سياسة الثلاثاء 2016/3/1 02:21 م بتوقيت أبوظبي اسأل حزب الله إلى أين أوصل لبنان، اسأله كيف جعل اللبنانيين ناقمين على مؤسسات الدولة متشائمين من مستقبلٍ مزهر كانوا يحلمون به. أينما ذهبت حول العالم يشدك الشوق لتسأل عن مطعمٍ أو مقهى أو محلات لبنانية؛ لأنك تشعر بنسيم العروبة يفوح من جنباتها رغم اغتراب أصحابها سنين طويلة قد تصل لعقود، ولكن الحنين والفخر الذي يحمله اللبناني في قلبه لوطنه وعروبته لا يمكن وصفه، خصوصًا حين تدخل ذلك المطعم لتشاهد ذاك العلم الذي يتوسط المكان وتتوسطه شجرة الأرز وفيروز تتسلل إلى أعماقك تشدو.. بحبك يا لبنان يا وطني.. بحبك بشمالك بجنوبك بسهلك.. بحبك تسأل شو بني.. و شو اللي ما بني!! عروبة لبنان تُغتَصب. وشو اللي ما بني ؟ وأنا أشاهد لبنان الذي تعودنا أن ننظر إليه على أنه أوروبا الشرق الأوسط، ذاك البلد الراقي الذي تسوده ثقافة العقل والمنطق والإتيكيت والذوق الجميل والطبيعة الخلابة، وقد تشبعت طرقاته وامتلأت أزقته قمامةً هنا وهناك!! تسأل شو بني وشو اللي ما بني!!
فليس الوطن من سرق أموالكم ونهب أرزاقكم وفجر مرفأكم وحرمكم من حياة كريمة. وليس الوطن من هجر عائلاتكم الى الخارج. بل هم الأولياء على مصالحكم، زعماء الطوائف والميليشيات والمافيات". وتوجه إلى الشابات والشباب بالقول: "الفرصة اليوم بين أيدينا، اما أن نترك الوطن بعهدة من خان الأرض والشعب، واما أن نسترجع الوطن والأرض والقرار. كل ما يلزمنا هو القرار والعزيمة لمواجهة دينصورات هذه الدولة الغنية المنهوبة. مطعم وطني لبن للاتصالات. الانتصار الذي حققتموه في الانتخابات الطلابية في الجامعات هو خير دليل على فشل هذه السلطة التي تشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالخطر على ديمومتها. فلأول مرة منذ سنوات عديدة، برهن الشباب والشابات المستقلون أي دولة يريدون، وهذه هي الثورة الحقيقية. هذه هي ثورة 17 تشرين التي انطلقت قبل عام. هذه هي الثورة التي طالما ناديت بها منذ العام 2016. هذه هي روح التمرد والعنفوان والكرامة التي كنت أشعر بها مع رفاق السلاح بينما كنا في ساحة المعركة ندافع عن أرضنا المقدسة، أشعر بها اليوم عندما أنظر في عيون كل شاب وشابة من هذه المجموعات الطلابية الذين لم يفقدوا الأمل، بل يدركون أنهم هم الأمل والمستقبل والحياة. أضعنا فرصا عديدة لبناء وطن مشترك لكل أبنائه بكل انتماءاتهم الحزبية والطائفية، ولم يبق أمامنا غير بصيص أمل صغير.
سالي، امرأة ثلاثينية أخرى، لا يزال لديها أمل في لبنان وتود أن تستقر فيه ولو بعد حين. تزوجت سالي عام 2013 ولأن كان هناك صعوبة بشراء منزل في لبنان خصوصًا وأن الحصول على قرض إسكان حينها كان معقدًّا فكان المخطط أن تعمل وزوجها في دبي من أجل أن يستطيعا شراء منزل في لبنان لكن الظروف أجبرتهما على ان يبقيا هنا. وتقول سالي لـ"لبنان 24": "قررنا أن نعود إلى لبنان منذ سنتين بعد أن تمكنا من شراء منزل هناك لكن أتت أزمة كورونا والاحتجاجات الشعبية فأجلنا مجيئنا". وتضيف: "نحن متعلقون جدًّا بلبنان وكنا نزوره نحو 3 مرات في السنة ولم نفكر يومًا أن يكون لدينا وطن ثان غير لبنان بالرغم من أنه حاليًّا هناك بعض الأشخاص الذين أعرفهم قدموا هجرة إلى كندا وبلدان أخرى كأنهم فقدوا الأمل بالعودة إلى وطنهم ولكنني شخصيًّا لم أفقد الأمل". مطعم وطني لبن لبن. فؤاد، شاب آخر جاء إلى دبي منذ سنتين تقريبًا بالرغم من أنه متعلق بأرضه، ويقول: "قدمت إلى دبي منذ سنتين تقريبًا لأني وجدت هنا أمانًا أكثر وبالرغم من أن الأمان هنا كبير إلا أنني لا غنى لي عن لبنان وفي حال استقر الوضع هناك أعود اليوم". هكذا هي حال فؤاد وغيره من المغتربين الذين يزورهم الحنين بين حين وحين إلى وطنهم.