تمر اليوم ذكرى ميلاد محمد بن القاسم الثقفى، الذى ولد فى 31 ديسمبر من عام 695 ميلادية، واسمه بالكامل محمد بن قاسم بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفى. ولد محمد بن القاسم فى عام 72 هجرية فى مدينة الطائف، وهو حفيد أحد كبار قبيلة ثقيف، وفى عام 75 هجرية عَيَّن عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفى واليًا على العراق وكلِّ الولايات التى تقع جهة الشرق والتى تتبع للدولة الأموية، فقام الحجاج بتعيين القاسم والد محمد بن القاسم الثقفى واليًا على مدينة البصرة جنوب العراق، فانتقل محمد مع والده إلى البصرة ونشأ فى أوائل حياته مع القادة والأمراء، فكان لنشأة محمد فى هذا الجو أثر كبير فى بناء شخصيته. وقاد محمد بن القاسم الثقفى جيش المسلمين إلى السند عام 90 هجرية، ووصل إلى بلاد السند وبدأ بفتح مدنها واحدة تلو الأخرى، حتَّى عام 92 هجرية، حيث قاد المعركة المصيرية مع حاكم السند الملك داهر وانتصر عليه، وفتح عاصمة السند بعد هذه المعركة، ليسجل التاريخ اسمه. لكن محمد بن القاسم انتهى بشكل مؤسف، وتذكر الروايات التاريخية أنَّه عندما قرر محمد بن القاسم الثقفى أن يزحف بجيشه إلى الهند لفتحها، أرسل الخليفة الأموى الجديد سليمان بن عبد الملك رسالة إليه يأمره بالعودة إلى العراق، فرضخ لأمر الخليفة وهو يعلم أنَّه سائرٌ إلى حتفه برجليه، فسوء التصرفات التى بدرت من قريبه الحجاج بن يوسف الثقفى انعكست سلبًا على سمعةِ محمد بن القاسم الثقفي، وعندما وصل محمد الثقفى إلى العراق أرسله والى العراق مقيدًا بالسلاسل إلى سجن واسط بسبب عداء كان بينه وبين الحجاج، فلقى محمد بن القاسم الثقفى فى هذا السجن أقسى أنواع التعذيب وفيه توفِّى سنة 715م وهو ما يوافق عام 96 هجرية.
فقلت: ما هذا و ما شأنك؟ فقال: أخذ صاحبكم هذا لبدي، فقلت: أردد عليه لبده فقد سمع أبو جعفر بكاءه، فقال لي الرجل: إنمّا خرجنا معكم لنكتسب و ننتفع و نأخذ ما نحتاج إليه، فلم أزل أرفق به حتى أخذت منه اللبد و رددته الى صاحبه و رجعت الى محمد بن القاسم فأخبرته بخبره و انّى قد انتزعت منه اللبد و رددته على صاحبه. فقال: يا ابراهيم أ بمثل هذا ينصر دين اللّه ؟ ثم قال لنا: فرقوا الناس عنّي حتى أرى رأيي، فخرجنا الى الناس فقلنا لهم: انّ صورة الأمر قد أوجبت أن تتفرّقوا في هذا الوقت، فتفرّقوا، و رحل محمد بن القاسم من وقته الى الطالقان و بينها و بين مرو أربعين فرسخا فنزلها و تفرقنا ندعوا الناس فاجتمع عليه عالم. و بلغ خبره عبد اللّه بن طاهر فوجّه إليه رجلا يقال له الحسين بن نوح و كان صاحب شرطته، فلقيناه و قاتلناه فهزمناه هزيمة قبيحة، و لما اتصل خبره بعبد اللّه قامت قيامته، فأمده بجيش آخر ضخم فسار إليه متمهلا و نازله، و كمن لنا كمناء في عدة مواضع، فلمّا التقينا قاتلنا ساعة ثم انهزم متطاردا لنا فاتبعه أصحابنا، فلمّا تفرقنا في طلبه خرجت الكمناء على أصحابنا من كلّ وجه فانهزمنا و افلت محمد بن القاسم و صار الى نسّا مستترا.
تاريخ النشر: السبت 21 ربيع الأول 1423 هـ - 1-6-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 17119 9000 0 293 السؤال أرغب في التعرف على المزيد من حياة البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي؟ وإذا أمكن إعطائي أسماء المواقع التي كتبت عنه. ولكم جزيل الشكر. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن البطل المسلم محمد بن القاسم الثقفي هو أحد القادة الأربعة الأفذاذ الذين اشتهروا في زمن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والثلاثة الآخرون هم: قتيبة بن مسلم، وموسى بن نصير، ومسلمة بن عبد الملك.
مات محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم الباكستان العظيمة إلى رقعة الإسلام، فاستضاء بجهاده وبمن جاء بعده مائة مليون مسلم. المؤرخون العراقيون ولقد ذكر العلامة مصطفى جواد بحضور الدكتور حسين علي محفوظ والدكتور عبد العزيز الدوري، في دار المعلمين العالية، خلال مناقشته لموضوع أضرحة العراق قال الرجل مقتنعا: الغريب نحن العراقيون ننسب اعلامنا إلى غيرنا، في ظل روايات، متوفرة في العديد من المصادر وان جل المصادر تؤكد ان ضريح محمد بن القاسم الثقفي يقع في النعمانية في واسط في العراق والذي يعرف بين العامة بقبر محمد بن القاسم العلوي، وذلك خوفا على ضياع معالم الضريح ايام الفتح الصفوي للبلاد. ومن المعلوم ان مصطفى جواد خط لنفسه منهجا معلوما وهو اعتماد المصادر القريبة لموضوع البحث: اي إذا كتب عن بغداد فيعتمد مؤرخا بغداديا وإذا كتب عن دمشق يعتمد مؤرخا دمشقيا وإذا كتب عن الشافعي يعتمد مؤرخا شافعيا. وخلاصة تتبع الدكتور عبد القادر المعاضيدي لموضوع ضريح الفاتح الثقفي، ان الإمام محمد بن القاسم الثقفي دفن في اراضي النعمانية، من مدن واسط في العراق، ويعرف عند العامة بقبر محمد بن القاسم العلوي، وحرف لقبه خشية على هدم الضريح من قبل الاحتلال الصفوي للبلاد وهذه حالة معروفة في العراق وتحدث عنها طويلا عدد من المؤرخين، وهذا ما أكده الدكتور يوسف العش،والدكتور فاروق عمر فوزي والدكتور حمدان عبد المجيد الكبيسي والدكتور لبيد إبراهيم أحمد، والدكتور محمد حميد الله والدكتور جمال الدين الشيال وغيرهم من كبار المؤرخين.
ووصل محمد بن القاسم الثقفي إلى العراق، بعد أن ادعت ابنة داهر ملك السند الذي قتله محمد بن القاسم أن محمد راودها عن نفسها ونالها قسرًا، فأرسله والي العراق صالح بن عبد الرحمن مقيدًا بالسلاسل إلى سجن مدينة واسط، وهناك عذبه شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات البطل الفاتح في سنة 95هـ، فخرجت الجموع الحاشدة لتوديعه باكية حزينة، لم يكن العرب وحدهم يبكون على مصيره، بل أهل السند من المسلمين، وحتى البرهميين والبوذيين، كانون يذرفون الدموع الغزيرة، وصوَّره الهنود بالحصى على جدرانهم ليبقى شخصه ماثلاً للعيون، وجذعوا لفراقه جزعًا شديدًا. مات محمد بن القاسم الثقفي ولم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره بعد أن فتح الفتوح وقاد الجيوش وضم الباكستان العظيمة إلى رقعة الإسلام، فاستضاء بجهاده وبمن جاء بعده مائة مليون مسلم. بقلم: د. عماد عجوة (1) (1) مدير عام البحث العلمي برئاسة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
[4] ومنهم من قال: بل كانت بعدها. [5] واستدل للقول الثاني بما روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي من أن النبي محمَّد دخل على أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بعد موت القاسم وهي تبكي، فقالت: «يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان الله أبقاه حتى يَستكمل رَضَاعَه»، فقال رسول الله: «إن إتمام رضاعه في الجنة»، فقالت: «لو أعلم ذلك يا رسول الله لَهوّن عَليّ أمره»، فقال لها: «إنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ فَأَسْمَعَكِ صَوْتَهُ»، قالت: «بل صدق الله ورسوله». [6] وهذا مما يدّل على أن القاسم تُوفي بعد أن أوحيَّ إلى النبي. وما ورد في بعض الأخبار من أن العاص بن وائل السهمي، [7] قال لما قُبض القاسم: «لقد أصبح محمَّداً أبتر من ابنه». أي لا عقب له. فأنزل الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ عوضًا يا مُحَمَّد عَنْ مصيبتك بالقاسم، ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر﴾. [8]. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي قال العاص بن وائل: بتر. [9] أي النبي ، فنزلت السورة. وجاء هذا المعنى في تفسير روح المعاني للمقصود بالكوثر، بقوله: (وقيل: هو أولاده ؛ لأنّ السّورة نزلت ردا على من عابه وهم والحمد للّه كثيرون قد ملؤوا البسيطة).
قال ابراهيم بن غسان: دعاني الأمير عبد اللّه بن طاهر يوما فدخلت عليه، فقال لي: قد جردت لك الف فارس من نخبة عسكري، فاخرج و اركض و خذ بين يديك دليلا قد رسمته لصحبتك فإذا صرت على فرسخ واحد من نسّا فافضض الكتاب و اقرأه و اعمل بما فيه.