السبت 7 من ذي الحجة 1426هـ - 7 يناير 2006م - العدد 13711 أسس القرآن الكريم قانوناً اجتماعياً للتغيير قوامه ضرورة غرس قيم التغيير المراد تدشينها داخل المجتمع على مستوى القاعدة الاجتماعية ليؤتي ثماره المرجوة منه، بحيث إن أي تغيير لا يراعي تجذير قيم التغيير الاجتماعي على ذلك المستوى فإن أي محاولة للتغيير فيه لن تكون على مستوى الآمال المعقودة عليها لعدم القناعة الشعبية بأية محاولة للتغيير تأتي من خارج المجتمع. الفشل ليس عيبًا بل استمراريته!!. يتمثل قانون التغيير الاجتماعي في القرآن من خلال قول الله تعالى {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم».. الآية وهذه الآية الكريمة تعطي تأكيداً جازماً على مبدأين: أولهما: التأكيد على قانون السببية، فلا تغيير إلا بتقديم ثمنه أولاً، المتمثل بتغيير ما في النفوس من كل ما يتعارض مع قيم التغيير المراد استنباته داخل المجتمع. ثانيهما: أن هذا التغيير لابد وأن يكون على مستوى قاعدة المجتمع، بحيث يغدو في النهاية سلوكاً تلقائياً روتينياً نتيجة لتجذير قيم ذلك التغيير في مفاصله، وأي محاولة للتغيير تأتي من خلال فرضها من أعلى أو الدعوة لها استجابة لضغط ظرف طارئ مثلاً لن يصاحبها نجاح يذكر في الغالب.
* هل حاولتم القيام بدراسة جسرنة للعلوم التربوية الإسلامية النظرية، باعتبار أنكم تجمعون بين الدراسة الحوزوية والتخصص الأكاديمي في مجال الهندسة النفسية؟ في الواقع أسعى، لكوني مرتبطاً حالياً بالدراسات الإسلامية الحوزوية والأكاديمية في مجال التدريب على آليات البرمجة اللغوية العصبية، أسعى لوضع تصور جديد لمبادئ التربية النفسية في الإسلام. جريدة الرياض | قانون التغيير الاجتماعي من منظور القرآن. فنحن في الواقع لدينا مضمون إسلامي ثري، وخطوط عملانية عريضة لكل ما يطرح من آليات حديثة، مثلاً، فيما يتعلق بالتفكير الإيجابي، هناك الحديث المشهور: "تفاءلوا بالخير تجدوه" وهذه قاعدة أصلية للتفكير الإيجابي، ومن هنا ينبغي لنا أن نعتني بوضع آليات وخطوات عملية تسهل عملية التفكير الإيجابي للمسلمين انطلاقاً من هذه القاعدة العظيمة. ولا بأس هنا من الاستفادة من الآليات الحديثة، شرط أن لا تصاحب الآليات مبادئ فلسفية أو رؤى تتعارض مع رؤيتنا الإسلامية. * الحقيقة أن هذا الموضوع بحاجة إلى المزيد من الأسئلة والأجوبة، وهو جدير بالمتابعة، ولضيق المجال نعتذر من جنابكم ومن إخوتنا القراء الأعزاء، فهل من كلمة أخيرة؟ أشكر مجلة بقية اللَّه على هذا اللقاء، وأنا شخصياً من قراء المجلة، ولها حضور فاعل في البحرين، وهذا ناتج عن أصالة المواضيع المطروحة فيها، واستمرار تطور المجلة، سواء موسوعية مواضيعها وتعرضها للشؤون كافة التي تخص المسلمين على أرض الواقع، أو أسلوب طرح هذه المواضيع بطريقة سهلة وممتعة ونافعة.
المجلس الإسلامي السوري 10 رجب 1440 هــ الموافق 17 آذار 2019 م
﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]. ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. ويبين القرآن للمسلمين أن تمكينهم في الدنيا هو لإصلاح الأرض، ثم تكون لهم العاقبة الحسنة في الآخرة، فينعمون بالجنة والرضوان: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]. أما الكفار فَيُمكَّنون ابتلاء وفتنة، وحين يُوغِلون في البعد عن الله تُفتح عليهم أبواب القوة والاستمتاع، وتنهال عليهم الأسباب من كل جانب. وليس ذلك رضًى من الله عليهم، بل ليزدادوا إثماً، ثم يأخذهم الله تعالى أخذ عزيز مقتدر: ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].