وَمِنْ غَيْرِ بَنِي هَاشِمٍ: السَّائِب بن يزِيد المطلبي الْجَدُّ الْأَعْلَى لِلْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ الْعَبْشَمِيُّ ، وَكَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَدِيٍّ ، فَهَؤُلَاءِ عَشَرَةٌ ". انتهى من"فتح الباري" (7/97). قال ابن الجوزي: " وَكَانَ من التَّابِعين رجل يُقَال لَهُ كابس بن ربيعَة السَّامِي،... كَانَ يُشبههُ ، فَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة فَقبل بَين عَيْنَيْهِ ، وأقطعه قطيعة ، وَكَانَ أنس بن مَالك إِذا رَآهُ بَكَى ". انتهى من "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (1/42). وقد ذكر بعض العلماء غير هؤلاء ، وكل من له معرفة بصفات النبي صلى الله عليه وسلم معرفة تامة يستطيع أن يدرك ذلك. قال ابن عبد الهادي عن رجل معاصر له ، اسمه: عبد الله بن عوانة المغربي. قال: " أخبرني غير واحد من الأشياخ الذين كانت لهم معرفة بصفات النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، أن هذا المغربي كانت صفته تقرب من صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلم ". كابس بن ربيعة بن مالك - The Hadith Transmitters Encyclopedia. انتهى من "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" (2/ 117) وكذلك قد يكون التشبيه بالهدي والصفات. قَالَ حُذَيْفَةُ بن اليمان: ( إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ دَلًّا ، وَسَمْتًا ، وَهَدْيًا ، بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ) رواه البخاري (6097) أي: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه.
الحكم الشرعي لمقولة يخلق من الشبه أربعين تعتبر هذه المقولة مثلاً سائراً بين الناس، وليس نصاً شرعياً، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون للإنسان شبيه أو أكثر في عالم الله المكنون؛ حيث إنّ الله يخلق ما يشاء، فقد يتشابه الناس مع بعضهم البعض في الشكل الخارجي، وقد تتشابه طباعهم وميولهم، وتتآلف أرواحهم؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) [حديث صحيح]، وبذلك فإن التشابه بين الخلق أمر مسلّم به، ومعروف منذ زمن قديم، ولكن ذلك دون تحديده بعدد معين؛ حيث إنّ الخطأ فيها هو تحديد العدد بأربعين أو غيره من الأرقام. المشبهون بالرسول صلى الله عليه وسلم على مر العصور الخليل إبراهيم: هو نبي الله؛ وهو أحد أولي العزم من الرسل، وكان يشبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الحسن بن علي بن أبي طالب: وهو حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، وكان يُشبه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصَّدر إلى الرأس، لما يرويه عقبة بن الحارث، حيث قال: (خرجتُ معَ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللَّهُ عنهُ من صلاةِ العَصرِ بعدَ وفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بليالٍ، وعليٌّ عليهِ السَّلامُ يَمشي إلى جانِبِهِ، فمرَّ بحسَنِ بنِ عليٍّ يلعَبُ معَ غِلمانٍ، فاحتملَهُ على رقبتِهِ وَهوَ يقولُ: وا بِأبي شبَهُ النَّبيِّ ليسَ شبيهًا بعليِّ ، قالَ: وعليٌّ يضحَك).
وفي تفسير ابن كثير لآيات الشورى: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلْعَبَّاسِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: وَاللَّهِ لَإِسْلَامُكَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ كَانَ أَحَبَّ إليَّ مِنْ إِسْلَامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ؛ لِأَنَّ إِسْلَامَكَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ إِسْلَامِ الْخَطَّابِ ( [8]). وفي سير أعلام النبلاء للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر في ترجمة العبَّاس: وروي أن العباس بن عبد المطلب لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز العباس إجلالا له، ويقولان: >عم النبي صلى الله عليه وسلم< ( [9]). مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى كَابِسِ بْنِ زَمْعة.. وفي طبقات ابن سعد بإسناده إلى فاطمة بنت علي قَالَتْ: دَخَلْتُ على عمر بن عبدالعزيز وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ؛ فَأَخْرَجَ عَنِّي كُلَّ خَصِـيٍّ وَحَرَسِيٍّ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي وَغَيْرُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِنْتَ عَلِيٍّ، وَاللَّهِ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ بَيْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكُمْ، وَلَأَنْتُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ( [10]). قال ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: وَيُحِبُّونَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَوَلَّوْنَهُمْ.
لمحة تاريخية [ عدل] هي منظمة فلسطينية تم إنشاءها في مطلع السبعينات بعد الصدامات التي وقعت بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الأردني، وأدت إلى خروج الفدائيين الفلسطينيين من الأردن إلى لبنان. حيث كانت مشاعر اليأس، والإحباط، وخيبة الأمل تسيطر على جميع الفلسطينيين، لأنه لم يكن في وسع هؤلاء القيام بعمليات فدائية (تقليدية) ضد إسرائيل بسبب الخروج من الأردن. لذلك أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء منظمة كرديف ملحق بالمقاومة الفلسطينية في الوقت الذي لم يكن بوسع هذه الأخيرة القيام بمسئولياتها كاملة من الناحية العسكرية والسياسية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن قيادة المقاومة الفلسطينية انعقدت بكامل هيئتها في شهر أيلول 1971، واتخذت مجموعة من القرارات أهمها: تعزيز قواعد المقاومة في الأردن ولبنان، وشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من الجنوب. لقد ارتبط اسم صلاح خلف بهذه المنظمة، إلا أنه نفى دائما أي علاقة له بها لاعتبارات سياسية، كما أن فتح عبرت دائما عن أن قادة وأعضاء هذه المنظمة أنهوا علاقتهم بفتح ولم يعودوا أعضاء فيها فقد كانت منظمة التحرير في ذلك الوقت غير معترف بها لا عربيا ولا دوليًا، وكانت تسعى للحصول على هذا الاعتراف، لهذا نأت بنفسها عن تبني عمليات عسكرية باسم (فتح) قد تحول دون تحقيق مكاسب سياسية على الصعيدين العربي والدولي، وأوكلت هذه المهمة (لأيلول الأسود) التي استطاعت من خلال عملياتها في السبعينات أن تنتزع اعتراف العرب والعالم بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: ( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا ، وَدَلًّا ، وَهَدْيًا ، بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). رواه الترمذي (3762) وقال: هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني. ( دَلًّا ، وَسَمْتًا ، وَهَدْيًا) هَذِهِ الْأَلْفَاظ مُتَقَارِبَةُ الْمَعَانِي ، ومَعْنَاهَا: الْهَيْئَة ، وَالطَّرِيقَة ، وَحُسْن الْحَال وَنَحْو ذَلِكَ. ينظر: "عون المعبود" (14/ 87). "كَأَنَّهَا أَشَارَتْ بِالسَّمْتِ إِلَى مَا يُرَى عَلَى الْإِنْسَانِ مِنَ الْخُشُوعِ وَالتَّوَاضُعِ لِلَّهِ ، وَبِالْهَدْيِ مَا يَتَحَلَّى بِهِ مِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، وَبِالدَّلِّ حُسْنَ الْخُلُقِ وَلُطْفَ الْحَدِيثِ ". انتهى من "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (7/2969). والله أعلم