أما الغنى الأصلي، فيتجسد في رضا النفس،
والقناعة بما رزقك الله، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ابن آدم، عندك ما
يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك. ابن آدم، لا بقليل تقنع، ولا من كثير تشبع. ابن آدم،
إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء». إذن الرضا والغنى في الأمن والعافية ولا
يدرك ذلك سوى المؤمن فقط تأكيدًا لقوله سبحانه وتعالى: «نَحْنُ قَسَمْنَا
بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (الزخرف: 32)، إذ أن ﺗﻔﺎﻭﺕ
الأرزاق بين ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺳﻨﺔ ﻣﻦ سنن الله في الكون، ولا يستطيع أحد ﻣﻦ ﺃﻫل الأﺭﺽ أن يبدلها تبديلاً. والرضا بما قسمه هو من أسباب المعينة
على هدوء النفس، وتجنب الأمراض التي تأتي بها الهموم والأحزان، وقد وجه النبي إلى
ذلك وحث عليه قائلاً: "من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن، أو يعلم من يعمل بهن؟
فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله. ارضَ بما قسمه الله لك - جريدة عالم التنمية. فأخذ بيدي فعد خمسًا؛ فقال: اتق المحارم تكن
أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب
للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب". والإمام الشافعي رحمه الله يقول: رأيت القناعة
رأس الغنى فصرتُ بأذيالها مُمتسكْ.. فلا ذا يـراني على بابه ولا ذا يراني به منهمكْ..
فصرتُ غنيًّا بلا درهم".
أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس - مقال
[رواه الترمذي وأحمد والبيهقي]. ويلفت د. فرج إلى "أن رضا الإنسان بحاله، وبما قسم له من رزق يرفع درجته عند الله، ويزيد من إيمانه، ويحقق له الطمأنينة في الدنيا والآخرة، فحياة الإنسان لا ينبغي أن يكون الهدف منها جمع المال؛ لأن طبيعة الحياة تمر بفترات غنى وفقر، فعليه في الأولى أن يشكر الله، وفي الثانية أن يصبر ويقتنع، ويسعى بالحال إلى نيل ما قسم الله له". أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس - مقال. وأشار إلى أن المؤمن يحرص على شكر ربه؛ لينال المزيد، وحتى يتمكن من حفظ نعمة الله من الزوال؛ فإن السلف كانوا يسمونه الشكر الجالب، ويسمونه الحافظ، وقد وعد الله الشاكرين بالزيادة، فقال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:7]، والله سبحانه غني عن شكر الشاكرين، ولكننا ننتفع بشكرنا لله، قال تعالى: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}[النمل:40]. والشكر كما عرفه ابن القيم -رحمة الله عليه-: "هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً، وعلى قلبه شهوداً ومحبة، وعلى جوارحه انقياداً وطاعة". صلاح فرج: تحقيق صفة الرضا، يقتضي إجالة النظر في أحوال الناس الآخرين؛ لتعلم مقدار نعم الله عليك، التي قد يغبطك عليها الملايين من البشر
وقال: إن تحقيق صفة الرضا، يقتضي إجالة النظر في أحوال الناس الآخرين؛ لتعلم مقدار نعم الله عليك، التي قد يغبطك عليها الملايين من البشر، فإن كنت فقيرًا، فهناك من حولك من هم أشد فقرًا.. وإن كنت مريضًا فإن من حولك من هم أكثر مرضا!
الرضا بما قسمه الله لك - موضوع
كما أنه -صلى الله عليه وسلم- بين أن القناعة سبب من أسباب كثرة الشكر؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس " (حسن لغيره). "ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ"
لماذا تكون أغنى الناس إذا رضيت بما قسم الله لك؟
السبب أن من قَنَعَ استغنى عن كل شيء، فليس الغنى بكثرة المال، ولا بكثرة الولد، ولا بكثرة الجاه.
ارضَ بما قسمه الله لك - جريدة عالم التنمية
و ليس ذلك عن هوان له على, ولكنى أريد ان أدخر له فى الآخرة من كرامتى, وأحميه من الدنيا كما يحمى الراعى غنمه من مراعى السوء. • ياموسى / ماألجأت الفثقراء إلى الأغنياء لأن خزائنى ضاقت عليهم, أو لأن رحمتى لم تسعهم, ولكن فرضت للفقراء فى أموال الأغنياء مايسعهم.. أردت أن أبلو الأغنياء كيف مسارعتهم فيما فرضت للفقراء فى أموالهم. • ياموسى / ان فعلوا ذلك اتممت عليهم نعمتى, وضاعفت لهم فى الدنيا.. الواحدة عشر امثالها. • ياموسى / كن للفقراء كنزا, وللضعيف معينا, وللمستجير غوثا.. أكن لك فى الشدة صاحبا, وفى الوحدة انيسا.. اكلؤك فى ليلك ونهارك. الرضا.. ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس. • ياموسى / ارض بكسرة خبز من شعير تسد بها جوعتك, وخرقة تدارى بها عورتك, وأصبر على المصائب. • واذا رأيت الدنيا مقبلة فقل انا لله وانا اليه راجعون.. عقوبة عجلت فى الدنيا, واذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبل فقل: مرحبا بشعار الصالحين. هكذا يعلمنا النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعنى الحقيقى للفقر والغنى والقناعة والرضا وشكر المنعم.
الرضا.. ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس
إن كنت تريدُ السعادة ُ فارضَ بصورتِك التي ركبَّك اللهُ فيها، وارض بوضعكِ الأسري، وصوتِك، ومستوى فهمِك، ودخلِك، بل إنَّ بعض المربّين الزهادِ يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك: ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ. هاك قائمةً رائعةً مليئةً باللامعين الذين بخسوا حظوظهُمُ الدنيوية: عطاءُ بنُ رباح عالمُ الدنيا في عهدهِ، مولى أسودُ أفطسُ أشَلُّ مفلفلُ الشعرِ. الأحنفُ بنُ قيس، حليمُ العربِ قاطبةً، نحيفُ الجِسْمِ، أحْدَبُ الظهرِ، أحنى الساقين، ضعيفُ البنيةِ. الأعمش محدِّثُ الدنيا، من الموالي، ضعيفُ البصرِ، فقيرُ ذاتِ اليدِ، ممزقُ الثيابِ، رثُ الهيئةِ والمنزلِ. بل الأنبياء الكرامُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم، كلٌّ منهم رعى الغنَمَ، وكان داودُ حَدَّاداً، وزكريا نجاراً، وإدريس خياطاً، وهم صفوةُ الناسِ وخَيْرُ البشرِ. ارضى بما قسمه الله لكل. إذاً فقيمتُك مواهبُك، وعملُك الصالحُ، ونفعُك، وخلقك، فلا تأس على ما فات من جمالٍ أو مالٍ أو عيالٍ، وارض بقسمِة اللهِ { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. 27
4
137, 059
عربي
Español
Deutsch
Français
English
Indonesia
الرئيسية
موسوعات
مقالات
الفتوى
الاستشارات
الصوتيات
المكتبة
جاليري
مواريث
بنين وبنات
القرآن الكريم
علماء ودعاة
القراءات العشر
الشجرة العلمية
البث المباشر
شارك بملفاتك
Update Required
To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.