ويقرب منه ما قيل: إن المراد بالضلال الذهاب من العلم كما في قوله: ﴿أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى﴾ البقرة: 282، ويؤيده قوله: ﴿وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾ يوسف: 3. وقيل المعنى وجدك ضالا بين الناس لا يعرفون حقك فهداهم إليك ودلهم عليك. وقيل: إنه إشارة إلى ضلاله في طريق مكة حينما كانت تجيء به حليمة بنت أبي ذؤيب من البدو إلى جده عبد المطلب على ما روي. وقيل: إشارة إلى ما روي من ضلاله في شعاب مكة صغيرا. واما بنعمة ربك فحدث سورة. وقيل: إشارة إلى ما روي من ضلاله في مسيره إلى الشام مع عمه أبي طالب في قافلة ميسرة غلام خديجة. وقيل: غير ذلك وهي وجوه ضعيفة ظاهرة الضعف. قوله تعالى: ﴿ووجدك عائلا فأغنى﴾ العائل الفقير الذي لا مال له وقد كان (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيرا لا مال له فأغناه الله بعد ما تزوج بخديجة بنت خويلد (عليه السلام) فوهبت له مالها وكان لها مال كثير، وقيل المراد بالإغناء استجابة دعوته. قوله تعالى: ﴿فأما اليتيم فلا تقهر﴾ قال الراغب: القهر الغلبة والتذليل معا ويستعمل في كل واحد منهما، انتهى. قوله تعالى: ﴿وأما السائل فلا تنهر﴾ النهر هو الزجر والرد بغلظة. قوله تعالى: ﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ التحديث بالنعمة ذكرها قولا وإظهارها فعلا وذلك شكرها، وهذه الأوامر عامة للناس وإن كانت موجهة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
الجندي: معناها "انقل" وليس "ثرثر" يؤيد ذلك المعنى ما ذكره الدكتور خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مستنكرًا ما يظنه البعض انه تحدث بالنعمة التي لديه من أموال وأراض وغيرها، قائلًا إن من يظن ذلك مخطئ، فحدث هنا تعني "انقل" لا "ثرثر"، فالتحدث المطلوب في الآية هو نقل الحديث من شخص لآخر لا التباهي والتفاخر بالنعمة، قائلًا إن من هنا سمي الحديث النبوي بذلك. أحمد ممدوح: المقصود بها شكر النعم لكن من ناحية أخرى، فسر الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الآية، بوجه آخر، حيث قال إن المقصود بقوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث، هو أن يتحدث المرء بنعمة الله ويشكر الله عليها، فمن شكر النعم أن ينشر الإنسان شكر الله بأن أنعم عليه بنعمة معينة. الآية في تفسيري "ابن كثير" و"القرطبي" وقد ورد التفسيران السابقان في كتب التفاسير الكبرى على اختلافهما، حيث ذكر ابن كثير في تفسيره لقوله: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ": أي، وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله، فحدث بنعمة الله عليك ، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي: "واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها ، قابليها ، وأتمها علينا "، ونقل ابن كثير عن ابن جرير قوله: حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، حدثنا سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها.
فَتَرْضَى: ( الفاء): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، ( تَرْضَى): فعلٌ مُضارعٌ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة على الألف للتّعذّر، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره أنت. أَلَم:ْ ( الهمزة): للاستفهام، حرف مبني على الفتح، و( لَمْ): حرفُ نفي وجزم وقلب مبني على السّكون. يَجِدْكَ: ( يَجِدْ): فعلٌ مضارعٌ مجزوم بـ (لَمْ) وعلامة جزمه السّكون، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره هو، و( الكاف): ضميرٌ مُتّصل مبني على الفتح في محلّ نصب مفعول به أوّل. يَتِيمًا: مفعولٌ به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح. فَآوَى: ( الفاء): حرف عطف مبني على الفتح، ( آوَى): فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح المُقدّر على الألف للتّعذّر، و( الفاعل): ضمير مستتر تقديره هو. واما بنعمة ربك فحدث. وَوَجَدَكَ: ( الواو): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، ( وَجَدَ): فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره هو، و( الكاف): ضميرٌ مُتّصل مبني على الفتح في محلّ نصب مفعول به أوّل. ضَالًّا: مفعولٌ به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح. فَهَدَى: ( الفاء): حرف عطفٍ مبني على الفتح، ( هَدَى): فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح المُقدّر على الألف للتّعذّر، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره هو.