رقية العلواني تفريغ سمر الأرناؤوط لموقع إسلاميات حصريًا من أعظم عطاءات التوحيد أنه يحرر الإنسان من أسر الشهوات المادية يحرره من الوقوع في سلطان النزوات والشهوات من مال من جاه من ركض وراء طعام أو شراب، التوحيد يحرر الإنسان من هذا كله. ولكن الإشكالية التي وقع فيها بنو إسرائيل من مواقفهم التي ذكرتها سورة … تدبر سورة البقرة -مقدمة تفريغ سمر الأرناؤوط لموقع إسلاميات حصريًا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. تدبر سورة البقرة ماهر. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإنسان بطبيعته يعاني في كثير من الأحيان من مخاوف شتى، من هموم، من أحزان، من آمال، من آلآم، من قلق، من تطلعات وتشوفات إلى المستقبل، كل هذه المشاعر الإنسانية المعتادة تحتاج إلى إطار … أكمل القراءة »
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ قوله ( إن الذين كفروا) يعني مشركي العرب قال الكلبي: يعني اليهود. والكفر هو الجحود وأصله من الكفر وهو الستر ومنه سمي الليل كافرا لأنه يستر الأشياء بظلمته وسمي الزراع كافرا لأنه يستر الحب بالتراب والكافر يستر الحق بجحوده. والكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار وكفر جحود وكفر عناد وكفر نفاق. فكفر الإنكار أن لا يعرف الله أصلا ولا يعترف به وكفر الجحود هو أن يعرف الله تعالى بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس وكفر اليهود. تدبر سورة البقرة ياسر الدوسري. قال الله تعالى: " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " ( 89 - البقرة) وكفر العناد هو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا وأما كفر النفاق فهو أن يقر باللسان ولا يعتقد بالقلب وجميع هذه الأنواع سواء في أن من لقي الله تعالى بواحد منها لا يغفر له. قوله ( سواء عليهم) أي متساو لديهم ( أأنذرتهم) خوفتهم وحذرتهم والإنذار إعلام مع تخويف وتحذير وكل منذر معلم وليس كل معلم منذرا وحقق ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي الهمزتين في أأنذرتهم وكذلك كل همزتين تقعان في أول الكلمة والآخرون يلينون الثانية ( أم) حرف عطف على الاستفهام ( لم) حرف جزم لا تلي إلا الفعل لأن الجزم يختص بالأفعال ( تنذرهم لا يؤمنون) وهذه الآية في أقوام حقت عليهم كلمة الشقاوة في سابق علم الله ثم ذكر سبب تركهم الإيمان
ثم نتأمل بعد ذلك بوصف الاصناف الثلاثة وموقفهم من القران الكريم - المؤمنون -الكافرون -المنافقون المؤمنون "يؤمنون بالغيب" وهو كل ما غاب عن العقل او الذهن او البصر والله سبحانه الذي نؤمن بالله هو اعظم الغيب, وحال الانبياء السابقين وما اخبر الله به في المستقبل من احوال الاخرة فهذا كله من الغيب. "يقيمون الصلاة" يعني اقامتها على الوجه الاكبر والأكمل والصحيح وليس القيام بحركات فقط. "ومما رزقناهم" وليس من اموالهم, فانّهم ينفقون مستشعرين بان ما ينفقونه هو من رزق الله عز وجل "يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك" وفي هذه الاية اشارة الى اهل الكتاب الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وامنوا بالانبياء قبله من بني اسرائيل. "وبالاخرة هم يوقنون" ختم الايات بها فابتدأها بالايمان بالله واختممها بالايمان باليوم الاخر وهم موقنون به, وفي هذه اشارة ايضا الى بني اسرائيل الذين لديهم شك وخلل في تصور اليوم الاخر وان لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. وصف الذين اهتدوا.. حلية أهل القرآن: مجالس في تدبر سورة البقرة. الايمان - اقامة الصلاة - مما رزقناهم ينفقون - امنوا بالكتاب - بالاخرة هم يوقنون, اولئك فهي منزلة رفيعة. "على هدى" في البداية ذكر هدى للمتقين وهنا على هدى وهذا يدل على انهم استعلوا في مكانتهم ووصلوا بالهداية في القران الى اعلى درجة ثم بيّن جزاءهم في الدنيا والاخرة وقال "واولئك هم المفلحون" فالفلاح هو الفوز, ففلحوا في الدنيا بصلاح امورهم الدنيوية من التعامل الحسن والكسب الحسن والعيش الحسن والحياة الطيبة والحسنة, فهم المفلحون اي هم المستحقون للفلاح وحق لاهل الايمان والعمل الصالح المهتدين بالقران ان يكونوا على فلاح في الدنيا وثم في الاخرة.
قال الله تعالى وما يشعرون اي لا يشعرون بحقيقة ما اّل اليه هذا النفاق وهو العذاب الذي اعده لهم في النار, اللهم انّا نعوذ بك من النار.