فهو - سبحانه - دائماً يُحدث ما يُحدثه ويكوّنه، ويُفني ما يُفنيه ويُعدمه. والإنسان إذا مات وصار تراباً فَنِي وعُدِم، وكذلك سائر ما على الأرض؛ كما قال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن: 26]، ثمّ يُعيده من التراب كما خلقه ابتداءً من التراب، ويخلقه خلقاً جديداً، ولكنْ للنشأةِ الثانية أحكامٌ وصفات ليست للأولى. فمعرفة الإنسان بالخلق الأول، وما يخلقه من بني آدم وغيرهم من الحيوان، وما يخلقه من الشجر والنبات والثمار، وما يخلقه من السحاب والمطر وغير ذلك:- هو أصلٌ لمعرفته بالخلق، والبعث بالمبدأ والمعاد، وإن لم يعرف أنّ الله يخلقه كلّه من المنيّ؛ جواهره وأعراضه، وإلا فما عرف أنّ الله خلقه. ومن ظنّ أنّ جواهره لم يخلقها إذ خلقه، بل جواهر المنيّ، وجواهر ما يأكله ويشربه باقية بعينها فيه، لم يخلقها، أو أنّ مادته التي تقوم بها صورته لم يخلقها إذ خلقه، بل هي باقية أزليّة أبديّة، لم يكن قد عرف أنّه مخلوقٌ مُحدَثٌ..... وأما المتكلمة الجهمية: فهم لا يتصوّرون ما يشهدونه؛ من حدوث هذه الجواهر في جواهرَ أُخَر من مادة، ثمّ يدّعون أنّ الجواهر جميعها أُبدعت ابتداءً لا من شيء. وهم لم يعرفوا قطّ جوهراً أُحدث لا من شيء، كما لم يعرفوا عرضاً أُحدِث لا في محلّ.
يرى المسلمون أن الجن مخلوقات تعيش في العالم لكن لا يُمكن رؤيتها وأنها مخلوقات خارقة للطبيعة التي تُدركها حواس الإنسان وقد تحدثت عنها الكثير من النصوص الدينية وتم المزاوجة بينها وبين الإنس في كثير من الآيات حيث قال الله في محكم تنزيله القرآني:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". هل يوجد جن في رمضان اسلام ويب يقول جمهور العلماء أن الجن موجود في عالمنا سواء في شهر رمضان أو غير شهر رمضان ولكن أذاهم في شهر رمضان المبارك يكون أضعف أثرًا كما أنهم يكونون أقل عددًا وذلك بسبب تصفيد الشياطين والجن والمردة وغيرهم ، ويعلل البعض سبب ضعفهم بالصيام حيث أنها تجري في الإنسان مجرى الدم في العروق وأن حالة الصيام والجوع التي يكون عليها الإنسان تضعف قوته وتُقلل من تأثيره على الإنسان الذي يكون ملتزمًا بالدعاء والذكر وقراءة القرآن. هل الجن يعبد الله؟ نعم الجن يعبد الله وهو بذلك مأمور ومكلف تكليفًا ربانيًا فقال الله:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ويرى القرآن أنهم خلق آخر غير الإنس وغير الملائكة والأرواح وأنهم يشتركون مع الإنس بالاتصاف بصفة العقل والإرادة وأيضًا القدرة على اختيار الطريق سواء كان شر أو خير سميت الجن بهذا الاسم لأنها مستترة فهم يرون الناس ولكن لا يُمكن للبشر أن يرونهم وينقسم الجن إلى أنواع وقد بينها القرآن الكريم في أكثر من موضع فمنهم الضالون المضلون ومنهم السذج الذين ينخدعون، ومنهم المستعدون والقابلون للهداية.
وقال في كتابه "نقد مراتب الإجماع" (ص: 304): "وليس في خبر الله - أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ما ينفي وجودَ مخلوق قبلهما، ولا ينفي أنه خلقهما من مادَّةٍ كانت قبلهما، كما أنه أخبر أنه خلق الإنسان وخلق الجن ، وإنما خلق الإنسان من مادة، وهي الصلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار. فكيف وقد ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف - الذي لا يعلم فيه نزاع - أن الله لَمَّا خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان عرشه على الماء قبل ذلك، فكان العرش موجودًا قبل ذلك، وكان الماء موجودًا قبل ذلك. وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله قدر مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وكان عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"، وقد أخبر سبحانه أنه {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11]. وثبت عن غير واحد من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين أنه خلق السماء من بخار الماء، ونحوُ ذلك من النقول التي يُصَدِّقُها ما يُخبِرُ به أهلُ الكتاب عن التوراة، وما عندَهم من العلم الموروث عن الأنبياء، وشهادةُ أهلِ الكتاب الموافقةِ لما في القرآن أو السنة مقبولة، كما في قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]، ونظائر ذلك في القرآن".
الرئيسية إسلاميات أخبار 03:59 م الأحد 23 مايو 2021 الدكتور رمضان عبد الرازق كتب-محمد قادوس: تحدث الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، عن خلق الجن قبل الإنسان، مشيرا إلى ان الله- عز وجل- خلق السماوات والأرض، وخلق الملائكة وخلق الجن، كل هذا خلقه الله قبل سيدنا آدم وقبل خلق الإنسان. وأضاف عبد الرازق، أثناء لقائه ببرنامج" الدنيا بخير" المذاع عبر فضائية" الحياة" ان الله- سبحانه وتعالى-خلق الجن على أشكال كثيرة وكان من ضمن الجن صنف منهم على شكل الإنسان عاش في الأرض قبل الإنسان ربما بآلاف السنين، إلا ان هذا الصنف طغى وبغى وظلم وعاث في الأرض وأفسد وسفك الدماء. ولفت عبد الرازق إلى ان القرآن الكريم أخبرنا بذلك، ولذلك دائما عندما يقرأ الانسان القرآن يجد في مرحلة الخلق يقدم الجن على الانس، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}،[ الذاريات:56]. وأشار إلى أنه عندما تكلم على سيدنا ادم وخلقه، قال ان الجان خلقانه من قبل، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ}،[ الحجر:27]. وأوضح عبد الرازق أن الجن كانوا موجودين في الأرض قبلنا ومنهم من يعبدون الله، منوها على ان إبليس كان عابدا لله-عز وجل- ويقال ان اسمه كان عزازيل وعبد الله مع الملائكة، ولكن كان صنف في الأرض عصى و طغى وبغى وسفك الدماء.
كتبت: أسماء علي ما هو الجن؟ الجن عكس الإنس وسُمي جني لأنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. من هو الشيطان؟ الشيطان هو كل متمرد من الجن والإنس. هناك مسميات أخرى للجن مثل "عامر" وهو الذي يسكن مع البشر، وقد حرّم الله قتل العمار من الجن إذا كان جيد يُسمى "روحًا" والخبيث هو الشيطان، وإذا زاد في كفره وتمرده سُمي "مارد" إذا زاد عن ذلك يُسمى "عفريت ". هل الجن حقيقة أم خيال نسجه عقل البشر؟ لا يستطيع أي مسلم أن يُنكر وجود الجن، وهذا العالم الخفي والذي أخفاه "الله عز وجل" رحمة منه بعباده لِما فيه من أهوال لا يستطيع الإنسان تحملها بما مَنّ الله عليهم بقدارات خارقة عن طبيعة البشر، كما لا يمكن أن ننكر أن الجن أقوام وطوائف، ومنهم المسلم والكافر وكذلك الصالح والطالح، كذلك هم مكلفون ويحاسبون والقرآن الكريم قد بَين كل تلك المسائل في مواقف وآيات عدة. خلق الله تعالى الجن قبل الإنس، قال تعالى " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) " سورة الكهف.
أبريل 28, 2022 Sufism24/7 اترك تعليقًا ضع تعليقك هنا... إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول: البريد الإلكتروني (مطلوب) (البريد الإلكتروني لن يتم نشره) الاسم (مطلوب) الموقع أنت تعلق بإستخدام حساب ( تسجيل خروج / تغيير) أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. إلغاء Connecting to%s أبلغني بالتعليقات الجديدة عبر البريد الإلكتروني. أعلمني بالمشاركات الجديدة عن طريق بريدي الإلكتروني
وإن كان العرض يوصف بأنّه حيّ؛ كما يقال: قد أحييت العلم والإيمان، وأحييت الدين، وأحييت السنة والعدل؛ كما يقال: أمات البدعة. ولا ريب أنّ النخلة ما هي من جنس النواة، ولا السنبلة من جنس الحب ّة، ولا الإنسان من جنس المني، ولا المني من جنس الإنسان. وهو يخرج هذا من هذا، وهذا من هذا؛ فيخرج كلّ جنسٍ من جنسٍ آخر بعيدٍ عن مماثلته، و {هَذَا {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [لقمان: 11]. وهو سبحانه إذا جعل الأبيض أسود، أعدم ذلك البياض، وجعل موضعه السواد، لا أنّ الأجسام تعدم تلك المادة فتحيلها، وتلاشيها، وتجعل منها هذا المخلوق الجديد، ويخلق الضدّ من ضدّه؛ كما جعل من الشجر الأخضر ناراً، فإذا حك الأخضر بالأخضر، سخن ما يسخنه بالحركة، حتى ينقلب نفس الأخضر فيصير ناراً. وعلى قولهم ما جعل فيه ناراً، بل تلك الجواهر باقية بعينها، وأُحْدِثَ فيها عرضٌ لم يكن.