• سيد كُهُول أهل الجنة: قال الإمام الترمذي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: ذكره داود، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أبو بكر وعمر سيِّدا كُهُول أهل الجنة من الأوَّلين والآخِرين، ما خلا النبيين والمُرسلين، لا تُخبِرهما يا علي)) [4]. • هذان مني السمع والبصر: قال الإمام الترمذي: حدَّثنا قتيبة قال: حدثنا ابن أبي فديك، عن عبدالعزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده عبدالله بن حنطب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى أبا بكر وعمرَ فقال: ((هذان السمع والبصر)) [5]. إسلام أبي بكر: بادَر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى صديقه الحميم أبي بكر - رضي الله عنه - ليُخبِره بما أكرمه الله به من النبوة والرسالة، ويَدعوه إلى الإيمان به، فآمن به دون تردُّد، وشهِد شهادة الحق، فكان أوَّل مَن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال؛ إذ كان من أخصِّ أصحابه قبل البعثة، عارفًا به - صلى الله عليه وسلم - وبأخلاقه، وكان يعلم من صدْق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمانته ما يَمنعه من الكذب على الخَلْق، فكيف يَكذِب على الله؟! توفي ابو بكر الصديق رضي الله عنه سنه. ولذا بمجرد ما ذَكَر له النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله أرسله رسولاً، سارَع إلى تصديقه والإيمان به، ولم يتردَّد.
اللهم ارزقنا حبك وحبَّ من أحبك، ولا توفَّنا إلا وأنت راضٍ عنا، يا أرحم الراحمين. [1] الجوهرة في نَسَب النبي وأصحابه العشرة (2: 105). [2] صحيح البخاري (6: 66). [3] سنن الترمذي؛ ت شاكر (5: 616). [4] سنن الترمذي؛ ت شاكر (5: 611). [5] سنن الترمذي؛ ت شاكر (5: 613). [6] صحيح البخاري (6: 14).
• قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما دعوتُ أحدًا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردُّد ونظَر، إلا أبا بكر، ما عَتم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه)).
[٣١] الخلاصة اتصف أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات، وامتاز بالكثير من الفضائل والخصائص، فقد كان أوّل من أسلم من الرجال، وساعد في نشر رسالة الإسلام، فأسلم على يده الكثير من الصحابة السابقين إلى الإسلام، واتصف بالحلم بالرّفق والحلم واللين، والتواضع، والحلم، وكان سباقاً إلى الخير، وهو الذي اختاره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون رفيقه في الهجرة، وقد امتاز عصره بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، بعد أن كان متفرّقاً عن الصحابة مكتوباً ومحفوظاً في صدورهم. المراجع ↑ فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، محمد عويضة ، صفحة 288. بتصرّف. ↑ محمد عويضة ، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 292. بتصرّف. ↑ محمد الكاندهلوي (1999)، حياة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 217، جزء 1. بتصرّف. ↑ موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 205، جزء 1. ابو بكر( رضي الله عنه )اتعبت الخلفاء بعدك يا ابو بكر - YouTube. بتصرّف. ↑ سورة التوبة ، آية:40 ↑ محمد عويضة ، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب ، صفحة 292-293. بتصرّف. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عمرو بن العاص ، الصفحة أو الرقم:3662، صحيح.
[٩] واستمرّت صحبة أبي بكر لرسول الله منذ أن بعثه الله إلى أن توفاه، وتجلّت مكانة أبي بكر وأفضليته في اختياره رفيقاً لرسول الله في الهجرة من مكة إلى المدينة ، ومناصرته له، وحرصه على ألّا يحزن، فكان الصاحب الوحيد لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي يوم بدر في حادثة العريش لم يكن مع رسول الله سواه، وفي حياة رسول الله كلّها كان أبو بكر صاحبه ومرافقه، ومشاركاً له في اختصاص الله لهما بالمعيّة والتأييد والحفظ.
أهمية السمعة الطيبة للمسلم وسابعاً: مكانة وأهمية سمعة الإنسان المسلم بين الناس: فإن الصِّدِّيق رضي الله عنه لا نفاقاً ولا رياءً، وإنما هذا من طبعه رضي الله عنه أنه كان كريماً صاحب معروف، يعطي المعدوم، يصل الرحم، يقري الضيف، يعين العاجز الفقير في النوائب، وهذه الأعمال الخيرية التي كانت في الصِّدِّيق كان لها انتشار بين الناس حتى عُرِف بها الصِّدِّيق ، ولذلك لما رأى ابن الدَّغِنَة الصِّدِّيق خرج من مكة قال: ( إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج) أي: لا يمكن أن مثل هذا يَخرج أو يُخرج إنسان هذه صفاته، وذكر لهم صفات الصِّدِّيق. فسمعة الإنسان المسلم بأعمال الخير التي يعملها تكون سبباً في نجاته بإذن الله، وييسر الله له من الناس، ولو من الكفرة والمشركين مَن يحميه أو يدافع عنه بسبب أعماله الخيرية، فيجب أن يحرص المسلم على أن يكون له باعٌ في عمل الخير، لا من أجل أن يحمي نفسه، أو من أجل أن يكون له شافع من الناس، أو جار يجيره، ولكن ذلك من طبيعة هذا الدين، والله تعالى يوصلها إلى الخلق، ويصبح هذا الشخص صاحب سمعة طيبة بين الناس، وعمل الخير ينفع صاحبه دائماً، وفي أوقات الشدة يكون هذا العمل من الأشياء التي تعين الإنسان على إقامة دينه.