحية العرب بعضهم لبعض أن يقولوا: حياك الله ، وللملوك أن يقولوا: أنعم صباحا ، وتحية المسلمين بعضهم لبعض أن يقولوا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، ولا شك أن هذه التحية أشرف التحيات وأكرمها. الثاني: أن السلام مشعر بالسلامة من الآفات والبليات. ولا شك أن السعي في تحصيل الصون عن الضرر أولى من السعي في تحصيل النفع. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 86. الثالث: أن الوعد بالنفع يقدر الإنسان على الوفاء به وقد لا يقدر ، أما الوعد بترك الضرر فإنه يكون قادرا عليه لا محالة ، والسلام يدل عليه. فثبت أن السلام أفضل أنواع التحية.
جملة (اللّه لا إله إلا هو) لا محل لها استئنافية. وجملة (لا إله إلا هو) في محل رفع خبر المبتدأ (اللّه). وجملة (يجمعنكم... ) لا محل لها جواب قسم مقدّر. الباحث القرآني. وجملة (لا ريب فيه) في محل نصب حال من يوم القيامة. وجملة (من أصدق... ) لا محل لها استئنافية.. إعراب الآية رقم (88): {فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88)}.
والتذييل بقوله: { إنّ الله كان على كلّ شيء حسيباً} لقصد الامتنان بهذه التعليمات النافعة. والحسيب: العليم وهو صفة مشبَّهة: من حَسِب بكسر السين الذي هو من أفعَال القلب ، فحُوّل إلى فعُل بضمّ عينه لمَّا أريد به أنّ العلم وصف ذاتي له ، وبذلك نقصت تعديته فاقتصر على مفعول واحد ، ثمّ ضمّن معنى المحصي فعدي إليه بعلى. ويجوز كونه من أمثلة المبالغة. تفسير سورة النساء الآية 86 تفسير السعدي - القران للجميع. قيل: الحسيب هنا بمعنى المحاسب ، كالأكيل والشريب. فعلى كلامهم يكون التذييل وعداً بالجزاء على قدرِ فضل ردّ السلام ، أو بالجزاء السَّيّء على ترك الردّ من أصله ، وقد أكدّ وصف الله بحسيب بمؤكّدين: حرف ( إنّ) وفعل ( كَانَ) الدالّ على أنّ ذلك وصف مقرّر أزلي.
المسألة الثانية: اعلم أن عادة العرب قبل الإسلام أنه إذا لقي بعضهم بعضا قالوا: حياك الله ، واشتقاقه من الحياة كأنه يدعو له بالحياة ، فكانت التحية عندهم عبارة عن قول بعضهم لبعض حياك الله ، فلما جاء الإسلام أبدل ذلك بالسلام ، فجعلوا التحية اسما للسلام. قال تعالى: ( تحيتهم يوم يلقونه سلام) [ الأحزاب: 44] ومنه قول المصلي: التحيات لله ، أي السلام من الآفات لله ، والأشعار ناطقة بذلك. واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها تفسير. قال عنترة: حييت من طلل تقادم عهده وقال آخر: إنا محيوك يا سلمى فحيينا واعلم أن قول القائل لغيره: السلام عليك أتم وأكمل من قوله: حياك الله ، وبيانه من وجوه: الأول: أن الحي إذا كان سليما كان حيا لا محالة ، وليس إذا كان حيا كان سليما ، فقد تكون حياته مقرونة بالآفات والبليات ، فثبت أن قوله: السلام عليك أتم وأكمل من قوله: حياك الله. الثاني: أن السلام اسم من أسماء الله تعالى ، فالابتداء بذكر الله أو بصفة من صفاته الدالة على أنه يريد إبقاء السلامة على عباده أكمل من قوله: حياك الله. الثالث: أن قول الإنسان لغيره: السلام عليك فيه بشارة بالسلامة ، وقوله: حياك الله لا يفيد ذلك ، فكان هذا أكمل. ومما يدل على فضيلة السلام القرآن والأحاديث والمعقول ، أما القرآن فمن وجوه: الأول: اعلم أن الله تعالى سلم على المؤمن في اثني عشر موضعا: أولها: أنه تعالى كأنه سلم عليك في الأزل ، ألا ترى أنه قال في وصف ذاته: الملك القدوس السلام.
و چون تحيت داده شويد به تحيتى و سلامى فحيوا بأحسن منها. الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي. وإذا حييتم بتحية فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والتاء نائب فاعله إذا ظرف متعلق بحيوا فحيوا بأحسن منها فعل أمر والواو فاعل بأحسن اسم مجرور بالفتحة. حدثني موسى بن سهل الرملي حدثنا.
إعراب الآية 86 من سورة النساء - إعراب القرآن الكريم - سورة النساء: عدد الآيات 176 - - الصفحة 91 - الجزء 5. (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ) فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والتاء نائب فاعله إذا ظرف متعلق بحيوا (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) فعل أمر والواو فاعل بأحسن اسم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة للوصف ووزن أفعل وهما متعلقان بالفعل قبلهما (مِنْها) متعلقان بأحسن (أَوْ رُدُّوها) فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) إن ولفظ الجلالة اسمها وكان وخبرها الذي تعلق به الجار والمجرور قبله واسمها محذوف والجملة خبر إن. عطف على جملة { من يشفع شفاعة حسنة} [ النساء: 85] باعتبار ما قُصد من الجملة المعطوفة عليها ، وهو الترغيب في الشفاعة الحسنة والتحذير من الشفاعة السيّئة ، وذلك يتضمّن الترغيب في قبول الشفاعة الحسنة ورَدّ الشفاعة السيّئة. وإذ قد كان من شأن الشفيع أن يَدخل على المستشفَع إليه بالسلام استئناساً له لقبول الشفاعة ، فالمناسبة في هذا العطف هي أنّ الشفاعة تقتضي حضور الشفيع عند المشفوع إليه ، وأنّ صفة تلقّي المشفوع إليه للشفيع تؤذن بمقدار استعداده لقبول الشفاعة ، وأنّ أول بَوادر اللقاء هو السلام وردّه ، فعلّم الله المسلمين أدب القبول واللقاء في الشفاعة وغيرها وقد كان للشفاعات عندهم شأن عظيم.