ثم سرد جملة من النوافل التي يتقرب بها إلى الله وينال بها درجة المحبوبية، من عبادة الصلاة والصيام والإنفاق والحج والعمرة.. السبب الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب، والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر. بدأ الشيخ شرح هذا السبب بالحديث عن فضل الذكر ومنزلة الذاكرين عند الله، ثم أتبعهما بجملة من أنواع الذكر، والحكمة من ضم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأذكار المأثورة. وختم شرح هذا السبب بذكر الأعمال التي تجعل العبد من الذاكرين الله كثيرا. السبب الرابع: إيثار محابّه على محابّك عند غلبات الهوى، والتسنُّم إلى محابّه وإن صعب المرتقى. بدأ بذكر منزلة الإيثار وعلامة نيلها، ثم أردفها بالأمور الثلاثة المعينة للعبد على إيثار محاب الله وأولها قهر هوى النفس، وثانيها مخالفة هوى الناس، وثالثها مدافعة ومجاهدة الشيطان وأوليائه. السبب الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلُّبه في رياض هذه المعرفة. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة. الاسباب الجالبة لمحبة الله. خلال شرحه لهذا السبب حاول الشيخ إبراز أهمية معاني صفات الله تعالى في تثبيت حقيقة الإيمان في النفوس بعيدا عن تفسير بعض الطوائف الإسلامية لتلك الصفات بالتعطيل أو بالتشبيه أو بالتجسيم.. وختمه بالإشارة إلى أنه لا بد من معرفة محاب الله ومبغوضاته بعد معرفته بأسمائه وصفاته.. السبب السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه، ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. أسباب جالبة لمحبة الله (خطبة). الخطبة الثانية: الحمد لله الذي نصرَ عبادَه بصالح الدعوات، أحمدُه -سبحانه- وأشكرُه رازق المكرمات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ البريَّات، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُؤيَّدُ بالمُعجِزات، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين. فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71]. وها هنا -إخوة الإسلام- أربعةُ أنواعٍ من المحبَّة يجبُ التفريقُ بينها: أحدها: محبَّةُ الله، ولا تكفِي وحدَها في النجاة من عذابِ الله والفوزِ بثوابِِه؛ فإن المُشرِكين وعُبَّاد الصليب واليهود وغيرهم يُحبُّون الله. الثاني: محبَّةُ ما يُحبُّ الله، وهذه هي التي تُدخِلُ في الإسلام وتُخرِجُ من الكفر، وأحبُّ الناس إلى الله أقومُهم بهذه المحبَّة وأشدُّهم فيها.