"كيف لولدٍ مكلوم أن يُعبر عن مشاعره الجياشة تجاه والده العالم الجليل الرباني، صاحب الفكر الناصع، والقلم الرصين، والنظرة الثاقبة والمواقف الفذة"، تلك إحدى العبارات التي تضمنتها مقدمة المؤلف الابن، تُنبئك بمقدار إحاطته بتفاصيل حياته ومنهجه، وهو ما لمستُه في الكتاب، وذلك على غير عادة كثير من أبناء العلماء والدعاة الذين يعيشون في شبه انفصال عن درب آبائهم. المؤلف لم يسرد سيرة والده فحسب، وإنما أبرز بوضوح منهج ذلك التيار الذي كثُر خصومه، ليكون توثيقًا مزدوج المسلك يُغطي مسيرة الدعوة والداعية. يرسم لك المؤلف لوحة فنية تصور المنشأ والمولد، يستدعي فيها عبق التاريخ، حيث قرية "تسيل" الحورانية بسوريا، ونهر العلان شديد القرب من نهر اليرموك، الذي يحدثك عن خالد بن الوليد وابن الجراح، وتل الجابية عاصمة الغساسنة، الذي شهد لقاء الخليفة عمر بجيش اليرموك بعد الواقعة، وتل الجموع الذي شهد انطلاقة صلاح الدين لتحرير القدس، ليبرز لنا كيف أثّرت البيئة بجغرافيتها وتاريخها في تكوينه ونشأته. ومن تلك الأسرة شريفة النسب، ومن مناخ خشونة العيش وحياة الكرم ونبل الأخلاق، نبت محمد سرور، واحْتكّ في تعليمه المتوسط والثانوي بالمتدينين، وسط صراعات حزبية لاتجاهات شتى، لينضم آنذاك إلى جماعة الإخوان، ويتربى على يد رموزها أمثال مصطفى السباعي، وعلي الطنطاوي، وعصام العطار، ليصبح شعلة من النشاط الدعوي، إلى أن حدث انشقاق 1969 في صفوف الجماعة، تحت ضغط الواقع الصعب، ليبدأ في رحلة الهجرة إلى الديار السعودية.
السرورية أحد التيارات الإخوانية التي تُنسب لمؤسسها محمد سرور زين العابدين والذي مرر أفكار سيد قطب تحت عباءة السلفية لتتلحف بالسلفية كعقيدة، والأشكال التنظيمية الحركية لجماعة الإخوان وتمزج بين أصول التوحيد وظِلال قطب أملاً في أن تلاقي قبولاً بين فئة الشباب السعودي في ثمانينات القرن الماضي وقد تحققت أهدافه بسلاسة بين مجتمع متدين بالفطرة ومتقبل لكل ما يعزز تدينه ويحرك عاطفته الدينية بحسن النوايا ونقاء السليقة. وفد محمد سرور زين العابدين إلى المملكة العربية السعودية لتدريس مادة الحساب في المعاهد التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتنقل ما بين حائل وبريدة والمنطقة الشرقية والرياض لنشر فكره وزيادة أتباعه حتى اخترقت جماعته كل الطبقات الاجتماعية في المملكة وكوّن قاعدة قوية في ظاهرها مواكبة توجهات الدولة السعودية الدينية السلفية وفي باطنها التأسلم السياسي ذو الأجندات البعيدة الأهداف، ما سهل حركة كوادر هذا التنظيم في الدعوة وحشد الأتباع وتنظيم الصفوف باجتذاب الشباب وغرس الفكر المتطرف الذي يصبو إلى التثوير والفتنة وخلق الصراع بين الأتباع والدولة.
ترتيب حسب: 49. 00$ 70. 00$ نبذة الناشر: يروي لنا مؤلف الكتاب موقف علماء السلف من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الخير كله في اتباع علماء السلف الصالح، في الفصلين الأول والثاني. أما الفصل الثالث فهو بعنوان علماء السطان... إقرأ المزيد » 49. 00$ نبذة الناشر: يسرد محمد سرور في المجلدات الثلاثة من مذكراته جانبًا من سيرته الشخصية، وتجربته في العمل الإسلامي، لكنه يجعل النصيب الأكبر منها لتاريخ الجماعات الإسلامية التي عاصرها وتاريخ المرحلة التي... إقرأ المزيد » الإستطاعة لـ محمد سرور زين العابدين | دار الأصول العلمية | 02/01/2020 كتاب إلكتروني/epub توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة 4. 90$ 7. 00$ نبذة الناشر: الذي دفعني لإخراج هذا الفصل في كتاب دون أن أفرغَ من الكتاب كله الأحداث التي يشهدها بلدنا الحبيب سورية، ووجوب أن يعرف الأخوة الذين صنعوا هذا الحدث العظيم أن إسقاط هذا الكيان الطائفي آتٍ... إقرأ المزيد » الإستطاعة لـ محمد سرور زين العابدين | دار الأصول العلمية | 02/01/2020 ورقي غلاف عادي 6. 65$ 7. إقرأ المزيد » خوارج العصر لـ محمد سرور زين العابدين | دار الأصول العلمية | 02/01/2020 كتاب إلكتروني/epub توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة 4.
من أجواء الشيوعية والقومية والبعثية في سوريا، إلى حيث التدين السلفي، ومن الاهتمام بالثقافة الإسلامية العامة والواقع السياسي إلى التأصيل الشرعي والإبحار في كتب التراث، ذلك باختصار ما يعبر عن البيئة الجديدة التي انتقل إليها الشاب محمد سرور، الذي انبهر بتلك الأجواء الصافية، لكنه أخذ عليها خلوّها من شمولية المنهج الإسلامي، ومن هنا كانت الانطلاقة. تيار يجمع بين الأصالة والمعاصرة، شمولي منفتح، يستوعب الآخرين ويتلاقى معهم بغير مزاحمة، ينبذ المسميات والتعصب للرايات الجزئية، وسطية بغير جنوح إلى الغلو أو التفريط، يدعو إلى توحيد الراية، يفضح مخططات الأعداء والطابور الخامس في الأمة، يكشف عوار الأنظمة الديكتاتورية، تلك بعض المعالم المنهجية لذلك التيار الناشئ بعد الانفصال الرسمي لمحمد سرور عن الإخوان، التي أشار إليها مؤلف الكتاب. لاقت دعوته رواجا بين الشباب السعودي، وتأثرت بها شرائح واسعة، لكنه بذلك تجاوز الحد المسموح به والمتفق عليه سلفا بين الدولة وضيوفها من جماعة الإخوان، من الابتعاد عن استقطاب السعوديين، وعدم نشر تلك الدعوة بينهم، ليغادر بعد ثماني سنوات إلى الكويت حاملًا معه أروع الذكريات. انتقل الشاب الثلاثيني إلى الكويت عام 1973، ليجد بيئة أكثر انفتاحا، تضم تيارات إسلامية مختلفة، أبرزها الإخوان والسلفيون، وأشهر قلمه في تناول قضايا الأمة ونشر الوعي من خلال مجلة "المجتمع"، وأسس دار الأرقم لنشر العصارات الفكرية لكبار الكتاب، واهتم بمتابعة الاجتياح السوري الطائفي للبنان، بحجة حماية الفلسطينيين بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، ومجازره في تل الزعتر وغيرها.
دبي، الإمارات العربية المتحدة ( CNN) -- وجه عدد من أبرز الوجوه الدينية السعودية والمقربة من ما يعرف بـ"تيار الصحوة" رسائل تعزية بالشيخ بعد شيوع خبر وفاة الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين، الداعية السوري الذي انتقل في فترة من حياته إلى السعودية ليؤسس تيارا فكريا عُرف لاحقا باسمه "السرورية" وأثار جدلا واسعا في الأوساط الحركية الإسلامية. وقالت "رابطة علماء المسلمين" في بيان لها إن الداعية الذي توفى في العاصمة القطرية الدوحة الجمعة، كانت له "مواقف مشهورة وتصدى للمد الصفوي قبل نحو أربعين سنة ورد على أهل الأهواء و الغلو، وانتصر لنهج السلف الصالح. " أما الداعية السعودي البارز، سلمان العودة، فظهر في سلسلة فيديوهات عبر "سناب شات" قال فيه: "رحم الله الشيخ محمد نايف سرور زين العابدين، درسني في طفولتي مادة الحساب، تنقل بين المملكة وبريطانيا واستقر به المقام في قطر وكنت أزوره باستمرار، وكان من الداخل يحترق للإسلام وكان غيورا، تختلف أو تتفق معه. بسبب حدة في طبعه ابتعد عنه وتخلى عنه معظم من تربوا على يديه. " وتابع بالقول: "وجدته (مؤخرا) شخصا مختلفا، حنّكته التجارب وعلمته الأيام.. ولم يكن لديه مشكلة في التصحيح.
تيار السرورية يجمع بين الأصالة والمعاصرة، يستوعب الآخرين ويتلاقى معهم بغير مزاحمة وكان محمد سرور صاحب أول الأقلام التي حذّرت من الثورة الخمينية ذات الطابع القومي المحمل على رأس طائفي، وصنف – باسم مستعار – في ذلك مؤلفه المشهور "وجاء دور المجوس"، وواجه صعوبات في طباعته ونشره وتوزيعه، نظرًا لميل معظم الدول العربية إلى تأييد الثورة آنذاك، إلى أن تبدلت العلاقات مع إيران، فذاع صيت الكتاب واستعان به واستفاد منه كبار علماء السعودية أمثال ابن باز في تحديد الرأي الشرعي تجاه ثورة الخميني.