وقول النبيّ الكريم عليه وآله وصحبه أفضل صلاة وتسليم:ـ (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ) الإمام البخاري رحمه الله جلّ في علاه. جريدة الرياض | شغف التفاصيل.. ونتائجها!. فهذا توجيه بشكل عام يُستثنى منه كون البحث يُراد به التحقّق ممّا يخدم مسيرة الدعوة إلى حقائق العلم الداعمة لبذل الجهد في إخراج الناس من الظلمات إلى النور. وفّقكم الله سبحانه وسدّد خطاكم ونفع بكم. والله جلّ جلاله أعلم. وصلّى الله تعالى على خير مرسل ومعلّم سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
بُدئ بقصة ذبح البقرة لإبراز ضرر التلكؤ في تنفيذ أمر الله وتعمد البحث عن التبريرات لعدم التنفيذ كالإكثار من الاستفسار والتساؤلات غير الضرورية حول الموضوع المطلوب تنفيذه. ثم لبيان أن الله سبحانه يزيد المشقة على الذين يبحثون عن التبريرات ويكثرون التساؤلات غير الضرورية على نحو ما قال سبحانه في الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم ْ)، وفي هذا بيان عام لكلّ من يدين لله سبحانه في كلّ زمان ومكان أن ينفِّذ أمر الله على وجهه دون محاولة إيجاد التبريرات بعدم التنفيذ وقد يكون لأهمية هذا الأمر علاقة بتسمية هذه السورة بالبقرة. ب. أما الغرض الثاني فإن في هذا التقديم والتأخير إظهاراً للموضوع الواحد كأنه موضـوعـان في كلّ منهـمـا بـيـان، فلو كانت آيات قتل النفس في البـدايـة ثم الأمر بذبح البقرة للدلالة على القاتل لكانت القصة على هذا النحو واحدة ولارتبطت في الذهن بعبرة واحدة هي: (ذبح البقرة لبيان القاتل). سبب نزول الآية 101 " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن " المائدة - YouTube. أما بيانها كما جاء في كتاب الله فكأنهما قِصَّتان بموعظتين: الأولى: حول تنفيذ الأمر بدون تلكؤ ولا تبريرات. والثانية قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى بشكل عام ومن ضمنها بيان القاتل ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فكان ذكر هذا الموضوع في آخر آيات ذبح البقرة كأنه موضوع جديد.
انتهي.
2ـ حذف وتحريف ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من قبل الكفار والمعاندين، ولقد أثبت القرآن الكريم حقيقة التحريف الذي يمارسه أعداء الله عزّ وجلّ في كلامه سبحانه فكيف لا يفعلون ذلك مع آثار الأنبياء عليهم الصلاة والتسليم؟ قال عزّ من قائل:ـ {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 75]. 3ـ كلّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بُعثوا لأقوامهم خاصّة. قال حضرة النبيّ صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:ـ (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ كَافَّةً، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه. ولعدم وجود وسائل تواصل وتدوين كما الحال في عصرنا اقتصر العلم بالنبيّ عليه الصلاة والسلام بقومه الذين غالبًا ما عادوه وكذّبوه، فالنبيّ منهم يؤمن به الرجل والرجلان، وآخرُ لا يؤمن به أحد، وإليك بعض الآيات القرآنية الشريفة التي تصف هذا العداء والتكذيب.